أردوغان سيلتقي السيسي في القاهرة لمناقشة التطورات السورية والتهديدات الإقليمية

قالت مصادر مطلعة إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيزور القاهرة في 19 ديسمبر الجاري، حيث من المقرر أن يلتقي بنظيره المصري عبد الفتاح السيسي في قمة دولية.

الزيارة تأتي في وقت حساس، حيث يسعى المسؤولون المصريون إلى تعزيز العلاقة مع تركيا من أجل بحث التطورات في سوريا، التي تشهد تغييرات سياسية حادة بعد الإطاحة بحكومة بشار الأسد.

وتأتي زيارة أردوغان إلى القاهرة في إطار قمة دول مجموعة الثماني النامية (D-8)، والتي ستُعقد في العاصمة المصرية، وكان قد تم توجيه الدعوة لأردوغان قبل الإطاحة بحكومة الأسد في هجوم شنته هيئة تحرير الشام (HTS)، وهو ما أضاف زخماً للمحادثات الثنائية بين مصر وتركيا، حيث يسعى السيسي لإجراء محادثات مباشرة مع الرئيس التركي حول سوريا.

أردوغان كان داعماً رئيسياً للمعارضة السورية منذ اندلاع الاحتجاجات ضد الأسد في 2011، وتربط تركيا علاقات وثيقة مع العديد من الفصائل المعارضة.

وفي هذا السياق، زار رئيس جهاز الاستخبارات التركي، إبراهيم كالين، دمشق الأسبوع الماضي، مما عزز من التأثير التركي على المعارضة السورية، رغم التصنيف الغربي لـ “هيئة تحرير الشام” كجماعة إرهابية.

من جانبها، كانت مصر قلقة من تصاعد نفوذ هيئة تحرير الشام، التي كانت في السابق مرتبطة بالقاعدة، والتي تعزز حضورها في دمشق بعد الإطاحة بحكومة الأسد، ورغم ذلك، ناقش ممثلو الهيئة مع السفراء المصريين، الإماراتيين، الأردنيين والسعوديين في وقت سابق هذا الأسبوع خططاً لإقامة حكومة شاملة لا تستضيف أي جماعات إرهابية، وهو ما ساهم في تهدئة بعض المخاوف الإقليمية.

ومع مشاركة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في القمة المقررة بالقاهرة، يأمل السيسي أن يسهم اللقاء بين أردوغان ونظيره الإيراني في إيجاد توافق حول الملف السوري.

كما أن القمة ستشهد حضور دبلوماسيين من دول عربية وأجنبية معنية بالتطورات في سوريا، وسط توقعات بأن تكون محادثات أردوغان والسيسي محورية في تحديد ملامح السياسة الإقليمية في المنطقة.

وتتطلع تركيا إلى أن تسهم في استقرار سوريا مما يسهم في عودة نحو ثلاثة ملايين لاجئ سوري يعيشون في تركيا، بالإضافة إلى إمكانية المشاركة في إعادة إعمار سوريا، التي تقدر الأمم المتحدة تكلفتها بحوالي 400 مليار دولار.

وفي هذا السياق، قد تلعب مصر دوراً مهماً في جهود إعادة الإعمار، خاصة بعد تجربتها الطويلة في هذا المجال، لا سيما في قطاع غزة.

وتعد زيارة أردوغان إلى القاهرة فرصة لتجاوز الخلافات القديمة بين تركيا ومصر، والتي تعمقت خلال فترات سابقة من الدعم التركي للإخوان المسلمين والصراع على النفوذ في ليبيا.

ومع تحسن العلاقات بين البلدين في 2024، أصبحت سوريا محوراً رئيسياً في إعادة ترتيب التحالفات الإقليمية.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.