الإمارات تطلق تقنية مبتكرة باستخدام الذكاء الاصطناعي لحماية المانغروف

أُعلن في مؤتمر أبوظبي عن إطلاق تقنية إماراتية جديدة تهدف إلى معالجة القضايا المستدامة مثل استعادة نباتات المانغروف.

“نبات آي”، وهو مبادرة من مجلس بحوث التكنولوجيا المتقدمة (ATRC)، تهدف إلى تعزيز تجديد أشجار المانغروف، مع معدل نجاح تقديري للبذور يبلغ حوالي 30 في المئة.

وتستخدم التقنية الذكاء الاصطناعي والطائرات المسيَّرة (الدرونز) التي تم تطويرها وبناؤها في الإمارات لرسم خرائط للمواقع المناسبة، وبمجرد تحديد الموقع الملائم، يتم توزيع البذور بشكل عشوائي لمحاكاة البيئات الطبيعية للمانغروف.

وقال رضا نيداخو، الرئيس التنفيذي بالإنابة لشركة “فينشر وان”، الذراع التجاري لـ ATRC، في تصريح لصحيفة “ذا ناشيونال” إنه بعد عملية الزراعة، تستمر الطائرات المسيَّرة في متابعة التقدم، فيما يتواجد فريق من العلماء في الموقع لفحص الأسباب المحتملة لفشل أي عمليات زراعة غير ناجحة وتقديم التحليلات اللازمة. وأضاف نيداخو أن معدل النجاح الذي تم تقديره للمشروع يعد تقديرًا متحفظًا حيث لا يزال في مرحلة التجربة، لكنه يهدف إلى سد الفجوة في استعادة المانغروف من خلال الجمع بين العلم والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

وتم إطلاق “نبات” على هامش المؤتمر الدولي الأول للحفاظ على المانغروف وترميمه، الذي نظمته هيئة البيئة – أبوظبي يوم الثلاثاء.

وأوضح نيداخو أن “نبات” يخطط لإطلاق برنامج رئيسي مع الهيئة في الأيام المقبلة. وقال: “استعادة المانغروف هي قضية أساسية بالنسبة لهم، ونحن سيمكنهم [الهيئة] من تحقيق أهدافهم في هذا المجال”، وأضاف: “لكننا أيضًا نتعاون مع العديد من الكيانات الأخرى التي ترغب في الإسهام في استعادة المانغروف”.

فريق “نبات” يدرس أيضًا كيفية استخدام هذه التكنولوجيا في مجالات مثل الزراعة الذكية وحفظ الغابات، من خلال تبني نفس آلية المراقبة والرصد.

أشار الخبراء المشاركون في المؤتمر إلى أهمية التخطيط المدروس والمرتكز على العلم من أجل استعادة فعالة. مثل هذه الأساليب يمكن أن تساعد في رفع معدل نجاح مشاريع المانغروف؛ حيث أفادت “ويتلاندز إنترناشونال” أن 80 في المئة من مشاريع المانغروف حول العالم تفشل.

وأكدت رزان خليفة المبارك، رئيسة الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة، أمام أكثر من 500 مشارك في المؤتمر أن 50 في المئة من غابات المانغروف مهددة بالانهيار بحلول عام 2050. وأضافت: “المانغروف، بقدرتها الفائقة على تخزين الكربون وحماية السواحل ودعم التنوع البيولوجي، تعد أساسية في مواجهة أزمتين مزدوجتين هما فقدان التنوع البيولوجي وتغير المناخ”.

لكن الخبراء يشيرون إلى أن قضية فقدان المانغروف لا يمكن حلها من خلال زراعة البذور أو الشتلات فقط دون إجراء تحليلات مناسبة أولًا. وقالت جينيفر هاوارد، نائبة رئيس برنامج الكربون الأزرق في “كونفِرشِن إنترناشونال”، إن زراعة المانغروف يجب أن تتجاوز الأهداف المرتبطة بعدد البذور أو الشتلات المزروعة. وأضافت: “عندما نركز على الزراعة فقط، أو عدد البذور أو الشتلات التي نزرعها، فإننا نفقد 90 في المئة من الجهد الفعلي الذي يجب أن يبذل في استعادة هذه النباتات”.

من جانبه، شدد البروفيسور دانيال فريس من جامعة تولان في نيو أورليانز على أن الاستعادة المعتمدة على البيانات العلمية هي المفتاح لمشاريع المانغروف العالمية. وقال: “الاستعادة المعتمدة على العلم تعني ببساطة أنكم تتصرفون بشكل هادف، وممنهج. أنتم لا تذهبون إلى موقع ما، وتلقون ببعض البذور لتروا ما يحدث”.

وأكد الخبراء في المؤتمر الدولي أن فهم الأنواع المختلفة للمانغروف هو أمر أساسي لتحديد المواقع المناسبة للزراعة، بالإضافة إلى فهم النظام البيئي المحيط والتأكد من أن استعادة المانغروف لا تضر بالنظم البيئية الأخرى. وقال البروفيسور فريس: “إذا كانت لدينا غابات مانغروف جميلة في كل مكان على حساب مناطق السابخة أو الطين المدّي الجميل، فإننا لم نحل المشكلة”.

من جهتها، أكدت الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي، أن نجاح مشاريع المانغروف في الإمارة يعود إلى “الالتزام بتطبيق approaches مستندة إلى العلم وابتكار أساليب في الاستعادة”. وقد تضاعفت مساحة غابات المانغروف في أبوظبي بين عامي 1987 و2020.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.