المبادرة السعودية الخضراء.. الرياض تعلن عن مشروعات بيئية بقيمة 60 مليون دولار

تعد النظم البيئية غير المتوازنة وفقدان التنوع البيولوجي، الناجمة عن تدمير المواطن والتلوث أو تغير المناخ، من التحديات الرئيسية التي تتعامل معها “المبادرة السعودية الخضراء” للتخفيف من آثارها البيئية والاقتصادية والاجتماعية.

فقدان التنوع البيولوجي يضعف النظم البيئية
قال مدير برنامج الأمم المتحدة للبيئة، إن فقدان التنوع البيولوجي يضعف النظم البيئية، مما يؤدي إلى الهجرة والصراع المحتمل.

وأضاف أن تدهور بعض الأنواع قد يؤدي إلى زعزعة استقرار نظم الغذاء، مما يؤدي إلى زيادة عدد بعض الأنواع الأخرى واستنفاد الموارد.

هذا التوازن، سواء كان ناجمًا عن عوامل طبيعية أو أنشطة بشرية، غالبًا ما يؤدي إلى تدهور المواطن نتيجة لرعي الأنواع غير الخاضعة للرقابة أو استهلاك النباتات.

وأشار محمد قربان، الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للحياة الفطرية في السعودية، إلى أن “أعلى قمة في الجبل مرتبطة بأعمق نقطة في البحر”.

وقال إن الأضرار البيئية في منطقة معينة مرتبطة بالقضايا في مناطق أخرى. على سبيل المثال، تؤدي التصحر في القمم الجبلية إلى تآكل التربة، التي يحملها المطر إلى البحار، مما يؤدي إلى تلوث المياه بالمواد السامة والبلاستيك، مما يزعزع النظم البيئية البحرية.

وتعمل الحكومة السعودية على مكافحة التصحر من خلال زراعة 10 مليارات شجرة وإعادة تأهيل 40 مليون هكتار من الأراضي بحلول عام 2030، كما تهدف إلى حماية 30% من أراضيها البحرية والبرية بحلول عام 2030 من خلال مبادرة “30×30”.

وأوضحت إنجر أندرسن، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، أن الحفاظ على توازن النظام البيئي ضروري لمرونته، مما يجعله أكثر قدرة على التكيف مع الصدمات الخارجية مثل الأمراض أو الأحداث المناخية.

وقالت: “وجود نظام بيئي متوازن يعني أن الأمطار ستأتي في الوقت المتوقع، والبرد سيحل في الوقت المناسب لنمو المحاصيل”.

ويؤدي تدهور النظام البيئي إلى فرض أعباء مالية على الحكومات لإعادة التوازن وصيانة البيئة. في منطقة عسير، على سبيل المثال، أدى تراجع أعداد النمور العربية إلى زيادة كبيرة في أعداد القرود، مما أثر سلبًا على المجتمعات المحلية وأدى إلى تراجع السياحة.

وفي جلسة نقاشية خلال مؤتمر COP16، تحدث الأمير خالد بن الوليد، الرئيس التنفيذي لشركة KBW Ventures، عن الاقتصاد البيئي والتكاليف المالية الحقيقية لتنفيذ التنمية المستدامة، وقال إن الحلول تختلف حسب الموقع ويجب أن تتماشى مع أهداف القطاع الخاص لتكون فعالة.

وأعلنت المبادرة السعودية الخضراء عن خمس مشروعات جديدة بقيمة 60 مليون دولار خلال المؤتمر، مما يعكس استراتيجية المملكة البيئية الطموحة والتزامها بالتنمية المستدامة، كما يصل إجمالي الاستثمارات في مشاريع “المبادرة السعودية الخضراء” إلى أكثر من 188 مليار دولار.

وأدى تدهور البيئة في بعض المناطق إلى زيادة الضغوط الاجتماعية، مما دفع السكان إلى الهجرة إلى مناطق أخرى بحثًا عن بيئة أفضل لأسرهم.

وأكدت أندرسن: “إذا أصبح النظام البيئي غير متوازن لدرجة أنني لم أعد قادرًا على الزراعة أو إعالة أسرتي، فلا خيار أمامي سوى المغادرة”.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.