التوصل إلى هدنة في غزة “أقرب من أي وقت مضى” مع اقتراب الاتفاق النهائي

تواصلت المفاوضات في قطر يوم أمس الثلاثاء، حيث يأمل المفاوضون في التوصل إلى الاتفاق النهائي لوقف إطلاق النار في غزة، وسط وصف الأطراف المعنية للصفقة بأنها أصبحت أقرب من أي وقت مضى.

وبعد أكثر من ست ساعات من بدء المحادثات، لم يتم الإعلان عن أي نتائج بعد، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، في مؤتمر صحفي إن المفاوضات حول التفاصيل النهائية جارية، بعد أن تم تقديم النص النهائي للطرفين.

وأضاف الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الذي تشارك إدارته في المحادثات إلى جانب مبعوث للرئيس المنتخب دونالد ترامب، أن الاتفاق بات قريبًا.

ومن جهتها، قالت حركة حماس إن المفاوضات وصلت إلى المراحل النهائية، وتأمل أن تؤدي هذه الجولة من المفاوضات إلى اتفاق بفضل الوساطة القطرية والمصرية والأمريكية.

وقال مسؤول إسرائيلي إن المحادثات دخلت مرحلة حاسمة، لكن بعض التفاصيل لا تزال بحاجة إلى التوضيح: “نحن قريبون، لكننا لم نصل بعد.”

وأعلنت جماعة الجهاد الإسلامي، التي هي غير مرتبطة بحماس ولكنها تحتجز أيضًا أسرى في غزة، أنها سترسل وفدًا رفيع المستوى سيصل إلى الدوحة مساء الثلاثاء للمشاركة في الترتيبات النهائية لصفقة وقف إطلاق النار.

وأضاف بايدن في تصريحاته: “الاتفاق سيتضمن تحرير الأسرى، ووقف القتال، توفير الأمن لإسرائيل، والسماح لنا بزيادة المساعدات الإنسانية بشكل كبير للفلسطينيين الذين عانوا بشكل كبير في هذه الحرب التي بدأتها حماس.”

وإذا نجحت المفاوضات، فإن الهدنة المرحلية — التي تختتم أكثر من عام من المحادثات المتقطعة — قد توقف القتال الذي دمر غزة، وأدى إلى استشهاد عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وتشريد معظم سكان القطاع، ولا يزال يقتل العشرات يوميًا.

وقد تسهم هذه الهدنة في تخفيف التوترات في منطقة الشرق الأوسط الأوسع، حيث غذت الحرب النزاع في الضفة الغربية ولبنان وسوريا واليمن والعراق، ورفعت المخاوف من حرب شاملة بين إسرائيل وإيران.

ومن المتوقع أن تقوم إسرائيل باستعادة حوالي 100 من الأسرى المحتجزين والجثث من بين من تم أسرهم في هجمات 7 أكتوبر 2023 التي تسببت في اندلاع الحرب، على أن يتم الإفراج عن أسرى فلسطينيين مقابل ذلك.

وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنطوني بلينكن، الذي ألقى خطابًا في واشنطن حول رؤية حكم الأراضي الفلسطينية بعد الحرب، إن الأمر يعود إلى حماس لقبول الاتفاق الذي أصبح جاهزًا للتنفيذ.

في إسرائيل، كانت عائلات الرهائن في حالة ترقب. وقالت ميراف ليشيم غونين، التي تم اختطاف ابنتها رومى في مهرجان موسيقي في أكتوبر 2023، للإذاعة الإسرائيلية “نحن نتصور عودتها منذ أشهر كـ’الضوء في نهاية النفق’، لكن علينا أن نبقى واقعيين، وعلى الرغم من ذلك نبقى متفائلين.”

وقال مسؤول إسرائيلي إن المرحلة الأولى من الاتفاق ستشهد إطلاق سراح 33 أسير، بما في ذلك أطفال ونساء وبعض الجنود، وكذلك الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا والجرحى. كما ستقوم إسرائيل بسحب جزئي لقواتها.

ووفقًا لمصدر فلسطيني، فإن إسرائيل ستفرج عن 1,000 أسير فلسطيني في المرحلة الأولى التي ستستمر لمدة 60 يومًا.

أما عائلات الأسرى الذين قد لا يكونوا ضمن المجموعة الأولى، فقد أبدت قلقًا متزايدًا، واحتشد بعضهم أمام مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للمطالبة بتشمل الصفقة جميع الأسرى.

وانطلقت العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة بعد الهجوم الذي شنته قوات حماس عبر الحدود في 7 أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل 1,200 إسرائيلي وأسر أكثر من 250 أسير. ومنذ ذلك الحين، استشهد أكثر من 46,000 فلسطيني في غزة وفقًا للإحصائيات الفلسطينية.

ولم تشهد المنطقة سوى هدنة واحدة، استمرت لمدة أسبوع واحد في نوفمبر 2023، تم خلالها الإفراج عن حوالي نصف الأسرى، بما في ذلك النساء والأطفال والعمال الأجانب، مقابل الإفراج عن فلسطينيين معتقلين.

وعلى الرغم من التزام الطرفين بمبدأ الهدنة منذ أشهر، إلا أن المحادثات السابقة تعثرت بسبب الخلاف حول الخطوات التالية، حيث رفضت حماس أي اتفاق لا يوقف الحرب بشكل دائم، بينما أكدت إسرائيل أنها لن تنهي الحرب حتى يتم تفكيك حماس.

ولا يزال القتال مستمرًا، مع تركيز الهجمات في الأشهر الأخيرة على الحدود الشمالية لغزة، حيث تقول إسرائيل إنها تحاول منع حماس من إعادة التجمع، بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل تهدف إلى تهجير سكان المنطقة بشكل دائم.

ومع اقتراب تنصيب ترامب في 20 يناير 2025، أصبح هذا التاريخ بمثابة الموعد النهائي الفعلي للاتفاق على الهدنة. وقد حذر ترامب من “عواقب وخيمة” إذا لم يتم الإفراج عن الأسرى قبل توليه منصبه، بينما دعا بايدن أيضًا إلى دفع أخير للتوصل إلى اتفاق قبل مغادرته.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.