أرامكو تلغي عدة مشاريع في السعودية وتركز على التوسع في آسيا

ألغت شركة أرامكو النفطية السعودية خططها لبناء مصفاة ومشروع كيميائي في المملكة، وتراجع ثلاثة مشاريع أخرى في الوقت الذي تعيد فيه تقييم خطط الإنفاق مع التركيز على التوسع في آسيا.

 

وبحسب وكالة بلومبيرغ فإن أرامكو ووحدتها سابك لن تمضيا قدمًا في إنشاء منشأة بطاقة 400,000 برميل يوميًا في رأس الخير على ساحل الخليج السعودي، كما تم تعليق مقترح لنقل المشروع إلى الجبيل، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر.

 

ويعد هذا الإلغاء علامة على أن أرامكو تعيد ضبط إنفاقها على المواد الكيميائية لتوجيه الاستثمارات نحو آسيا، حيث تسعى وراء سلسلة من الصفقات في الصين تضمن أيضًا طلبًا طويل الأجل على النفط الخام السعودي.

 

وترى أرامكو أن استخدام سلع مثل البلاستيك سيتجاوز نمو استهلاك البنزين والديزل في ظل التحول في مجال الطاقة، حيث من المتوقع أن يأتي جزء كبير من التوسع في قطاع الكيميائيات من آسيا.

 

كما أن الشكوك حول قوة الطلب في السعودية، حيث تقوم أرامكو بالفعل بتوسيع مواقع كيميائية أخرى، تشكل عاملًا إضافيًا يدفع الشركة لإعادة النظر في إنفاقها على مشاريع البنية التحتية التي تقدر بمليارات الدولارات، وفقًا للمصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها لأن المعلومات ليست علنية.

 

ويجري حاليًا فحص ثلاثة مرافق كيميائية مخطط لها في الجبيل وينبع على البحر الأحمر لتحديد ما إذا كانت الشركة ستمضي قدمًا في الاستثمارات، حسبما أفاد الأشخاص المطلعون على الخطة.

 

وتعد هذا المراجعة أيضًا أحدث إشارة على التحديات التي تواجهها السعودية في بناء مواقع صناعية ضخمة. ترغب المملكة في تطوير صناعات التصنيع والتكنولوجيا، التي يمكن أن تستخدم المواد الكيميائية المنتجة محليًا.

 

لكنها تعيد النظر في بعض خطط الاستثمار الأوسع في إطار محاولتها التكيف مع نطاق التحول الاقتصادي الذي يقوده ولي العهد محمد بن سلمان.

 

كانت وحدة أرامكو الكيميائية سابك، التي تملك فيها حصة بنسبة 70٪، قد أعلنت لأول مرة عن خطط لمشروع تكرير ومرافق كيميائية في رأس الخير في نوفمبر 2022، وقالت بعد عام إن الشركتين لا تزالان تعملان على المشروع.

 

وتمضي أرامكو قدمًا في توسيع منفصل لمصفاة تشغلها مع شركة TotalEnergies SE في الجبيل.

 

وتجري الشركة السعودية محادثات لشراء حصة 10٪ في شركة Hengli Petrochemical Ltd. الصينية وتسعى لإبرام صفقات مماثلة مع شركتين صينيتين أخريين.

 

وأبرمت صفقة منفصلة بقيمة 3.4 مليار دولار لشراء حصة في شركة Rongsheng Petrochemical Co. العام الماضي. كما ذكر الرئيس التنفيذي، أمين ناصر، كوريا الجنوبية والهند كمواقع محتملة للاستثمار.

 

لطالما أنتجت الدول الغنية بالنفط في الشرق الأوسط بعض المواد الكيميائية المستخدمة في صناعة المنتجات مثل البلاستيك والتغليف كوسيلة للاستفادة من إمدادات الطاقة الرخيصة لديها.

 

وقد كانت تبيع الطاقة إلى صانعي المواد الكيميائية في اليابان وكوريا والصين لسنوات، ولكنها الآن تحاول الحصول على حصة أكبر في إنتاج تلك المواد الكيميائية بنفسها في الأسواق الآسيوية الكبيرة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.