تجري بريطانيا مشاورات جدية حول السماح للمملكة العربية السعودية بالانضمام إلى برنامج الطائرات المقاتلة من الجيل السادس GCAP، الذي يتم تطويره بالتعاون بين المملكة المتحدة وإيطاليا واليابان.
جاء ذلك على لسان وزير الدفاع البريطاني، جون هيلي، خلال مؤتمر دفاعي عُقد في لندن يوم الاثنين، حيث أشار إلى وجود “مناقشات مفصلة بين الدول الأربع” حول هذا الموضوع، لكنه أوضح أن الطريق لا يزال طويلًا لتحقيق اتفاق نهائي.
ويُعد برنامج GCAP أحد المشاريع الرائدة في تطوير الطائرات المقاتلة من الجيل السادس، والذي يسعى إلى تعزيز التعاون الدفاعي والتكنولوجي بين المملكة المتحدة وإيطاليا واليابان.
ويهدف البرنامج إلى إنتاج طائرة قتالية متطورة تلبي الاحتياجات الدفاعية المستقبلية، مع التركيز على تقنيات الذكاء الاصطناعي والاتصال المتقدم.
وأكد جون هيلي أن المناقشات مع المملكة العربية السعودية بدأت منذ فترة، مشيرًا إلى أن بريطانيا “مستعدة للنظر” في توسيع التعاون مع الرياض، ومع ذلك، شدد على أن هناك العديد من التفاصيل الفنية والسياسية التي تحتاج إلى مزيد من العمل.
التحديات والتوترات داخل التحالف
وعلى الرغم من تفاؤل بريطانيا وإيطاليا بشأن إمكانية انضمام السعودية، أبدت اليابان تحفظات كبيرة تجاه هذه الخطوة، وتُعزى هذه التحفظات إلى مخاوف تتعلق بالسياسة الخارجية، والموازنة بين المصالح الاستراتيجية للدول المشاركة في البرنامج.
ومن المتوقع أن يلعب السير كير ستارمر، زعيم حزب العمال البريطاني، دورًا محوريًا في هذه المحادثات عندما يزور الرياض في وقت لاحق من الشهر الجاري، وتهدف زيارته ضمن جولته الخليجية إلى تعزيز الاستثمارات السعودية في الاقتصاد البريطاني، مع إيلاء اهتمام خاص لمناقشة مستقبل التعاون الدفاعي ضمن برنامج GCAP.
وتسعى المملكة العربية السعودية إلى تعزيز قدراتها الدفاعية والتكنولوجية كجزء من رؤيتها الطموحة 2030، ويتيح انضمامها إلى GCAP فرصة للاستفادة من التكنولوجيا المتقدمة وتوطين صناعات الطيران والدفاع.
وإذا تم التوصل إلى اتفاق يسمح بانضمام المملكة العربية السعودية، فقد يشكل ذلك تحولًا كبيرًا في طبيعة التعاون الدفاعي بين دول أوروبا وآسيا والخليج، مع ذلك، يعتمد مستقبل هذه الخطوة على مدى توافق الدول المشاركة على أهداف البرنامج وشروط التعاون.
وتمثل المناقشات الحالية حول انضمام السعودية إلى برنامج GCAP خطوة مهمة نحو توسيع التعاون الدفاعي بين بريطانيا وحلفائها، رغم التحديات الداخلية والخارجية.
كما ستحدد الأسابيع المقبلة مدى إمكانية تحقيق توافق بين الدول الأربع حول هذه المبادرة الطموحة، التي قد تعيد تشكيل خارطة التعاون العسكري عالميًا.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=69429