ارتفاع عدد ضحايا كارثة فيضانات إسبانيا إلى 205 مع نشر قوات إضافية

ارتفاع عدد ضحايا كارثة الفيضانات المدمرة في إسبانيا إلى 205، حيث حذرت السلطات في منطقة فالنسيا من المزيد من الأمطار وقررت نشر 1,000 جندي إضافي للمساعدة في عمليات الإنقاذ.

تُعتبر هذه الفيضانات من بين الأكثر دموية في تاريخ البلاد الحديث، حيث أدت إلى دمار واسع النطاق في العديد من المناطق.

وأعلنت وكالة الأرصاد الجوية الحكومية (Aemet) أن أربع مناطق، بما في ذلك فالنسيا، لا تزال تحت التحذير البرتقالي بسبب خطر الأمطار والعواصف، بعد أن أدت الفيضانات إلى تدفق أنهار من المياه الطينية، مما خلف دمارًا واسع النطاق ومآسي إنسانية، بالإضافة إلى الضحايا الذين فقدوا حياتهم، لا يزال عدد المفقودين غير معروف، بينما يعاني الآلاف من نقص المياه والغذاء، حيث لا تستطيع بعض المناطق الأكثر تضررًا الوصول إلى المساعدات الأساسية.

ووصف أحد السكان في منطقة بايورتا الوضع بأنه “كارثة” حيث عبر عن شعوره باليأس قائلاً: “لا يمكن للناس تصور ما يحدث هنا، ما ترونه على التلفاز هو أسوأ مما تتخيلون”.

ولفت إلى أن العديد من الأشخاص محاصرون في منازلهم بسبب أكوام من السيارات والحطام، بينما يعاني الكثيرون من انقطاع الكهرباء والاتصالات.

وتجدر الإشارة إلى أن تأخر التحذيرات من قبل خدمات الحماية المدنية أثار غضب العديد من السكان، حيث أشار البعض إلى أن عدم التحذير في الوقت المناسب قد أدى إلى وفاة العديد من الأشخاص.

وقالت لورا فيلايسكوسا، إحدى سكان منطقة لا تور، إن “الأرواح التي فقدت كان يمكن تجنبها لو تم تحذيرنا بشكل مبكر”.

وعلى الرغم من الظروف الصعبة، أظهر الآلاف من السكان في المناطق غير المتضررة من فالنسيا تضامنهم، حيث توجهوا إلى المناطق المتضررة حاملين معهم الطعام والماء وأدوات التنظيف.

وقد حاول الكثيرون الوصول إلى المناطق المنكوبة سيرًا على الأقدام، رغم أن الطرق لا تزال مغلقة في العديد من الأماكن.

ومع ذلك، أصدرت الحكومة الإقليمية تحذيرات للناس بعدم السفر إلى المناطق المتضررة، مشيرة إلى أن الطرق تنهار مما يجعل من الصعب على خدمات الطوارئ الوصول.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، تم نشر أكثر من 1,000 جندي من وحدة الاستجابة الطارئة الإسبانية لتعزيز جهود الخدمات المحلية في حالات الطوارئ.

وفي يوم الجمعة، أعلنت وزيرة الدفاع مارغاريتا روبليس عن إرسال 500 جندي آخرين، وقد يتبعهم المزيد إذا لزم الأمر.

وأكدت أن مهامهم تشمل مساعدة الأشخاص الذين قد يكونون محاصرين في الطوابق السفلية أو القبو، بالإضافة إلى ضخ المياه من الطرق لتسهيل الوصول إلى المساعدات.

وأشارت روبليس إلى أن هذه العواصف هي عواصف غير مسبوقة، ليس فقط في هذا القرن ولكن في القرون الماضية.

وقد ربطت هذه الأحداث بتغير المناخ، حيث حذر العديد من العلماء من أن الأحداث الجوية المتطرفة مثل العواصف وحرارة الصيف تزداد شدة بسبب التغير المناخي.

وأضاف وزير الداخلية فرناندو غراندي مارلاسكا أن هناك خططًا لإرسال المزيد من القوات إلى المنطقة، حيث لا يزال الوضع يتطلب استجابة عاجلة ودقيقة.

في الوقت نفسه، أعرب رئيس الوزراء بيدرو سانشيز عن استعداد حكومته لتقديم “أي مساعدة لازمة، طالما كانت هناك حاجة”.

وفي بلدية ألفافار، الواقعة جنوب مدينة فالنسيا، ناشد العمدة خوان رامون أدسوارا الحكومة لتقديم المزيد من المساعدة، حيث أشار إلى أن الكثير من السكان يعيشون في ظروف صعبة للغاية بعد أن دمرت الفيضانات منازله، قال: “لقد تم نسياننا، هناك أشخاص يعيشون مع جثث في منازلهم، هذا أمر محزن للغاية”.

وبينما كانت جهود الإغاثة الحكومية قاصرة، اعتمد السكان المحليون على أنفسهم وعلى بعض رجال الشرطة المحليين، حيث استخدم البعض آلاتهم الخاصة لمحاولة إزالة الحطام من المناطق التي لا تزال غير قابلة للوصول.

وأعرب المواطنون في المناطق الأكثر تضررًا عن شعورهم بالإحباط بسبب نقص المساعدات، حيث قال إميليو كواتيرو، من منطقة ماساناسا: “نحن بحاجة إلى آلات ورافعات للوصول إلى الأماكن المحاصرة. نحتاج إلى الكثير من المساعدة، وكذلك إلى الخبز والماء”.

في تشيفا، حيث سقطت كمية من الأمطار تعادل ما يمكن أن يسقط في عام كامل خلال ثماني ساعات، قالت العمدة أمبرو فورت إن “منازل كاملة اختفت. لا نعرف ما إذا كان هناك أشخاص بداخلها أم لا”.

وتستمر الفيضانات في إسبانيا في التأثير على حياة الآلاف، مما يستدعي استجابة عاجلة من الحكومة والمجتمع الدولي، كما يجب أن تكون الجهود المبذولة لمساعدة المتضررين من هذه الكارثة جزءًا من خطة شاملة للتعامل مع آثار تغير المناخ والتأهب للكوارث.

إن التضامن الذي أبداه المواطنون يظهر قوة المجتمعات في مواجهة الأزمات، ولكن لا بد من دعم حكومي فعال لضمان سلامة الجميع.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.