بوتين يؤكد أن السعودية تمثل مكانًا “مقبولاً” و”صادقاً” لإجراء محادثات سلام

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يؤكد على أن السعودية تمثل مكانًا “مقبولاً” و”صادقاً” لإجراء محادثات سلام بين روسيا وأوكرانيا،جاء هذا التصريح خلال

مؤتمر صحفي عقب إطلاق منتدى الأعمال لدول البريكس في موسكو،وأوضح بوتين أن أي مفاوضات تعتمد على رفع أوكرانيا حظرها عن التعامل مع روسيا.

وتعتبر السعودية لاعبًا رئيسيًا في السياسة العالمية، وقد أثبتت قدرتها على الحفاظ على علاقات قوية مع كل من روسيا وأوكرانيا، ورغم إدانتها للعملية العسكرية الروسية في الأمم المتحدة، إلا أن الرياض اتخذت موقفًا متوازنًا، مما جعلها وسيطًا محتملاً في النزاع.

وقال بوتين: “إذا تم تنظيم مثل هذه الإجراءات في السعودية، وكانت المكان مناسبًا، فذلك سيكون مقبولاً لنا”.

وأكد أن جوهر أي محادثات يجب أن يستند إلى المفاوضات السابقة، مشيرًا إلى الاتفاق الأولي الذي تم التوصل إليه في إسطنبول عام 2022.

وتعود جذور النزاع بين روسيا وأوكرانيا إلى عام 2014 عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم، منذ ذلك الحين، تصاعدت التوترات بشكل كبير، مما أدى إلى اندلاع الحرب في شرق أوكرانيا.

ورغم الجهود الدولية للتوصل إلى تسوية، لم يتم التوصل إلى حل دائم، مما زاد من تعقيد الأوضاع في المنطقة.

وأعاد بوتين التأكيد على استعداد روسيا لمواصلة الحوار من أجل تحقيق السلام، مشددًا على أهمية الوثائق التي تم إعدادها مسبقًا والتي تتطلب نقاشات تفصيلية.

وأكد أن روسيا مهتمة بإيجاد حل سلمي للنزاع، وأنها منفتحة على المبادرات من دول أخرى.

كما أشار إلى العلاقات الجيدة التي تربط روسيا بالسعودية، حيث قال: “لدينا علاقات جيدة مع الملك وعلاقات شخصية ودية مع ولي العهد.

أنا متأكد من أن ما تفعله السعودية في هذا المسار هو عمل صادق”.

ومع استمرار النزاع، تفاقمت الأوضاع الإنسانية في أوكرانيا، حيث يعيش الملايين من الأوكرانيين في ظروف صعبة، فقد تضررت البنية التحتية الحيوية وواجهت البلاد تحديات كبيرة في توفير الاحتياجات الأساسية.

ويعاني الكثير من النازحين بسبب القتال المستمر، مما يستدعي تدخلًا إنسانيًا دوليًا عاجلاً.

من جهة أخرى أشار بوتين أيضًا إلى أن أزمة فلسطين-إسرائيل ستكون على جدول أعمال المحادثات في قمة البريكس المقبلة.

وأكد أن دعم روسيا لحل الدولتين هو جزء أساسي من سياستها، حيث قال: “يجب أن نضع في الاعتبار قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بإقامة دولتين – دولة إسرائيل والدولة الفلسطينية”.

وتتزايد الدعوات من المجتمع الدولي لإيجاد حلول سلمية للنزاع الأوكراني، حيث تدعو العديد من الدول إلى ضرورة تعزيز المفاوضات السياسية كوسيلة لإنهاء العنف وتحقيق السلام.

ويؤكد الخبراء أن الحلول العسكرية لا تكفي، وأن الحوار الدبلوماسي هو الطريق الأمثل لتحقيق استقرار دائم.

وفي سياق الحديث عن المستقبل، يتوقع العديد من المراقبين أن تكون المحادثات في السعودية نقطة انطلاق مهمة نحو تحقيق السلام، ومع ذلك، يجب أن تكون هذه المحادثات مدعومة بإرادة سياسية قوية من جميع الأطراف المعنية.

ويؤكد بوتين على أهمية الاستمرار في الحوار، مشددًا على أن روسيا تظل مفتوحة لمناقشة أي مقترحات تسهم في تحقيق السلام، قائلا:” نريد العودة إلى طاولة المفاوضات ونحن مستعدون لذلك في أقرب وقت ممكن”.

وتبقى السعودية في موقع استراتيجي يمكنها من لعب دور الوسيط في محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، ومع تصريحات بوتين، يتضح أن هناك فرصًا لإعادة إحياء المفاوضات، رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها، حيث يبقى الأمل معقودًا على أن تؤدي هذه الجهود إلى إنهاء المعاناة الإنسانية وتحقيق السلام الدائم في المنطقة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.