قال أحمد الشرع، زعيم هيئة تحرير الشام، إن سوريا قد تستغرق ما يصل إلى أربع سنوات لإجراء انتخابات بعد سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد.
وقد سمح الهجوم الخاطف الذي شنته هيئة تحرير الشام عبر سوريا للجماعة المتمردة بالسيطرة على الدولة متعددة الأعراق والمذاهب في أقل من أسبوعين، منهية بذلك حربا أهلية دامت 13 عاما.
وسعى الشرع إلى طمأنة الجمهور بأن مستقبل سوريا سيكون شاملا، وقال إن إعداد دستور جديد قد يستغرق حوالي ثلاث سنوات، قبل أن يتسنى إجراء الانتخابات.
وقال الشرع إن “أي انتخابات سليمة سوف تحتاج إلى إجراء تعداد سكاني شامل”.
وسوف يكون من الضروري تقييم عدد الناخبين السوريين وتوزيعهم بعد أسماء 100 ألف شخص ، حسب تقديرات المرصد السوري لحقوق الإنسان، لقوا حتفهم في السجون ومراكز الاعتقال السورية منذ الاحتجاجات في البلاد في عام 2011.
وربما يعود الملايين الذين فروا من حملة القمع الوحشية التي شنتها البلاد على شعبها، سواء داخليا أو خارجيا، إلى ديارهم، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من تعقيد الجهود الرامية إلى إنشاء سجل انتخابي.
وكان هذا أول تعليق من الشرع على الجدول الزمني المحتمل للانتخابات منذ إزاحة الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول.
كما أخبر الشرع السوريين أن الأمر يتطلب مزيداً من الوقت لرؤية تحسن في حياتهم اليومية.
وقال: “تحتاج سوريا إلى عام حتى يشعر المواطن بتغييرات جذرية في الخدمات”. ولم يذكر ما الذي ستفعله الحكومة المؤقتة، التي بدأ في تنصيبها في منتصف ديسمبر/كانون الأول، إلى أن يتسنى إجراء الانتخابات.
وتسعى الحكومة الجديدة في دمشق إلى طمأنة شعبها وجيرانها بشأن تحولها بعيدا عن جذورها في التشدد الإسلامي، حيث تركت الحملة السريعة للجماعة العديد من الأسئلة حول مستقبل سوريا دون إجابة.
وأكد الشرع أن هيئة تحرير الشام ، المعروفة سابقاً باسم جبهة النصرة والتي كانت تابعة لتنظيمي داعش والقاعدة، سيتم حلها.
وأضاف “من المؤكد أن التنظيم سيُحل، وهذا سيعلن في مؤتمر الحوار الوطني، وسوريا لن تكون مصدر إزعاج لأحد”.
ومنذ ذلك الحين، أعلنت الجماعة تخليها عن علاقاتها بهذه المنظمات المتطرفة وسعت إلى إعادة تموضعها كقوة معتدلة.
وفي حديثه لقناة العربية الإخبارية السعودية، أشاد زعيم المتمردين أيضًا بالتصريحات الإيجابية للمملكة وجهودها الرامية إلى استقرار سوريا.
وسلط الضوء على الإمكانات الكبيرة للمملكة للاستثمار في البلاد.
وقالت وزارة الخارجية السعودية مؤخرًا إن المملكة “تقف إلى جانب الشعب السوري وخياراته”، على أمل أن يسود الاستقرار والأمن في سوريا.
وأضاف الشرع أن “تحرير سوريا يضمن أمن المنطقة والخليج للخمسين عاماً المقبلة”.
كما أقر بأن سوريا تشترك في مصالح استراتيجية مع روسيا ، الحليف الوثيق لنظام الأسد خلال الحرب الأهلية، وكرر الإشارات التصالحية التي أرسلتها حكومته في السابق.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مؤخرا إن وضع القواعد العسكرية الروسية في سوريا سيكون محل مفاوضات مع القيادة الجديدة في دمشق. ومع ذلك، قال إنه “لا توجد حاجة لأي تعديلات” على المعاهدة الموقعة بين موسكو وحكومة الأسد المخلوعة.
وأعرب الشرع عن أمله في أن ترفع إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب العقوبات المفروضة على سوريا.
وقال دبلوماسيون أميركيون كبار زاروا دمشق مؤخرا إن السيد الشرع يبدو شخصية براغماتية، وقررت واشنطن إلغاء مكافأة العشرة ملايين دولار المخصصة لرأس زعيم هيئة تحرير الشام.
ومع شروع سوريا في هذا الفصل الجديد، فإن التحديات التي تواجهها عديدة، مع انقسام البلاد إلى مناطق تسيطر عليها فصائل مسلحة متفرقة تدعمها قوى دولية مختلفة تسعى إلى الحفاظ على مصالحها.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=69922