الأطراف الاصطناعية سهلة التركيب تقدم الأمل لآلاف مبتوري الأطراف في غزة

تقدم الأطراف الصناعية سهلة التركيب الأمل لآلاف مبتوري الأطراف الذين فقدوا أعضاءهم بسبب الحرب المستمرة على قطاع غزة، في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي تعيشها غزة.

 

وتستخدم هذه المبادرة تكنولوجيا بريطانية متطورة لتوفير أطراف اصطناعية سهلة التركيب، مما يسهل على المرضى استعادة حياتهم الطبيعية.

 

ويعاني قطاع غزة من آثار مدمرة جراء الحرب المستمرة، حيث تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من 94,000 شخص أصيبوا بجروح نتيجة الهجمات، منهم أكثر من 24,000 شخص يعانون من إصابات تغير حياتهم، وتشمل هذه الإصابات البتر، والحرائق الشديدة، وإصابات الرأس والعمود الفقري.

 

أحد هؤلاء هو رزيق طفيش، الذي فقد ساقه جراء قصف مدفعي إسرائيلي أثناء خروجه من الصلاة، يقول رزيق: “فقدت حياتي بالكامل: عملي وأملي”، ومع ذلك، بعد تلقيه ساقًا اصطناعية جديدة، يشعر الآن بالسعادة والحرية، حيث يخطو خطواته الأولى بعد أربعة أشهر من المعاناة.

 

وتستخدم هذه المبادرة الجديدة تكنولوجيا من شركتين بريطانيتين، حيث تقدم الأطراف الاصطناعية بمكونات سهلة التركيب وتقنية جديدة من صب القوالب المباشر للساقين، هذه العملية تسمح بتصنيع الأطراف الاصطناعية بسرعة، حيث يمكن تجهيزها للمريض في غضون ساعة أو ساعتين فقط، مما يقلل من الحاجة إلى فترات انتظار طويلة.

 

يقول الدكتور عبدالله الحمايدة، طبيب في الجيش الأردني، الذي ساعد في تركيب الأطراف الاصطناعية: “هذا نوع جديد من الأطراف الاصطناعية، الميزة الرئيسية هي سرعة التصنيع”، حيث أن تكاليف هذه الأطراف تبلغ حوالي 1400 دولار، يتم تمويلها من الدولة الأردنية وجمعيات خيرية.

 

وتعكس قصص الأطفال الذين فقدوا أطرافهم فظاعة الحرب، مثلًا، حنان (ثلاث سنوات) ومسك (18 شهرًا) تفقدان والدتهما وأرجلهما في غارة جوية إسرائيلية. تقول عمتهم شفا: “نحاول تشتيت انتباهها، لكنها دائمًا تعود لتسأل عن والدتها وأين ذهبت ساقاها”.

 

في جانب آخر، يعاني ضياء العديني، البالغ من العمر 15 عامًا، من فقدان ذراعيه بعد قصف لمنزل حيث كان يلعب، يقول: “كنت أحب التصوير، والآن أعتمد على أختي لتصويري”، لكنه متفائل، ويأمل أن يتمكن من العودة إلى التصوير بعد تلقيه الأطراف الاصطناعية.

 

توجد حاجة ملحة للأطراف الاصطناعية في جميع أنحاء غزة، حيث يعاني الكثيرون من إعاقات دائمة، بينما تعمل الفرق الطبية الأردنية على توفير هذه الأطراف، يبقى الوضع في غزة معقدًا بسبب القيود المفروضة على الحركة ونقص الموارد. فقط 16 من أصل 36 مستشفى تعمل بكامل طاقتها، مما يجعل الوصول إلى العلاج والرعاية الصحية تحديًا كبيرًا.

 

ورغم كل الصعوبات، تقدم هذه المبادرة بصيص أمل لمبتوري الأطراف في غزة، فلقد اعتمدت فرق طبية متخصصة على التكنولوجيا الحديثة لتوفير الأطراف الاصطناعية، مما يساعد المرضى على استعادة جزء من حياتهم الطبيعية، يقول رزيق: “أريد أن أنسى الفترة التي قضيتها بلا ساقي وأبدأ من جديد”.

 

تظهر هذه الجهود كيف يمكن للتكنولوجيا أن تلعب دورًا حيويًا في تحسين حياة الأشخاص المتضررين من الحرب ومع وجود الكثير من الأشخاص بحاجة إلى الدعم، تبقى الحاجة إلى مزيد من المبادرات الإنسانية قائمة، حيث يظل الأمل في تحقيق تغيير إيجابي في حياة هؤلاء الأفراد.

 

وتعتبر هذه المبادرة خطوة هامة نحو تحسين حياة مبتوري الأطراف في غزة، من خلال تقديم أطراف اصطناعية سهلة التركيب، يتمكن هؤلاء الأفراد من استعادة حركتهم وكرامتهم.

 

إن الأمل في مستقبل أفضل يبقى قائماً، مع استمرار الجهود الدولية والمحلية لتقديم الدعم والمساعدة للمتضررين.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.