واشنطن- خليج 24| فضح تحقيق أمريكي خطط دولة الإمارات العربية المتحدة في السيطرة على الجزر الاستراتيجية في اليمن لأجل مصالحها الخاصة.
وجاء الكشف عن خطط الإمارات في تحقيق نشره موقع Responsible Statecraft الأمريكي.
واستعرض تبعات استمرار الإمارات في السيطرة على الجزر الاستراتيجية في اليمن في محاولة للعب دور أكبر بالإقليم.
وأكد التحقيق أن الإمارات تسعى من خلال السيطرة على هذه الجزر كسب مزيد من النفوذ والتوسع في المنطقة.
ولفت إلى أن أبو ظبي كانت قد أعلنت انسحابا عسكرياً شكليا من اليمن في 2019.
لكن أبو ظبي- كما يؤكد التحقيق- لم تغادر كلياً من اليمن بل أبقت قواتها في المناطق الاستراتيجية.
كما عملت الإمارات على تعزيز قواتها في هذه المناطق وإنشاء مواقع وثكنات ومصالح عسكرية أكبر وأكثر عددا.
ونبه التحقيق الأمريكي إلى أن أبو ظبي وحتى هذا اليوم ما زالت هي صاحبة النفوذ الرئيسي في البلد الفقير.
وقال “تستغل نقاط ضعف اليمن عن طريق إيجاد موطئ قدم لها في جزيرتي ميون وسقطرى الاستراتيجيتين”.
الأكثر أهمية-بحسب التحقيق الأمريكي- أن أطماع الإمارات في اليمن وجزه الاستراتيجية يهدد بإطالة أمد الصراع المدمر.
واستعرض بداية دخول أبو ظبي عسكريا في اليمن، وتورطها في الحرب المتواصلة للعام السابع على التوالي.
وأوضح أنها تعد شريكا رئيسيا في التحالف الذي تقوده السعودية والذي يشن حربا على اليمن.
وأشار إلى أن إعلان أبو ظبي انسحابها من اليمن عام 2019 بسبب الانتقاد الدولي المرتبط بأثر الحرب على المدنيين والأزمة الإنسانية.
غير أن أبو ظبي- كما يؤكد التحقيق- تُبقي على عديد من الجماعات المسلحة غير الحكومية.
ونبه إلى أنها تدعم نحو 90 ألف مسلح في اليمن يعملون ضمن مليشياتها المختلفة في البلد الفقير.
وأكد أن هذه المليشيات تقوض عمل الحكومة اليمنية المعترف بها من الأمم المتحدة.
فضلاً عن أن الإمارات تسيطر على عدد من الموانئ والمطارات الرئيسية.
وأكد ما كشفته وكالة “اسوشييتدبرس” الأمريكية من قيام أبو ظبي بتشييد قاعدة عسكرية في جزيرة ميون الاستراتيجية.
وأوضح التحقيق أن ميون جزيرة بركانية تقع قبالة سواحل اليمن في نقطة اختناق بحري.
وتعتبر أبو ظبي هذه الجزيرة ضرورية لشحنات الطاقة والشحنات التجارية بواسطة الناقلات.
كما يمكن للمسيطر عليها توفير قاعدة لأي عملية داخل البحر الأحمر وخليج عدن وشرق إفريقيا.
علاوة على ذلك فإنه يسهل منها شن غارات جوية داخل أراضي اليمن.
ولفت التحقيق إلى سيطرة الإمارات على جزيرة سقطرى الاستراتيجية من خلال مليشياتها.
وتقع جزيرة سقطرى بين البحر الأحمر وخليج عدن وشرق إفريقيا وتسيطر عليها مليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة من أبو ظبي.
وذكر التحقيق الأمريكي أنه بسبب موقعها الاستراتيجي بالقرب من مسارات الشحن الرئيسية شيدت أبو ظبي قواعد عسكرية بها.
وكشف أنها تستخدمها لجمع المعلومات الاستخباراتية حول حركة الملاحة البحرية ومراقبة قنوات تجارة النفط أيضا.
كشفت تقارير إخبارية عن رصد سفن شحن إماراتية تجاوزت الموانئ اليمنية في المكلا والمخا وجزيرة ميون لنقل معدات عسكرية إلى جنوب البلاد.
وقالت التقارير إن سفينة الشحن الإماراتية “نعيمة” ظهرت من خلال صور الأقمار الصناعية تبحر بين أبو ظبي وعدة موانئ يمنية.
ويتضح من الصور أن السفينة أبحرت للمرة الأولى إلى ميناء المكلا في 7 يونيو ثم لجزيرة ميون الخميس الماضي.
وأفادت بأن السفينة شرعت بتفريغ معدات عسكرية في الجزر والموانئ.
ووضعت بيانات ملاحية حديثة التحالف الذي تقوده السعودية في موقف محرج بعد كشفها معلومات عن تحركات مشبوهة للإمارات بجزيرة ميون الاستراتيجية في اليمن.
وادعى التحالف الذي تقوده السعودية أنه لا صحة لأنباء عن وجود قوات إماراتية بجزيرتي سقطرى وميون الاستراتيجيتين في اليمن.
لكن بيانات ملاحية نشرت أمس الجمعة أكدت أن سفينة الشحن الإماراتية “نعيمة” تتنقل بين الإمارات وموانئ يمنية عدة.
وأوضحت البيانات أن هذه الموانئ هي المكلا والمخا وجزيرة ميون الاستراتيجية.
ولفتت بيانات الأقمار الصناعية إلى أن سفينة الشحن الإماراتية وصلت إلى ميناء المكلا في 7 يونيو/حزيران الجاري.
ثم تحركت باتجاه جزيرة ميون، ووصلت إليها مساء أول أمس الخميس.
وأكدت البيانات أن السفينة الإماراتية أفرغت معدات عسكرية في الجزيرة.
ومؤخرا كشفت وكالة “أسوشيتد برس” الأميركية عن أن قاعدة جوية غامضة تبنى في جزيرة ميون عند مضيق باب المندب.
وأوضحت أنها حصلت على صور بالأقمار الصناعية يظهر فيها مدرج بطول 1.85 كيلومتر في الجزيرة إلى جانب 3 حظائر للطائرات.
ونقلت عن مسؤولين في الحكومة اليمنية قولهم إن الإمارات هي من تقف وراء بناء هذه القاعدة رغم ادعائها سحب قواتها من اليمن.
وكان موقع “ساوث فرونت” الأميركي المتخصص في الأبحاث العسكرية والاستراتيجية كشف في أغسطس الماضي خطط الإمارات.
وكشف الموقع أن الإمارات وإسرائيل تعتزمان إنشاء مرافق عسكرية واستخبارية في أرخبيل سقطرى.
وفي 2019 ادعت الإمارات سحب معظم قواتها من اليمن.
لكن نفوذها هناك مستمر عبر مقاتلين جنوبيين قدمت لهم السلاح والتدريب والنفوذ.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=23577
التعليقات مغلقة.