“WSJ”: السعودية فزعة من فشلها بموازنة نفوذ إيران بلبنان

 

الرياض – خليج 24| نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية تقريرًا قالت فيه إن المملكة العربية السعودية تشعر بالفزع من فشلها في موازنة نفوذ إيران في لبنان.

وقالت الصحيفة إنه ورغم أن السعودية واجهت انتقادات شديدة من الغرب بشأن حرب اليمن، لكن حديث جورج قرداحي روجت على نطاق واسع عبر الإنترنت.

و ذهبت السعودية بعيدا في تصعيدها ضد لبنان، في محاولة للانتقام من بلاد الأرز الذي يسيطر عليه تنظيم حزب الله، بوقت تقف فيه عاجزة عن إلزام الحوثيين بإنهاء حرب اليمن.

وتعود أزمة السعودية ولبنان إلى تصريحات لوزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي حول الحرب الفاشلة التي تواصلها المملكة ضد اليمن.

وكان حري بالسعودية أن تأخذ تصريحات قرداحي بعقلانية خاصة أنها فشلت بشكل تام في تحقيق أهدافها بحرب اليمن المتواصلة.

لكن يبدو أن فشل جهود الوسطاء خاصة الأمريكي والأممي في إخراج الرياض من مأزقها دفعها للانتقام من لبنان.

وتورطت الرياض في حرب اليمن التي كانت الإمارات قد حرضتها على خوضها فباتت وحيدة في مواجهة مسلحي الحوثي.

وقبل أسبوعين، أكد معهد “كارنيغي” للدراسات الاستراتيجية أن ولي عهد السعودية محمد بن سلمان أضاع كل أوراق المملكة في لبنان، مؤكدًا أن المملكة خسرت كثيرا بسبب ذلك.

وتساءل المعهد في تقرير له أنه ” أليس من المنطقي الاحتفاظ بالتحالفات هناك وخلق وسائل ضغط على حزب الله وطهران عند الضرورة؟”.

وأوضح أن سبب ذلك هو أن ولي عهد السعودية محمد ابن سلمان لا يتمتع بأي تجربة سياسية.

وذلك مقارنة مع الجيل السابق من القادة السعوديين، وهذا شيء مؤكد، بحسب المعهد.

كما أمسى ابن سلمان حساساً من استخدام القوة وبات مستعداً للدخول في حوار مع إيران.

وبينت أن السبب الآخر هو اعتقال ابن سلمان لسعد الحريري، فكان أمراً مهيناً وأثبت أنه يمكن الاستغناء عن الحريري.

ولفت المعهد أن خصومه استنتجوا بأنه فقد راعيه الإقليمي وبالتالي أصبح ضعيفاً جداً أمامهم.

لذلك خسر السنة في لبنان الكثير، وكذلك بالنسبة للسعودية أمام تضاعف نفوذ إيران.

وأثارت تصريحات قرداحي التي قال فيها إن الحوثيين الذين يحارب التحالف العربي بقيادة السعودية يدافعون عن أنفسهم ضد الاعتداءات.

كما وصف قرداحي الحرب في اليمن بالعبثية والتي يجب أن تتوقف.

وأجاب على سؤال حول وجود اعتداء من السعودية والإمارات على اليمن، قائلا: “أكيد فيه اعتداء”.

وأضاف “ليس لأنهم السعودية أو الإمارات، ولكن هناك اعتداء منذ 8 سنوات وما زال مستمرا”.

ووجه قرداحي رسالة إلى السعودية “ما لم تكن قادرا على تنفيذه في عامين لن تستطيع تنفيذه في ثماني سنوات”.

وكان يشير إلى فشل المملكة في تحقيق أهدافها التي أعلنتها من هذه الحرب.

وصعدت السعودية بشكل كبير يوم أمس الجمعة ضد لبنان عقب أزمة تصريح وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي.

وأعلنت الحكومة السعودية عن قطع العلاقات الدبلوماسية واستدعاء سفيرها في لبنان من أجل التشاور.

كما أعلنت عن مغادرة السفير اللبناني لدى السعودية خلال الـ48 الساعة المقبلة.

أيضا قررت الرياض وقف جميع الواردات اللبنانية إلى المملكة.

وأوضحت وكالة الأنباء السعودية (واس) أنه سيتم أيضا “اتخاذ عدد من الإجراءات الأخرى لتحقيق تلك الأهداف”.

كما أعادت حكومة الرياض تأكيدها على ما سبق أن “صدر بخصوص منع سفر مواطنيها إلى لبنان”.

وذكرت أن ما صدر من قرارات اليوم الجمعة هو “إرفاق للبيان الصادر من وزارة الخارجية بتاريخ 27 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري”.

وذلك “بشأن التصريحات المسيئة للمملكة الصادرة من قبل وزير الإعلام اللبناني، جورج قرداحي”.

وقالت “تمثل هذه التصريحات حلقة جديدة من المواقف المستهجنة والمرفوضة الصادرة عن مسؤولين لبنانيين تجاه المملكة وسياساتها”.

فضلا عما تتضمنه التصريحات من افتراءات وقلبٍ للحقائق وتزييفها، بحسب بيان الحكومة السعودية.

وأوضحت أن “ذلك يأتي إضافة إلى عدم اتخاذ لبنان الإجراءات التي طالبت بها السعودية لوقف تصدير آفة المخدرات من لبنان”.

وأشارت كذلك إلى أن هذا يأتي “في ظل سيطرة حزب الله الإرهابي على كافة المنافذ”.

وكذلك عدم اتخاذ العقوبات بحق المتورطين في تلك الجرائم التي تستهدف أبناء شعب السعودية، بحسب بيان الرياض.

كما اتهمت بيروت بعدم التعاون في تسليم المطلوبين للمملكة بما يخالف اتفاقية الرياض للتعاون القضائي.

وشددت الحكومة السعودية على أنها “لا تعتبر أن ما يصدر عن السلطات اللبنانية معبرا عن مواقف الجالية اللبنانية المقيمة بالمملكة”.

لذلك عبرت الحكومة عن “أسفها لما وصلت إليه العلاقات مع الجمهورية اللبنانية”.

وادعت أن هذا “بسبب تجاهل السلطات اللبنانية للحقائق، واستمرارها في عدم اتخاذ الإجراءات التصحيحية”.

ورات أن هذه كان يمكن أن “تكفل مراعاة العلاقات التي طالما حرصت المملكة عليها من منطلق ما تكنه للشعب اللبناني العزيز من مشاعر أخوية وروابط عميقة”.

وبحسب البيان “فسيطرة حزب الله الإرهابي على قرار الدولة اللبنانية جعل من لبنان ساحة ومنطلقا لتنفيذ مشاريع دول لا تضمر الخير للبنان وشعبه الشقيق”.

وشدد على أن شعب بيان يجمع بالمملكة بكافة طوائفه وأعراقه روابط تاريخية منذ استقلال الجمهورية اللبنانية.

واتهم بيان الحكومة السعودية حزب الله ب”توفير الدعم والتدريب لميليشيا الحوثي الإرهابي”.

في حين، ناشد رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي القادة العرب للعمل والمساعدة بتجاوز الأزمة مع السعودية والحفاظ على التماسك العربي.

وقال ميقاتي عقب القرار إنه “لطالما عبّرنا عن رفضنا أي إساءة توجّه للمملكة ودعونا إلى تصحيح ما شاب العلاقات بين البلدين”.

وأضاف “شددنا في البيان الوزاري على أن من أولويات حكومتنا العمل على استعادة العلاقات والروابط التاريخية بين لبنان وأشقائه العرب”.

كما عبرنا وشدّدنا قبل يومين-يضيف ميقاتي- على أن موقف وزير الإعلام جورج قرداحي الذي أعلنه قبل توليه مهامه الوزارية لا يمثل رأي الحكومة.

وأردف “أكدنا حرصنا على العلاقات اللبنانية- الخليجية، وتمنّينا أن تستعيد العلاقات اللبنانية – السعودية خصوصا واللبنانية العربية عموما متانتها.

وعبر عن بالغ أسفه لقرار المملكة، مضيفا “نتمنى أن تعيد قيادة المملكة، بحكمتها، النظر فيه”.

وتابع “نحن من جهتنا سنواصل العمل بكل جهد ومثابرة لإصلاح الشوائب المشكو منها ومعالجة ما يجب معالجته”.

أيضا توجه ميقاتي “من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ومن ولي عهده الأمير محمد بن سلمان بخالص آيات التقدير والاحترام.

وقال “نعرب لهم عن رفضنا الشديد والقاطع إلى كل ما يسيء للعلاقات الأخوية العميقة مع المملكة التي وقفت لجانب شعب لبنان.

كما أكد التمسك بكل الروابط الأخوية المتينة وعلى السعي الدؤوب من أجل الحفاظ على أفضل العلاقات الأخوية.

وتثبت سياسة السعودية مؤخرا أنها ماضية في تقديم لبنان هدية لإيران، حيث تدرس حاليا قطع علاقاتها بشكل كامل مع بيروت.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.