تتصاعد الانتقادات من زعماء العرب تجاه اسرائيل مع استمرار العلاقات التجارية بشكل سري، هذا التناقض بين الحديث العلني عن حقوق الفلسطينيين وبين الاستمرار في التجارة مع الدولة العبرية يثير تساؤلات حول مصداقية هذه المواقف.
وتزايدت حدة الانتقادات من قادة مصر والأردن والإمارات، حيث أدانوا العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة ولبنان.
وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، وصف الوضع في شمال غزة بأنه “تطهير عرقي”، وقد أطلق هذه التصريحات خلال اجتماع مع نظيره الأمريكي، حيث أبدى قلقه العميق حيال الأوضاع الإنسانية المتدهورة هناك.
من جهة أخرى، انتقد الوزير المصري بدر عبد العاطي التصعيد الإسرائيلي، مشددًا على انتهاكات القانون الدولي.
ورغم الانتقادات العلنية، إلا أن العلاقات التجارية بين الدول العربية وإسرائيل لم تنقطع، فمنذ توقيع اتفاقيات أبراهام في عام 2020، شهدت التجارة بين الإمارات وإسرائيل ارتفاعًا ملحوظًا، فعلى الرغم من التوترات السياسية، تشير البيانات إلى أن التجارة بين الدولتين في العام الجاري قد تصل إلى 3.3 مليار دولار.
في المقابل، أظهرت بيانات المكتب المركزي للإحصاء في إسرائيل أن حركة التجارة مع الأردن ومصر لا تزال قوية، بل شهدت نموًا ملحوظًا، مما يعكس تعقيد العلاقة بين النقد العلني والتعاون الاقتصادي.
التصعيد الأخير في غزة، والذي أسفر عن استشهاد أكثر من 42 ألف شخص، بما في ذلك 3400 طفل، قد يؤثر على العلاقات التجارية، فمع تصاعد حصيلة الشهداء، ارتفعت حدة التصريحات من القادة العرب، الذين يشعرون بالضغط من شعوبهم للتعبير عن موقف أكثر قوة ضد إسرائيل.
وفي هذا السياق، يبدو أن زعماء الدول العربية يواجهون تحديًا كبيرًا في التوازن بين مصالحهم الاقتصادية والضغط الشعبي.
يأتي ذلك في وقت تتزايد فيه الدعوات لإقامة دولة فلسطينية كشرط أساسي لاستمرار العلاقات مع إسرائيل.
ويتفق المحللون على أن استمرار الحرب في غزة قد يؤدي إلى تغييرات في العلاقات التجارية، بينما تظهر بعض الشركات الإماراتية ترددًا في التعامل مع إسرائيل، لا يزال هناك تعاون مستمر بين الحكومات.
بعض الخبراء يشيرون إلى أن الإمارات قد تستخدم العلاقات التجارية كوسيلة للضغط على إسرائيل لتحقيق نتائج إيجابية في المفاوضات بشأن غزة.
ومع ذلك، يبقى السؤال مفتوحًا حول مدى تأثير الضغط الشعبي على قرارات القادة العرب، فبينما يتحدث الزعماء عن حقوق الفلسطينيين، يرغب الكثير من رجال الأعمال في الحفاظ على علاقات تجارية قوية مع إسرائيل، مما يشكل تناقضًا واضحًا في المواقف.
إن الانتقادات العلنية التي يطلقها زعماء الدول العربية تجاه إسرائيل، في مقابل العلاقات التجارية المستمرة معها، تعكس تعقيدات السياسة في الشرق الأوسط، هذه الازدواجية في المواقف قد تؤدي إلى تداعيات على العلاقات بين الدول في المستقبل.
ومع تزايد الاحتجاجات الشعبية، قد يجد القادة العرب أنفسهم أمام خيار صعب: إما الاستمرار في العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل أو تلبية توقعات شعوبهم في دعم القضية الفلسطينية.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=68794