الأجنبيات في السعودية.. الإصلاحات “توك شو إعلامي” يبددها عصا الواقع

 

الرياض – خليج 24| قالت وكالة الأنباء الفرنسية إن قيود القوانين على الأجنبيات في المملكة العربية السعودية تسببت بمعاناة كبيرة، خاصة حضانة الأطفال ومسألة السفر إلى خارج البلاد.

واستعرضت شهادة الأمريكية كارلي موريس التي دخلت السعودية صيف 2019، رفقة ابنتها، لتتعرف الطفلة على عائلة أبيها.

لكن وجدت نفسها عالقة هناك، ودخلت بصراع قانوني في السعودية التي يمنح نظام الولاية فيها الآباء سلطة مطلقة على أطفالهم.

وتعرفت كارلي التي اعتنقت الإسلام بعمر 17عامًا، عبر الإنترنت على طليقها السعودي المبتعث بأمريكا في 2013، وأحبت كونه “مسلما ومحافظا”.

لكن علاقتهما لم تدم طويلا حتى انفصلا في 2018، وعاد لبلاده حين كانت ابنتهما 4 أعوام، لكنه عاد وأقنعها بالسماح للطفلة بزيارة عائلته لشهر.

وقالت الأم المقيمة في مدينة بريدة شرق السعودية إنّ طليقها صادر كافة أوراقهما الثبوتية بعد أيام من وصولهما للمملكة.

وأضافت: “بنهاية 2019، حصلت ابنتي على الجنسية السعودية لتبدأ مأساتي”.

وذكرت أن الصغيرة تالا وهي مواطنة سعودية باتت تخضع لنظام الولاية، الذي يمنح الأب سلطات مطلقة على أطفاله، وخاصة بمسألة السفر.

وبينت أنه ورغم حضانة موريس لابنتها بقرار محكمة سعودية بمايو 2022، باتت الأم عالقة في السعودية، ولا تتكلم العربية، ولا يحق لها العمل.

وأشارت الوكالة إلى أنها لم تحصل على وثيقة هوية ابنتها السعودية، ما يمنعها من تسجيلها بالمدرسة أو الحصول على الرعاية الصحية اللازمة لها.

واضطرت موريس لطلب المساعدة عبر الإنترنت، حسب تغريدات قبل أن تحذفها.

وقالت باكية: “أعيش في وضع غير إنساني.. إنني مضطرة لاقتراض المال من الغرباء وقبول تبرعات”.

جاء ذلك عقب توقف زوجها عن توفير الطعام لهما مؤخرا، مكتفيا بدفع الإيجار الشهري للشقة التي تقيمان فيها.

وترى موريس أنّ زوجها يضغط عليها ليجبرها على الرحيل دون ابنتها، لكنها تؤكد بنبرة تحدّ: “لن أغادر دون ابنتي”.

وقالت الوكالة إن السعودية تشهد انفتاحا اجتماعيا منذ تسلّم محمد بن سلمان منصب ولي العهد في 2017، بعد عقود من الإغلاق والقيود خاصة على النساء.

لكن منظمات حقوقية تؤكد أن النساء ما زلن يحتجن لإذن أوليائهن الرجال للزواج، ويواجهن تمييزا بشأن الطلاق وخلافات الحضانة.

 

ونشرت منظمة Freedom Initiative تقريرًا يحلل سياسات المملكة العربية السعودية المتمثلة في الاعتقال والمضايقات والإيقاع بالمواطنين الأمريكيين وأفراد أسرهم.

ويتطرق التقرير إلى وضعهم هؤلاء كجزء من حملات القمع العالمية، لا سيما ضد أولئك الذين يركزون على حقوق الإنسان.

وقال إن التكتيكات القمعية للحكومة السعودية تتجاوز حدودها المحلية.

وأكد التقرير أنه بات لديها تجربة عالمية بحملات الاعتقال والترهيب والتشهير والسجن والتعذيب والتهديدات.

وكشف عن تفاصيل بعض الحالات التي أثرت جسدياً ونفسياً على الأفراد الذين يعيشون تحت هذا التهديد.

وكشف عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأمريكي النائب “تيد دويتش” عن اضطهاد السلطات السعودية للأمريكيين من أصل سعودي في المملكة.

وقال “دويتش” في تصريح له إن على المملكة أن تقدم ضمانات حول تحسين وتتوقف عن استهداف المعارضين.

واشترط على السعودية ذلك إن أرادت أن تضمن تحسن العلاقات مجددًا مع واشنطن.

والأمريكي من أصل سعودي هم مواطنون أمريكيون ينحدرون من أصل سعودي مباشر أو غير مباشر.

وطبقًا للتعداد السكاني عام 2000 يوجد في الولايات المتحدة 7,419 شخصا من أصول سعودية.

وفي الإحصاء الاجتماعي الأمريكي عام 2015 ذُكر وجود 96,783 شخصا من مواليد السعودية يعيشون فيها.

واتهمت المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان السلطات السعودية باستخدام مكافحة الإرهاب كمبرر وغطاء القمع الممنهج الذي تنفذه ضد المدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان.

وقالت المنظمة في بيان إن السعودية “تطبق قمعًا شديدًا ضد النشطاء والمعارضين وتلاحقهم على خلفية عملهم”.

وأكدت أنها تلجأ لقوانين سيئة الصيت كنظام مكافحة الإرهاب ومكافحة الجرائم المعلوماتية ضدهم لشرعنة القمع .

وكذبت المنظمة ما نشرته السلطات السعودية من نفي لممارستها انتهاكات بحق المدافعين عن حقوق الإنسان.

وزعم عضو الوفد السعودي لجنيف مهند البصرواي أنه لا “تجريم لأي إنسان أو معاقبته إلا وفق نصوص شرعية ونظامية محددة”.

وأطلقت منظمة سكاي لاين الدولية نداءًا عاجلاً طالبت فيه مكونات المجتمع الدولي بضرورة التدخل والضغط على السلطات السعودية لوقف سياسة الاعتقال التعسفي المتصاعدة منذ سنوات بحق نشطاء وإعلاميين ودعاة.

وأكدت المنظمة في بيان أن الأوضاع الحقوقية والإنسانية في سجون المملكة تسجل انحدارًا مستمرًا بظل مواصلة السلطات لسياساتها القمعية.

ودعت سكاي لاين كافة الأطراف الدولية لتحمل مسئولياتها القانونية والأخلاقية تجاه عشرات الأشخاص المتواجدين في تلك السجون.

وقالت إنها تنظر بقلق وخطورة بالغين لتصاعد وتيرة الاعتقالات التي تنفذها الأجهزة الأمنية في المملكة.

وذكرت أن آخرها اعتقال الداعية المعروفة بمكة المكرمة عائشة المهاجري (65عامًا) عقب مداهمة منزلها.

وأشارت سكاي لاين إلى أنه جرى اقتيادها نحو سجن ذهبان السياسي في جدة على خلفية نشاطها الدعوي.

وبينت أن الحساب الرسمي لمعتقلي الرأي كان قد غرد بموقع “تويتر” قائلًا بأن عناصر أمنية اعتقلت المهاجري وسيدتين.

ونقلت عنه إن أعمارهن تجاوزت الثمانين دون ذكر تفاصيل أخرى حول الحادثة الذي كشف عنه تعرضه إلى القمع

وأظهر الحساب تأكده من معلومات حول إصدار السلطات السعودية حكمًا على الصحفي السعودي “أسامة السهلي” الكاتب السابق بصحيفة “البلاد”.

وأشار إلى أنه حكم السجن 8 سنوات والذي اعتقل بيناير 2019 على خلفية تغريدات سابقة له.

وأكدت سكاي لاين أن مراجعة فريقها التقني لحساب “السهلي” وتغريداته لم تظهر أي تجاوزات أو مخالفات أو تحريض على السلطات.

وشددت على أن المحتوى الذي نشره يأتي في إطار التعبير عن الرأي الذي كفله القانون السعودي والدولي على حد سواء.

ونبهت إلى أنها منها “ألا يوجد في وزارة المالية ومسؤولي بنك التسليف السعودي رجل حكيم؟”.

وأضاف: “من الوهلة الأولى تدرك أن الشروط تعجيزية و كأن من سنها يرغب تأليب المواطن ع النظام.. فتنبأ لنظام يعجز المواطن”.

وتغريدة أخرى قال فيها: “ويبقى المشرط حاد والمواطن ضحية”.

كما غرد قائلًا: “متى أصبح مجلس الشورى كبلرمان، علينا التنفس للصعداد ومعاودة الأحلام”.

ولفتت سكاي لاين إلى أن عمليات الاعتقال السابقة ليست الأولى من نوعها، إذ تنتهج السلطات السعودية سياسة الترهيب والاعتقال لأي شخص ينشر رأيه.

وأكدت توثيقها توقيف تلك السلطات عشرات الأشخاص بين دعاة ونشطاء وصحفيين بسبب كتابتهم لمنشورات حاولوا من خلالها انتقاد الأوضاع بالبلاد.

ونبهت سكاي لاين إلى أنها لا تملك أرقام دقيقة حول أعداد أولئك الأشخاص بسبب سياسة حجب تعتمدها السلطات في تعاملها مع ملف المعتقلين السياسيين.

وقالت إن عمليات الاعتقال لم تتوقف عند الحالات سابقة الذكر بل امتدت لتطال لاعبين رياضيين إذ اعتقلت اللاعب السابق “فهد الهريفي”.

وذكرت سكاي لاين أن الاعتقال بسبب تدوينة انتقد فيها الإجراءات المتخذة من قبل السلطات السعودية حول فيروس كورونا.

وبحسب المنظمة اعتقلت الشاعر المسن عايد رغيان الوردة عام 2019، بسبب تدوينة شعرية انتقد فيها الهيئة العامة للترفيه وتعرض إلى القمع .

وفي عام 2017 اعتقلت السلطات السعودية الداعية سلمان العودة بسبب تغريدة حول الأزمة الخليجية آن ذاك.

وغرد العودة قائلًا: “اللهم ألف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السلام، وأخرجنا من الظلمات إلى النور”.

وأوضحت سكاي لاين أن السعودية فسرتها اعتراضًا على قرارها في ذلك الوقت ضد قطر، كما اعتقلت شقيقه خالد بسبب تغريدة انتقد فيها اعتقاله.

وأكدت أن عمليات الاعتقال المتكررة تتناقض مع القوانين المعمول بها في المملكة.

وطالبت سكاي لاين السلطات السعودية بضرورة وقت سياسة الاعتقال التعسفي بشكل عاجل وإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي دون اشتراطات.

وأكدت وجوب قيام المجتمع الدولي وفي مقدمته الأمم المتحدة واللجان المنبثقة عنها دورها الفعلي بإرسال لجان مراقبة وتقصي حقائق.

وقالت إنه يناط بها الوقوف على الانتهاكات بمراكز الاعتقال والسجون والضغط على السلطات السعودية لإنهاء ملف المعتقلين السياسيين بشكل حاسم.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.