باحث سعودي: وقف دائم لإطلاق النار في غزة شرط أساسي للتطبيع بين الرياض وتل أبيب

قال الباحث السياسي السعودي عزيز الغشيان إن السعودية تعتبر التسوية مع الفلسطينيين قضية أمنية، وأن الوقف الدائم لإطلاق النار في غزة شرط أساسي للتطبيع بين الرياض وتل أبيب.

وفي مقابلة مع صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية، تحدث الغشيان أنه “عندما تعرضت السعودية في الماضي لهجمات إرهابية، استخدم المهاجمون القضية الفلسطينية كذريعة”، مضيفا أن السعوديين يدركون أن الديناميكية الإسرائيلية قد تغيرت.

وقد أصبحت قضية التطبيع مسيسة، والسعوديون يفهمون بشكل متزايد الديناميكية الإسرائيلية، كما أن العنصر الأمني أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى.

وفي مقابلته مع “إسرائيل اليوم”، تحدث الغشيان عن العلاقة المعقدة بين الرياض وتل أبيب وتأثير هجوم 7 أكتوبر على المسار السياسي.

وقال الغشيان: “العلاقات بين السعودية وإسرائيل، وإمكانية التطبيع، تعتمد على عاملين: القضية الفلسطينية، وما يمكن تقديمه في إطار اتفاق سعودي-أميركي داخل مجلس الشيوخ”.

وأضاف أن “العلاقات بين السعودية وإسرائيل ليست عملية خطية، بل تتعرض أحيانًا لتراجع، الفكرة القائلة بأن عدو عدوي هو صديقي ليست صحيحة بالضرورة”، مؤكدًا أن التقارب القائم على المصالح المشتركة لا يعني بالضرورة إقامة علاقات رسمية.

وفي الأيام الأخيرة، وردت تقارير عن رغبة إدارة ترامب في إحياء المفاوضات بين إسرائيل والسعودية حول التطبيع.

وقال الغشيان: “من الواضح أن هذا يمثل أولوية قصوى بالنسبة للأميركيين، لكن العلاقات بين السعودية وإسرائيل تعتمد على القضية الفلسطينية، وما يمكن تقديمه داخل مجلس الشيوخ في إطار اتفاق سعودي-أميركي”.

وأشار إلى أن التطبيع ليس مسألة جديدة، حيث كانت هناك مفاوضات سابقة، لكن التقدم كان يتراجع أحيانًا. وأضاف: “أعتقد أن وقف إطلاق النار الدائم في غزة هو الشرط الأول للتطبيع، إلى جانب شروط أخرى”.

وأكد الغشيان أن السعوديين طالبوا مرارًا بخطوات جادة وملموسة نحو إقامة دولة فلسطينية، مشيرًا إلى أنه رغم المناقشات حول هذه الخطوات، إلا أنها كانت محصورة بين الإسرائيليين والفلسطينيين فقط.

وقال: “الفلسطينيون أيضًا بحاجة إلى المشاركة في المفاوضات وتحديد الخطوات التي يجب اتخاذها. هذا هو نتاج التعاون الحالي بين السعوديين والفلسطينيين، وهو ما نشهده الآن”.

وأضاف أن السعوديين أصبحوا أكثر إدراكًا للتغيرات في السياسة الإسرائيلية “خاصة طريقة إدارة نتنياهو للصراع، حيث يُنظر إليه على أنه يحافظ على الجماعات المعتدلة ضعيفة بينما يعزز حركة حماس”.

وتابع قائلا “ليس من السهل تبرير خطوات مزيفة في سبيل التطبيع. لهذا السبب، فإن السعوديين يدركون تمامًا ضرورة وضع شروط واضحة”.

واعتبر أن “التطبيع بين إسرائيل والسعودية أصبح قضية سياسية في كل من إسرائيل وواشنطن، ولهذا السبب سنسمع عنه كثيرًا في المستقبل”.

وقال الغشيان إن القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية شرعية للسعوديين، بل قضية أمنية أيضًا، وهو ما يفوّته الكثير من المراقبين.

وأضاف الغشيان أنه “حتى قبل 7 أكتوبر، كان السعوديون يؤكدون على ضرورة حل القضية الفلسطينية لتحقيق الاستقرار الإقليمي، والذي يعتبرونه ضروريًا لتحقيق مكاسب اقتصادية”.

لكنه شدد على أن هجوم 7 أكتوبر غير النظرة السعودية تجاه المسألة، وجعلها أكثر أهمية من الناحية الأمنية. وختم بالقول: “أنا مقتنع بأن هناك إسرائيليين يريدون السلام. أعلم ذلك، ولا يوجد خلاف حوله. وأعتقد أن الوقت قد حان للحوار المشترك والانخراط بشكل أكثر فاعلية”.

ورغم الحماسة التي ظهرت في السنوات الأخيرة بشأن العلاقات الإسرائيلية مع دول الخليج، يرى الغشيان أن الواقع مختلف، وأنه لا يمكن تحقيق تقدم في ملف التطبيع دون حل جاد للقضية الفلسطينية.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.