كرست دولة قطر دورها كوسيط عالمي في أسوأ الصراعات، وهذه المرة بمساعدتها في تأمين إطلاق سراح ستة أطفال أوكرانيين تحتجزهم روسيا.
وأعلنت وزارة الخارجية القطرية، أن الدوحة استضافت ستة أطفال، كانوا يقيمون سابقًا مع أقاربهم، مع والديهم وأولياء أمورهم القانونيين في السفارة القطرية في موسكو خلال العملية، ورافقتهم إلى وجهاتهم لضمان سلامتهم ورفاهيتهم.
وهذه هي المرحلة الثانية من إعادة الأطفال الأوكرانيين بوساطة قطرية بعد إعادة أربعة قاصرين إلى وطنهم في أكتوبر.
وقال البيان: “تؤكد دولة قطر مجددا التزامها بدعم الجهود التي تبذلها كل من دولتي أوكرانيا وروسيا للم شمل الأسر المشتتة وحماية حقوق ورفاهية الأطفال المتأثرين بالنزاع الدائر”.
وتابع “تظل قطر ملتزمة بدورها كوسيط وميسر، وترى في هذا النجاح خطوة إيجابية تسلط الضوء على أهمية الحوار والوساطة”.
ووافقت قطر على طلب أوكرانيا للتوسط في يوليو/تموز بعد زيارة رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني لأوكرانيا.
وقالت الخارجية القطرية “بناء على الزخم الذي شهدته الأسابيع الأخيرة، تواصل قطر لعب دور الوساطة بين الحكومتين الأوكرانية والروسية، ونجحت في تسهيل لم شمل ستة أطفال أوكرانيين إضافيين مع عائلاتهم في الوقت المناسب لقضاء العطلات”.
وأضافت أن عمليات لم شمل الأسر الأخيرة هي “جزء من مبادرة مستمرة تقودها قطر استجابة لطلبات روسيا وأوكرانيا لتحديد واستكشاف مجالات التعاون المحتملة”.
وقال مسؤول قطري لم يذكر اسمه لرويترز يوم الثلاثاء إن دور قطر يشمل الحصول على موافقة الأسر وتحديد هوية الأطفال والتحقق منهم والتخطيط الإنساني واللوجستي.
وذكر المصدر الذي لم يذكر اسمه إن قطر شاركت بنشاط، بل ورافقت طفلاً إلى السفارة القطرية في موسكو قبل النقل المخطط له إلى أوكرانيا.
وزعمت كييف أن روسيا استقبلت بالقوة ما يصل إلى 20 ألف شخص، وأن أقل من 400 عادوا.
ونفت موسكو باستمرار تلك المزاعم المتعلقة بنقل الأطفال الأوكرانيين قسراً، قائلة إنها لم تحدد سوى عدد محدود من الأطفال في دور الأيتام أو الذين يفتقرون إلى وصاية الوالدين. وقالت إنه تم بذل الجهود لوضع هؤلاء الأطفال مع أقاربهم في روسيا كلما أمكن ذلك.
وأدى هذا الجدل إلى إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومفوضة الأطفال ماريا لفوفا بيلوفا في 17 مارس/آذار، متهمة إياهما بارتكاب جريمة حرب تتمثل في ترحيل أطفال أوكرانيين إلى روسيا.
ورفض الكرملين هذه الاتهامات وقال إنها “لا معنى لها” في روسيا.
وقعت روسيا على نظام روما الأساسي لكنها لم تصدق عليه قط لتصبح عضوا في المحكمة الجنائية الدولية.
منذ بداية الصراع الذي بدأ في فبراير/شباط 2022، اتبعت الدوحة نهجًا متوازنًا دقيقًا مع كلا الجانبين لتأمين نفسها كمرشح محتمل للوساطة.
ومؤخرًا، أدت وساطة مشتركة قامت بها قطر والأمم المتحدة إلى إطلاق سراح مراهق أوكراني من ماريوبول من روسيا، حسبما أعلن الرئيس الأوكراني في 19 نوفمبر/تشرين الثاني.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في ذلك الوقت : “أنا ممتن للفريق بأكمله الذي يعمل على عودة الأطفال الأوكرانيين” . وأضاف: “أنا ممتن بشكل خاص لقطر على وساطتها ومساعدتها الفعالة”.
وزار الشيخ محمد، الذي يشغل أيضًا منصب وزير خارجية البلاد، موسكو في يونيو/حزيران، حيث التقى بالرئيس بوتين وغيره من كبار المسؤولين.
وفي الشهر التالي، زار المسؤول القطري أوكرانيا والتقى برئيسها وتعهد بتقديم 100 مليون دولار كمساعدات إنسانية لمبادرات الصحة والتعليم وإزالة الألغام.
إن ظهور قطر كوسيط عالمي في بعض أسوأ الصراعات في التاريخ الحديث يمتد إلى ما هو أبعد من هذه الحالة. وفي نوفمبر/تشرين الثاني، حصلت قطر على هدنة مؤقتة بين حماس وإسرائيل بدأت في 24 نوفمبر/تشرين الثاني، وتم تجديدها مرتين، واستمرت لمدة سبعة أيام.
وكجزء من الصفقة، أطلقت حماس سراح ما لا يقل عن 110 أسرى من غزة، وأطلقت إسرائيل سراح 240 امرأة وطفلا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية، وفقا لإحصاء الدوحة نيوز.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=66243