تحذيرات بعد تصنيف بغداد ضمن أكثر المدن تلوثا على وجه الأرض

حذر ناشطون بيئيون عراقيون من ضرورة اتخاذ إجراءات لمعالجة التلوث في بغداد، حيث أعلنت منظمات المراقبة أن العاصمة لديها واحدة من أكثر مستويات تلوث الهواء السامة في العالم.

وقال رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في نهاية الأسبوع إنه عين لجنة تحقيقية خاصة للنظر في الشكاوى بشأن انتشار رائحة خانقة وكبريتية في بغداد.

فيما أعلنت وزارة الصحة والبيئة العراقية، أنها تدرس “استراتيجية شاملة” لمعالجة المشكلة، بهدف “تعزيز الوعي البيئي وتقليل آثار التلوث”.

وألقت الوزارة باللوم في المشكلة على مجموعة من القضايا، بما في ذلك عمليات الصهر غير القانونية، واستخدام النفط عالي الكبريت في محطات توليد الطاقة، والتخلص غير المنظم من النفايات.

وانخفضت الرؤية في العاصمة بشكل كبير خلال الأسبوع الماضي، حيث استقرت سحابة كثيفة من الضباب الدخاني البرتقالي في سماء المدينة.

ورغم أن هذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها هذا، إلا أن هناك مخاوف من أن أنماط الطقس الأكثر تقلباً والتي تفاقمت بسبب تغير المناخ قد تجعل هذه المشكلة أكثر شيوعاً في المستقبل.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، صعدت بغداد إلى صدارة تصنيف IQAir المباشر للمدن ذات أسوأ جودة هواء في العالم. وفي صباح يوم الخميس، جاءت في المركز الرابع، خلف لاهور ودكا وكينشاسا.

وأظهرت البيانات التي تم جمعها في جهاز مراقبة جودة الهواء بالسفارة الأميركية في 14 أكتوبر/تشرين الأول أن تركيزات PM2.5 وصلت إلى 237 ميكروجرام/متر مكعب، وهو مستوى قد يهدد بمشاكل صحية خطيرة.

ودفع ذلك الحكومة إلى إصدار تحذير للمواطنين في بغداد بضرورة البقاء في منازلهم أثناء الضباب الدخاني.

وقال هاري استيبانيان، مدير البرامج في مركز تغير المناخ في العراق، إن محطات الطاقة داخل بغداد من المرجح أن تكون مصدرا للسموم، بما في ذلك المنشآت في محطة الدورة، ومحطة بغداد الجنوبية 1 و2، ومحطة القدس.

وأضاف أن “من بين الأسباب الأخرى حرق النفايات الصلبة في مكبي النبأي والنهروان، والانبعاثات من عشرات مصانع الطابوق التي تستخدم أيضا وقودا عالي الكبريت، فضلا عن العديد من المكبات العشوائية ومصانع الإسفلت في أطراف بغداد”.

وتابع “إن القوانين البيئية الحالية بحاجة إلى مراجعة، ويجب فرض قواعد أكثر صرامة على حرق الوقود السائل من قبل القطاعين العام والخاص.”
ويملك العراق بعضًا من أكبر احتياطيات النفط في العالم، ويعتمد اقتصاد البلاد منذ فترة طويلة على الوقود الأحفوري.

واعترف وزراء حكوميون في الماضي بأن إنتاج النفط تسبب في زيادة معدلات الإصابة بالسرطان، فضلاً عن العديد من أمراض الجهاز التنفسي، في جميع أنحاء البلاد.

وقال استيبانيان إن المشاكل تتضمن فشل وزارة الكهرباء ووزارة النفط في نقل مرافق توليد الطاقة خارج بغداد.

وأضاف أن هناك “غيابا واضحا للسياسات الحكومية واستعدادا لفرض قواعد صارمة”.

“وعلاوة على ذلك، هناك قصور كبير في إنفاذ القانون، حيث تفشل الصناعات العامة والخاصة على حد سواء في الامتثال للأنظمة البيئية – وفي نهاية المطاف، تتأثر صحة الناس، وخاصة أولئك المعرضين للخطر”.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.