السعودية تساهم في تعزيز التحولات العادلة للطاقة في أفريقيا

تتزايد أهمية التحولات العادلة للطاقة في أفريقيا، حيث تسعى الدول إلى تحقيق التنمية المستدامة ومواجهة التحديات البيئية.

في هذا السياق، تلعب السعودية دورًا محوريًا من خلال مبادراتها التي تهدف إلى تعزيز الطاقة المتجددة وتحسين الظروف المعيشية في القارة.

أطلقت وزارة الطاقة السعودية مبادرة “تمكين أفريقيا”، التي تهدف إلى سد الفجوات في الوصول إلى الطاقة من خلال الاستفادة من الموارد الطبيعية الغير مستغلة في القارة، مثل الطاقة الشمسية والرياح والطاقة المائية.

وتأتي هذه المبادرة من المملكة كجزء من استراتيجية السعودية لدعم التنمية المستدامة في الدول النامية، وتوفير طاقة نظيفة وموثوقة للمجتمعات المحرومة.

في نوفمبر من العام الماضي، وقعت السعودية اتفاقيات تاريخية مع خمس دول أفريقية هي إثيوبيا والسنغال وتشاد ونيجيريا ورواندا، تمثل هذه الاتفاقيات خطوة هامة لتعزيز التعاون في مجالات النفط والغاز والطاقة المتجددة.

ووفقًا لوزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، فإن هذه الشراكات ليست مجرد عمليات تبادل اقتصادي، بل تعكس التزامًا مشتركًا نحو النمو المستدام.

وتمتلك أفريقيا إمكانيات هائلة في مجال الطاقة المتجددة، حيث تشير التقارير إلى أن القارة تحتوي على 10 تيرا وات من الطاقة الشمسية و350 جيجاوات من الطاقة المائية غير المستغلة، ومع ذلك، لا يزال 75% من سكان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى محرومين من الكهرباء، مما يجعل القارة الأكثر نقصًا في الطاقة على مستوى العالم.

وتسعى مبادرة “تمكين أفريقيا” إلى تحسين الوصول إلى الطاقة في المناطق التي تعاني من نقص الكهرباء، من خلال توفير الطاقة النظيفة والموثوقة، ستساهم المبادرة في تعزيز التنمية الاقتصادية وجودة الحياة في المجتمعات المحلية، كما يركز المشروع على بناء البنية التحتية للطاقة المحلية وتقليل الاعتماد على الوقود المستورد.

وتعتبر السعودية أن مشاريع الطاقة ليست مجرد توفير للكهرباء، بل تهدف أيضًا إلى تعزيز التنمية المجتمعية والنمو المستدام.

وأشار عبد مالك، رئيس قسم الطاقة في شركة “أكواباور”، إلى أن المشاريع المرتبطة بمبادرة “تمكين أفريقيا” تركز على رفع مستوى المجتمعات المحلية، من خلال خلق فرص عمل وزيادة الإيرادات وتعزيز الابتكار التكنولوجي.

وتواجه أفريقيا تحديًا كبيرًا في ما يتعلق بالتمويل اللازم لتحقيق أهداف البنية التحتية. وفقًا للبنك الأفريقي للتنمية، تحتاج القارة إلى ما يتراوح بين 130 إلى 170 مليار دولار سنويًا لسد الفجوة في البنية التحتية، لذلك، تعمل السعودية على تطوير آليات مبتكرة مثل الأسواق الطوعية للكربون لزيادة التمويل الموجه للمشاريع في أفريقيا.

وتمتلك أفريقيا أكثر من 20% من احتياطات العالم من المعادن الضرورية للتحول في مجال الطاقة، مثل الكوبالت والليثيوم، كما تعتبر هذه المعادن أساسية لتكنولوجيا الطاقة المتجددة مثل بطاريات السيارات الكهربائية والألواح الشمسية، ومع ذلك، فإن معظم القيمة المضافة لتصنيع التكنولوجيا الخضراء تُحقق خارج القارة، مما يتطلب استراتيجيات لتعزيز التصنيع المحلي.

وتعتبر مبادرة “تمكين أفريقيا” خطوة استراتيجية من قبل السعودية لدعم التحولات العادلة للطاقة في القارة، من خلال تعزيز الشراكات وتطوير البنية التحتية للطاقة المتجددة، تأمل السعودية في تحقيق تنمية مستدامة تعود بالنفع على المجتمعات المحلية.

وهذه الجهود لا تعزز فقط من قدرة أفريقيا على مواجهة التحديات البيئية، بل تسهم أيضًا في بناء مستقبل أكثر استدامة للجميع.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.