الإيكونوميست تحذر من “حرب مدمرة” بين السودان وإثيوبيا المدعومة من الإمارات

لندن- خليج 24| حذرت مجلة “الإيكونوميست” البريطانية مما وصفته ب”حرب مدمرة” بين دولة السودان وإثيوبيا المدعومة من دولة الإمارات العربية المتحدة.

وكشفت الصحيفة أن الحدود بين السودان وإثيوبيا تشهد توترا كبيرا بين جيشي البلدين قد يشعل شرارة الحرب المدمرة في أي لحظة.

ونبهت إلى أن نزاع السودان وإثيوبيا على الأراضي الزراعية في منطقة الفشقة يهدد بحرب.

ووصفت المجلة البريطانية واسعة الانتشار أن هذه المنطقة تعد اليوم “أخطر مكان في القرن الأفريقي”.

ولفتت إلى أن تاريخ النزاع يعود إلى أوائل القرن العشرين.

وكان هذا عندما وقع البريطانيون الذين حكموا السودان آنذاك معاهدات حدودية مع إثيوبيا تضع المنطقة داخل السودان.

وبحسب مجلة “الإيكونوميست” البريطانية فإن لندن قامت بذلك على الرغم اعتراض إثيوبيا.

وذكرت أن تسوية غير نهائية توصل إليها رئيس السودان السابق، عمر البشير ورئيس وزراء إثيوبيا الراحل ميليس زيناوي.

وسمحت هذه التسوية لإثيوبيا بحرث الأرض شريطة أن تعترف بملكية السودان لها.

غير أن هذه التسوية انتهت في نوفمبر الماضي عندما اندلعت الحرب في إقليم تيغراي شمال إثيوبيا.

في حين طلب رئيس وزراء إثيوبيا أبي أحمد من السودانيين إغلاق حدودهم لمنع سكان تيغراي من تهريب الإمدادات.

في حين تحرك جيش السودان وطرد المزارعين الإثيوبين ما اعتبرته أديس أبابا غزوا لأراضيها.

وقبل شهرين، كشفت تقارير إعلامية عن عرض الإمارات لمبادرة تهدف علنيًا لتسوية الأزمة بين السودان وإثيوبيا تقضي بتقاسم منطقة الفشقة الحدودية، مخفية خطتها لتعزيز سيطرتها.

وتمتاز الفشقة بخصوبة أراضيها الشديدة وتشتهر المنطقة التي تشقها أنهار عطبرة وباسلام وستيت، بإنتاج الذرة والسمسم.

وتسعى الإمارات منذ زمن إلى السيطرة على أراضي الفشقة من خلال تقسيمها على إثر النزاع السوداني الإثيوبي.

وأعلن وزير الخارجية السوداني عمر قمر الدين بـ31 ديسمبر الماضي عن سيطرة الجيش على كامل أراضي بلاده الحدودية مع إثيوبيا.

المبادرة الإماراتية قوبلت برفض مجلس السيادة الانتقالي في السودان والذي أعلن ذلك عضوه مالك عقار.

وقال خلال ندوة بمركز دراسات وأبحاث القرن الأفريقي بالخرطوم: “أبوظبي تريد تقسيم المنطقة والخرطوم لن تقبل بذلك”.

وأضاف عقار: “الإمارات الواقعة خلف البحار تسعى إلى توزيع أرضنا.. هذا الأمر سيرمي بظلاله وتبعاته على المنطقة”.

وأشار إلى أنه “لم يكن هناك أي نزاع في الفشقة وهي أرض سودانية”.

وتوترت العلاقات السودانية الإثيوبية إثر إعادة الجيش السوداني انتشاره بالفشقة الحدودية بنوفمبر الماضي واسترداد 90% منها.

وأعلنت الخرطوم أن “ميليشيات إثيوبية” سيطرت على أراضي مزارعين سودانيين بالفشقة بقوة السلاح.

واتهمت الجيش الإثيوبي بدعم عصابات إثيوبية، وهو ما تنفيه أديس أبابا وتؤكد إنها “جماعات خارجة عن القانون.

غير أن دخول الإمارات خط لعب دور وساطة بين السودان وإثيوبيا أثار قلقًا بالغًا في الأوساط العربية وخاصة مصر.

لكن ينتاب القاهرة قلق تشويش من أبو ظبي على مطلبها بشأن طلب رباعية دولية لقيادة المفاوضات.

ويتصاعد الخلاف رغم إبلاع الإمارات للسودان بإحرازها تقدمًا مع إثيوبيا بشأن الفشقة.

غير أن ذلك يتزامن مع رفض “تجمع أهل القضارف” لمبادرة الإمارات للوساطة.

واعتصم مزارعون شكلوا “تجمع أهل القضارف” ونظموا مؤتمرًا صحفيًا للتعبير عن رفضهم للمبادرة الإماراتية.

ووصف هؤلاء المبادرة بـ”عدم الحياد”.

وأكد التجمع أن القائمين على أمر المبادرة ليسوا أصحاب قضية، ولا حق لهم بالتفاوض إنابة عن أهل القضارف.

بالإضافة إلى ذلك طالب الحكومة بتسليم الأراضي المستردة من الميليشيات الإثيوبية لأصحابها للزراعة، وتشكيل هيئة لتنمية الشريط الحدودي.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.