بعد غارة إسرائيلية على الدفاع المدني اللبناني.. طفلة لبنانية تتعرف على والدها من أصابعه

في مشهد مأساوي يعكس قسوة الحرب، فقدت الطفلة اللبنانية سوزان كاركبا، والدها علي أحد عناصر الدفاع المدني اللبناني، خلال غارة جوية إسرائيلية استهدفت مركز الدفاع المدني في قرية دوريس، الواقعة في سهل البقاع الشرقي.

وأسفرت الغارة الإسرائيلية التي وقعت في 15 نوفمبر 2024، أسفرت عن استشهاد 14 من عمال الإنقاذ، وكان من بينهم علي، الذي كان ينام في المركز أثناء حدوث الهجوم.

عندما تم استهداف المركز، كان هناك نحو 20 من رجال الإنقاذ داخل المبنى، مما أدى إلى دمار هائل، بعد الهجوم، هرعت سوزان للبحث عن والدها، وعندما وجدت ما تبقى منه، كانت قادرة على التعرف عليه فقط من خلال أصابعه، تقول سوزان “كان من المفترض أن ينقذ، لكن الآن كان عليّ أن التقط قطع من والدي”، بينما كانت دموعها تروي وجهها.

وتعتبر هذه الغارة جزءًا من تصعيد مستمر في الهجمات الإسرائيلية على لبنان، التي بدأت في سبتمبر بعد عام من التوترات المتزايدة على الحدود.

وقد استهدفت الغارات الإسرائيلية مواقع يُعتقد أنها تابعة لحزب الله، لكن الغارة على مركز الدفاع المدني كانت مفاجأة، حيث لم يكن لديه انتماءات سياسية.

وأفاد مسؤول محلي بأن الغارة استهدفت مركزًا حكوميًا، مما أثار انتقادات واسعة حول استهداف المدنيين وعمال الإنقاذ، وتساءل محمود عيسى، أحد رجال الإنقاذ الذين كانوا يبحثون عن أصدقائهم تحت الأنقاض، “كيف يمكن أن يصبح رجال الإنقاذ أهدافًا؟ نحن هنا لإنقاذ الناس، لكننا الآن مستهدفون”.

ومنذ أن تصاعدت الهجمات الإسرائيلية، تم تسجيل أكثر من 150 حالة استشهاد بين رجال الإنقاذ، مما يسلط الضوء على المخاطر التي يواجهونها في أداء مهامهم.

في غضون ذلك، أفادت وزارة الصحة اللبنانية أن عدد الشهداء في لبنان بسبب الغارات الإسرائيلية تجاوز 3400 شخص منذ بداية الصراع، مع تركيز الهجمات على المناطق الجنوبية والشرقية.

وتتزايد الدعوات من قبل الحكومة اللبنانية والمجتمع الدولي لوضع حد لهذه الانتهاكات، وقد حذر وزير الصحة اللبناني من أن الهجمات على المنشآت الطبية وعمال الإنقاذ تمثل انتهاكًا صارخًا للقوانين الإنسانية الدولية، مؤكدا أنه ” يجب على المجتمع الدولي التدخل لوقف هذه الانتهاكات”.

وبينما كانت سوزان تعمل بلا كلل للبحث عن زملائها تحت الأنقاض، كانت تفكر في الذكريات الجميلة التي شاركتها مع والدها.

وقالت سوزان بحزن “لقد كان يساعد الناس ويعيد الأجساد إلى عائلاتهم، والآن يأتي دوري لالتقاط قطع من والدي”.

ومع تصاعد التوترات في المنطقة، يبقى الأمل في تحقيق السلام بعيد المنال، كما تتطلب الأوضاع الإنسانية المتدهورة في لبنان استجابة عاجلة من المجتمع الدولي، حيث يواجه الكثيرون حياة مليئة بالخوف والفقدان.

ومأساة سوزان وعائلتها ليست سوى واحدة من العديد من القصص المأساوية التي تتكشف في ظل هذا الصراع المستمر. وتبرز هذه الحادثة الحاجة الملحة لتحقيق السلام، وحماية أولئك الذين يعملون في الخطوط الأمامية لإنقاذ الأرواح.

إن التضحية التي قدمها علي كاركبا وزملاؤه يجب أن تكون دافعًا للمجتمع الدولي للعمل من أجل إنهاء العنف وتوفير الأمان للمدنيين وعمال الإنقاذ في لبنان.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.