أمريكا تنجح بتعليق إنشاء مشروع صيني في الإمارات

 

أبو ظبي – خليج 24| كشفت شبكة “سي أن أن” الأمريكية عن تعليق الإمارات إنشاء مشروع صيني داخل ميناء يستقبل سفن الشحن الصينية قرب العاصمة الإماراتية، أبوظبي، مؤقتًا.

وقالت الشبكة إن التعليق جاء بضغوط أمريكية على خلفية مخاوف الولايات المتحدة من الوجود الصيني في الإمارات لا تزال بعيدة عن الطمأنة.

يذكر أن مشروع الإمارات الجديد محط تركيز محادثات دبلوماسية مضطربة بين مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى وبين الكونغرس.

وذكرت أن ذلك أثر سلبًا على عملية بيع واشنطن أسلحة متقدمة وذخائر لأبو ظبي.

وقال مصدر مطلع على المعلومات الاستخباراتية، إن الإدارة الأمريكية أقنعت الإمارات بإقفال المشروع.

وبين أن المسؤولون في واشنطن يعتقدون بأن المشروع يتمثل في منشأة عسكرية داخل ميناء خليفة التجاري.

والذي يبعد 50 كم عن مركز أبوظبي.

وأشار إلى أنه قد يهدد مصالح أمريكا باعتبار وجود جنود لها في قاعدة جوية تبعد 20 كم عن أبوظبي.

وذكر أن الصين والإمارات صورتا مشروع الميناء على أنه تجاري إلا أن الاستخبارات الأمريكية رصدت سفنا متنكرة بالصفة التجارية.

واعتبر المسؤولون الأمريكيون الخطوة أسلوبا معتادا يستخدمه الجيش الصيني لإرسال إشارة بدخول قطعة حربية إلى الميناء.

وتنشئ الصين موانئ حول العالم، بوقت تتهمها فيه الولايات المتحدة بمحاولة وضع قدم عسكرية في هذه المناطق.

وطورت الصين موانئ تجارية في باكستان وسريلانكا، وإنشاء أول قاعدة عسكرية لها خارج البلاد في جيبوتي عام 2017.

وفرضت إدارتا ترامب وبايدن ضغطا على الإمارات لوضع حد للمشروع الصيني في الميناء، والذي يديره تكتل شحن صيني.

وأقرت لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي تشريعًا يطلب إنجاز تقرير عن علاقة دولة الإمارات العربية المتحدة والصين.

وذكرت وسائل إعلام أمريكية أن الطلب وضع مدة 60 يوما لإنجاز التقرير حول تعاون الإمارات والصين.

وجاء الطلب في ضوء الكشف عن تفاصيل التعاون بين الصين والإمارات بمجالات الدفاع والأمن والتكنولوجيا.

كما سيشمل التقرير تعاون أبو ظبي وبيكين القضايا الاستراتيجية التي تهم الأمن القومي الأمريكي.

أيضا طلبت لجنة الاستخبارات تقييمًا ربع سنوي من أجهزة الاستخبارات المختلفة للإجراءات التي اتخذتها الإمارات لحماية التكنولوجيا الأمريكية.

الأكثر أهمية أن الطلب يتضمن ما إذا كان يمكن الاعتماد على أي ضمانات تقدمها أبو ظبي في هذا الجانب.

وبحسب تقرير البنتاغون لعام 2020 حول الطموحات العسكرية الصينية، فإن الإمارات المشتبه في علاقاتها مع الصين.

ويحذر من أن الصين تفكر وتخطط لإنشاء مرافق لوجستية عسكرية إضافية في الخارج، والإمارات من أولوياتها.

وتعد أبو ظبي أكبر شريك تجاري غير نفطي للصين في منطقة الشرق الأوسط.

والأسبوع الماضي، كشفت وكالة “رويترز” عن تقدم الولايات المتحدة بطلب إلى الصين لتقليص استيراد النفط من إيران والذي يهرب عبر الإمارات.

ونقلت الوكالة عن مسؤولين أمريكيين وأوروبيين قولهم إن الولايات المتحدة توجهت بطلبها إلى الصين عبر قنوات دبلوماسية.

وأكد مسؤول أمريكي رفيع طلب عدم ذكر اسمه أن واشنطن على علم بمشتريات النفط الإيراني التي تجريها الشركات الصينية.

وقال “استخدمنا صلاحياتنا في مجال العقوبات للتعامل مع التفاف إيران على عقوباتنا”.

وأوضح المسؤول الأمريكي أنه بما في ذلك مع الجهات التي لها أعمال مع الصين، ونحن سنواصل ذلك في حال الضرورة.

وأضاف “لكن كنا نتعامل مع ذلك عبر القنوات الدبلوماسية وتواصلنا مع الصين في إطار حوارنا حول السياسات تجاه إيران”.

وأعرب عن اعتقاده أن هذا الطريق أكثر فاعلية للمضي قدما بمعالجة الأمور المثيرة للقلق.

في حين قال مسؤول أوروبي إن هذا الموضوع تم التطرق إليه أثناء زيارة نائبة وزير الخارجية الأمريكي ويندي شيرمان للصين أواخر يوليو.

وذكر أن الصين كانت تدافع عن إيران ورجحت أن إحدى المشكلات الرئيسية بالنسبة للغرب هي كمية النفط التي تشتريها من إيران.

وحتى نهاية أغسطس الماضي فإن تقديرات شركة Kpler الخاصة بتحليل سوق الخامات تقول إن الشركات الصينية كانت تشتري نحو 553 ألف برميل يوميا من النفط الإيراني.

وقبل أشهر، كشف تحقيق لوكالة “رويترز” عن علاقة الإمارات بمساعدة إيران على تهريب كميات قياسية من النفط إلى الصين رغم العقوبات الدولية.

وبحسب “رويترز”، فقد أكدت 6 مصادر في قطاع النفط وبيانات “رفينيتيف” أن إيران شحنت “سراً” كميات قياسية من النفط الخام للصين.

ووصفت الصين بأنها تعد “أكبر مشتري للنفط الإيراني في الشهور الأخيرة”.

ونبهت إلى أن هذا يأتي على الرغم من العقوبات الاقتصادية الشديدة التي فرضها ترامب على إيران.

وفرض ترامب هذه العقوبات القاسية جدا على طهران عقب انسحابه من الاتفاق النووي عام 2018.

ولا تزال هذه العقوبات سارية حتى الآن، حيث يسعى بايدن لإحياء المحادثات مع إيران حول الاتفاق النووي.

في حين أفادت خدمة “أويل ريسيرش” من ريفينيتيف-بحسب التحقيق أن إيران شحنت حوالي 17.8 مليون طن (306 آلاف برميل يومياً) من الخام.

وبينت أن طهران صدرت هذه الكميات القياسية إلى الصين خلال الأربعة عشر شهرا الماضية.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.