إعادة إحياء شجرة اللوتس البرية في السعودية

تعتبر شجرة اللوتس البرية، المعروفة محليًا باسم “حمر وردة”، واحدة من النباتات الأصلية التي كانت مهددة بالانقراض في المملكة العربية السعودية.

هذه الشجرة، التي تنتمي إلى الأنواع العشبية المعمرة، تتميز بأزهارها الصغيرة ذات اللون الأحمر، التي تتفتح خلال أشهر الصيف الحارة.
يعود موطنها الأصلي إلى المناطق الممتدة من شرق البحر الأبيض المتوسط إلى شبه الجزيرة العربية، حيث تنمو في البيئات الجافة والمناطق الشجرية القاحلة.

في السنوات الأخيرة، تمكنت جهود إعادة إحياء شجرة اللوتس البرية من تحقيق نجاح ملحوظ بفضل المبادرات البيئية التي تتبناها المملكة، خاصة “المبادرة الخضراء السعودية”.

وتهدف هذه المبادرة إلى تعزيز التشجير واستعادة الأراضي المتدهورة، مما ساعد في تحسين الظروف البيئية لهذه الشجرة.

تم اكتشاف شجرة اللوتس مجددًا في منطقة الحدود الشمالية بالمملكة، حيث أظهرت هذه الشجرة قدرة على النمو في مجاري المياه في الوديان.

وأكد ناصر المجدال، رئيس جمعية أمان البيئية، أن هذه الشجرة قد وجدت تزدهر في بيئات طبيعية محمية، مما يدل على أهمية الحفاظ على هذه المناطق.

تعد شجرة اللوتس البرية جزءًا من استراتيجية أوسع تهدف إلى حماية وتنمية الغطاء النباتي في المملكة، كما تساهم هذه الجهود في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، حيث يُعتبر الحفاظ على المساحات الخضراء جزءًا أساسيًا من رؤية 2030، التي تسعى إلى تحقيق التوازن البيئي وتعزيز جودة الحياة.

يُعرف أن شجرة اللوتس البرية تتمتع بخصائص فريدة، حيث يمكن أن يصل ارتفاعها إلى 40 سم، أوراقها مركبة وتتكون من خمسة وريقات، مما يجعلها نباتًا مميزًا في المناظر الطبيعية، بالإضافة إلى جمالها، تلعب هذه الشجرة دورًا مهمًا في تحسين البيئة من خلال زيادة الغطاء النباتي، مما يساهم في تحسين جودة الهواء وتقليل التصحر.

تشير التقارير إلى أن السعودية قامت منذ عام 2021 بزراعة أكثر من 49 مليون شجرة، وذلك في إطار الجهود المبذولة لاستعادة 74 مليون هكتار من الأراضي، تشمل هذه الجهود أيضًا زراعة أنواع نباتية أخرى، مثل “تيوكروم أوليفيريانوم” و”إيكينوبس”، مما يساهم في تشكيل بيئة نباتية متنوعة تعكس التنوع البيولوجي في المملكة.

ويؤكد المسئولون أن التزام السعودية بحماية البيئة لا يتوقف عند حدودها، بل يمتد ليشمل المبادرات الإقليمية مثل “المبادرة الخضراء للشرق الأوسط”، التي تهدف إلى زراعة 50 مليار شجرة عبر المنطقة.

هذه المبادرات تعكس رؤية المملكة الطموحة لتكون رائدة في مجال الاستدامة البيئية.

علاوة على ذلك، فإن مشروع “نيوم” العملاق، الذي يتم تطويره على الساحل الشمالي الغربي للمملكة، يساهم أيضًا في جهود التشجير واستعادة الطبيعة، بالتعاون مع المركز الوطني لتغطية النباتات ومكافحة التصحر، يتم تنفيذ مبادرات تشجير تهدف إلى تحسين البيئة الطبيعية ودعم التنوع البيولوجي.

من خلال هذه الجهود، تأمل المملكة في توفير بيئات صحية ومستدامة، مما يعزز من تنمية المجتمع ويحسن من جودة الحياة. إن الحفاظ على شجرة اللوتس البرية وغيرها من النباتات المحلية ليس مجرد هدف بيئي، بل هو جزء من الهوية الثقافية والطبيعية للمملكة، ويساهم في تحقيق توازن بين التنمية والحفاظ على البيئة.

وتمثل شجرة اللوتس البرية رمزًا للأمل في إعادة إحياء الطبيعة والتزام المملكة بالاستدامة.

إن النجاح في استعادة هذه الشجرة هو خطوة مهمة نحو تعزيز التنوع البيولوجي وحماية البيئة، مما يساهم في بناء مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.