تفاصيل الجولة الثانية من المحادثات النووية بين واشنطن وطهران

اجتمع مسؤولون أميركيون وإيرانيون في روما يوم السبت لعقد جولة ثانية من المحادثات، بعد لقاء عُقد في مسقط نهاية الأسبوع الماضي، في أعلى مستوى من الحوار بين الجانبين منذ عام 2017.

وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال فإن إيران طلبت، خلال الجولة الأولى، تخفيف العقوبات الأميركية مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.

لكن فجوة المعلومات حول هذا البرنامج تعرقل المفاوضات؛ إذ أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ سبتمبر 2023 أنها لم تعد تمتلك معلومات محدثة بالكامل عن أنشطة إيران النووية، ولا يمكنها تأكيد زعم طهران بأن برنامجها سلمي بالكامل.

المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف أكد أن الخط الأحمر لإدارة ترامب هو منع إيران من امتلاك القدرة على إنتاج سلاح نووي.

وقد أفاد مسؤولون استخباراتيون أميركيون الشهر الماضي بأنهم لا يعتقدون أن إيران اتخذت قرارًا ببناء سلاح نووي، لكنهم يرون أنه يمكن لطهران تحقيق ذلك في غضون أشهر قليلة فقط.

ومنذ عام 2021، منعت إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية من تفتيش المواقع غير النووية، مما حدّ من قدرتها على تقييم إمكانات إيران في إنتاج قنبلة. ورغم ذلك، قال المدير العام للوكالة رافائيل غروسي هذا الأسبوع إن إيران “ليست بعيدة” عن امتلاك القدرة على ذلك.

وستتناول محادثات روما المحتملة وضع جدول زمني للمفاوضات وربما إطارًا عامًا لاتفاق جديد. لكن تنفيذ اتفاق من دون قاعدة بيانات واضحة حول المواد النووية والبنية التحتية الإيرانية سيكون مخاطرة كبيرة، إذ سيكون من الصعب التحقق من امتثال إيران لقيود التخصيب المفصلة ضمن أي اتفاق.

وقال ديفيد أولبرايت، مفتش الأسلحة السابق ورئيس معهد العلوم والأمن الدولي: “ترامب منح مهلة شهرين لإنجاز الاتفاق، وعلى إيران أن تتعاون بشكل أوسع مع الوكالة الدولية لبناء الثقة بأن أي اتفاق سيكون محكمًا”.

تسلسل زمني لتخصيب إيران لليورانيوم:
•يوليو 2019: إيران تعلن تجاوزها الحد الأقصى البالغ 300 كغم من غاز اليورانيوم المخصب بنسبة 3.67%.
•نوفمبر 2019: إيران تعيد تشغيل منشأة فوردو تحت الأرض.
•4 يناير 2021: إيران تبدأ بإنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20% في فوردو.
•فبراير 2021: إيران تبدأ بإنتاج معدن اليورانيوم وتقلّص رقابة الوكالة.
•أبريل 2021: تبدأ إيران بإنتاج يورانيوم مخصب بنسبة 60% وتستأنف المفاوضات النووية.
•أغسطس 2022: انهيار محادثات إحياء الاتفاق.
•يوليو 2024: تقارير استخباراتية أميركية تفيد بأن إيران أجرت أنشطة تيسّر إنتاج سلاح نووي.
•فبراير 2025: تقرير الوكالة يقول إن إيران تنتج ما يكفي من يورانيوم مخصب بنسبة 60% لصنع قنبلة واحدة كل شهر.

والنقطة الأكثر حساسية هي فقدان الوكالة لبيانات إنتاج إيران لأجهزة الطرد المركزي، والتي تُستخدم في تخصيب اليورانيوم. ففي اتفاق 2015، تم تركيب كاميرات في منشآت التصنيع لضمان حصر عدد الأجهزة وعدم تجاوز السقف المحدد للمواد الانشطارية.

لكن في 2021، وبعد انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق بثلاث سنوات، أوقفت إيران تسليم تسجيلات الكاميرات. وفي نفس العام، وبعد هجوم استهدف منشأة كرج ونسبته إيران إلى إسرائيل، بقيت بعض المنشآت دون رقابة لعدة أشهر. ثم أزالت إيران الكاميرات مجددًا في يونيو 2022، ولم تبدأ بإعادة بعضها إلا بعد عام.

ورغم استمرار وصول مفتشي الوكالة إلى منشأتين للتخصيب، إلا أن الوكالة صرّحت في فبراير بأنها “فقدت استمرارية المعرفة” بشأن إنتاج إيران ومخزونها من أجهزة الطرد المركزي وأجزائها الرئيسية مثل الدوّارات والأنابيب المموجة.

وإذا كانت إيران قد خزّنت سرًا بضع مئات من الأجهزة المتطورة، فإنها تحتفظ حينها بقدرة حرجة على إنتاج يورانيوم عالي التخصيب لأغراض عسكرية.

ويرى خبراء أن بإمكان الوكالة محاولة إعادة بناء صورة عن حجم إنتاج إيران عبر الفحص والتحقق، لكن هذا قد يستغرق حتى ستة أشهر، بحسب دبلوماسي أوروبي يعمل على الملف النووي، ومن غير المرجح أن تحصل الوكالة على صورة كاملة.

عقبة أخرى أمام تنفيذ اتفاق هي ضرورة إغلاق تحقيق الوكالة حول مواد نووية غير معلن عنها تم العثور عليها في إيران. ويُعتقد أن هذه المواد تعود إلى أنشطة تسلحية سرية في تسعينات وألفينات القرن الماضي، وهي نقطة إنكار دائم من طهران.

ويرى دبلوماسيون غربيون أن إيران قد لا تستطيع إنهاء هذا الملف دون كشف أصل هذه المواد وموقعها الحالي.

ويُعدّ عدم إلزام إيران بكشف تاريخ برنامجها العسكري النووي أحد أبرز الانتقادات في واشنطن لاتفاق 2015. ولا تزال هذه الهواجس حاضرة لدى الكونغرس، الذي قد يُطلب منه التصديق على أي اتفاق جديد.

من جهته، أكد ترامب رغبته في التوصل إلى اتفاق نووي، لكنه هدّد باستخدام القوة العسكرية إذا رفضت إيران الاتفاق. ونفى، يوم الخميس، أن يكون قد منع هجومًا إسرائيليًا على المنشآت النووية الإيرانية، لكنه قال: “لست في عجلة من أمري للقيام بذلك”.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.