قالت وكالة أسوشيتدبرس للأنباء إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يمنح المملكة العربية السعودية استضافة القمة مع بوتين لكنه يطالب بمكاسب في النفط وملف قطاع غزة.
ونبهت الوكالة إلى أنه قد لا يكون ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حاضرًا في الغرفة خلال المحادثات رفيعة المستوى الأولى بين روسيا والولايات المتحدة بشأن الحرب في أوكرانيا، لكنه لا يزال يحقق مكسبًا كبيرًا لاستضافته لهذا الاجتماع الذي قد يغير مجرى الصراع الدموي.
ومحمد بن سلمان، وريث العرش البالغ من العمر 39 عامًا، أصبح القائد الفعلي للسعودية في ظل حكم والده الملك سلمان البالغ من العمر 89 عامًا. إلا أن حربه في اليمن ومقتل الصحفي في واشنطن بوست جمال خاشقجي عام 2018، الذي تعتقد وكالات الاستخبارات الأمريكية أنه تم بأوامر منه، أضر بسمعته دوليًا.
اليوم، يجد ولي العهد نفسه في قلب جهود إدارة ترامب للتواصل مع روسيا، وهي دولة حافظت السعودية على علاقات معها خلال الحرب عبر منظمة أوبك+ النفطية.
وقد جذب الأمير السعودي انتباه ترامب بإعلانه عن خطط لاستثمار 600 مليار دولار في الولايات المتحدة، مما دفع الرئيس الأمريكي للتفكير في جعل السعودية أول محطة خارجية له في هذه الولاية الرئاسية.
مع اقتراح ترامب أن يكون اجتماعه الأول مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في السعودية، يبدو أن محمد بن سلمان سيبقى لاعبًا رئيسيًا.
ومع بدء القمة، أعلنت وكالة الأنباء السعودية أن المحادثات تجري في الرياض “بتوجيهات” من ولي العهد، كجزء من جهود المملكة المستمرة لتعزيز الأمن والسلام العالميين، مما يعكس بصماته على الحدث.
ورغم المكاسب، تظل هناك مخاطر لاستراتيجية محمد بن سلمان، خاصة مع استمرار هشاشة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في غزة.
إذ أن تصريحات ترامب المتكررة بشأن رغبته في “امتلاك” قطاع غزة أثارت غضب العالم العربي، حيث يسعى الفلسطينيون لإقامة دولة مستقلة تشمل غزة والضفة الغربية، وهو مطلب يحظى بدعم المجتمع الدولي.
في الأيام الأخيرة، انتقدت وسائل الإعلام السعودية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو أمر نادر أثناء مناقشات المملكة حول اتفاق تطبيع محتمل مع إسرائيل خلال إدارة بايدن.
كما أن فكرة سيطرة أمريكية على غزة أثارت استياء السعوديين الداعمين للفلسطينيين، حيث أكدت وزارة الخارجية السعودية أن موقفها الثابت “غير قابل للتفاوض أو المساومة”، لكنها لم تنتقد ترامب بشكل مباشر.
وانتقاد ترامب المستمر لأوبك، التي تتزعمها السعودية، يزيد من المخاطر. فقد صرح في يناير أن خفض أسعار النفط من قبل أوبك يمكن أن «يوقف المأساة في أوكرانيا تلقائيًا».
ومع ذلك، انخفضت أسعار النفط العالمية من أكثر من 120 دولارًا للبرميل في 2022 إلى نحو 75 دولارًا حاليًا، مما يهدد المشاريع الطموحة لمحمد بن سلمان، بما في ذلك مدينة نيوم المستقبلية التي تقدر تكلفتها بـ500 مليار دولار.
وبعد عزلة دولية بسبب مقتل خاشقجي، منحت روسيا والصين للسعودية وولي العهد فرصة لتعزيز مكانتهما دوليًا.
وقد ساهمت الوساطة الصينية في 2023 لإعادة العلاقات بين السعودية وإيران في إبراز قدرة المملكة على التأثير في سياسات الشرق الأوسط، وتخفيف المخاطر الأمنية، خاصة بعد الهجوم الإيراني المحتمل على منشآت النفط السعودية في 2019.
ورغم التوترات مع الغرب، اتجهت السعودية لتعزيز علاقاتها مع مختلف الأطراف لضمان أمنها ومصالحها. وفي صحيفة الشرق الأوسط السعودية، وصف الكاتب مشاري الذايدي القمة بأنها “إعادة الحوار بين قطبي العالم”، واعتبرها “نافذة أمل تعكس مكانة السعودية وتأثيرها الإيجابي”.
وبغض النظر عن نتائج اجتماع الثلاثاء، تبدو استراتيجية ولي العهد ناجحة حتى الآن، خاصة مع توقع زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للسعودية يوم الأربعاء، وإمكانية ظهور ترامب شخصيًا في المستقبل القريب.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=70638