الرياض – خليج 24| كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية عن الثمن الذي دفعته إسرائيل لقاء سماح السعودية لطائراتها بالتحليق جوا فوق الرياض خلال الأشهر الماضية.
وقالت الصحيفة إن الثمن كان صفقة شراء السعودية لبرنامج التجسس الإسرائيلي “بيغاسوس” عبر مجموعة صغيرة من كبار المسؤولين الإسرائيليين.
وذكرت أن الصفقة بين السعودية ورئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك بنيامين نتنياهو تمت وفق إجراءات سرية عام 2017 بمبلغ 55 مليون دولار.
وبينت الصحيفة أن شركة “NSO” أوقفت البرنامج عن السعودية عام 2018، عقب مقتل الصحفي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده بإسطنبول.
وأشارت إلى أن إدارة الشركة كانت تخشى من توجيه أصابع اتهام لها عقب كشف استخدام الرياض لبيغاسوس بالتجسس على هاتفه.
وذكرت الصحيفة أن الشركة أعادت تشغيل البرنامج في السعودية في السنة التالية، إذ أرضى السعوديين أمرا مهما لنتنياهو.
ونبهت إلى أن ذلك جاء بإطار “مبادرة دبلوماسية سرية، كانت تهدف لتحقيق تقارب إسرائيلي مع الكثير من الدول العربية”.
يشار إلى أن رخصة بيع بيغاسوس للرياض انتهت في عام 2020.
وترك حينه القرار لوزارة الأمن لتقرير ما إذا كانت ستجددها أم لا، ولم تتمكن الشركة من تزويد السعودية بالصيانة الروتينية دون رخصة.
وقالت الصحيفة إن ذلك دفع ولي العهد السعودي لإجراء مكالمة عاجلة ومباشرة مع نتنياهو طالبا تجديد الرخصة.
وأشارت إلى أن الاتصال جاء عقب فشل عديد مساعديه بحل الأزمة مع شركة “NSO”، والموساد ووزارة الحرب الإسرائيلي.
وكشفت عن أنه سمح لجزء مهم من الاتفاقية بالمضي قدما عقب موافقة الرياض على استخدام المجال الجوي السعودي، لأول مرة على الإطلاق.
وبينت الصحيفة أن الطائرات الإسرائيلية متاح لها التحليق شرقًا في طريقها إلى الخليج العربي.
وأوضحت أن مكتب نتنياهو أمر عقب المكالمة بإصلاح المشكلة فورا.
وقالت: “اتصل مسؤول كبير بغرفة عمليات NSO لإعادة تشغيل الأنظمة السعودية، لكن مسؤول الامتثال رفض الطلب دون ترخيص موقع”.
وأضافت: “عندما أخبر بأن الأوامر مباشرة من نتنياهو، فإنه وافق عقب وصول رسالة بريد إلكتروني رسمي، وعاد بيغاسوس للعمل مجددًا”.
وكشف تحقيق الصحيفة عن كيفية تحقيق “إسرائيل” مكاسب دبلوماسية من بيع برنامج التجسس الإسرائيلي الشهير “بيغاسوس” للسعودية.
ويُظهر التحقيق تفاصيل مثيرة للصفقة التي جرت بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وولي عهد السعودية محمد بن سلمان.
وقالت إنه لا يوجد زعيم مثل ابن سلمان استخدم الديناميكية القمعية بالتجسس ببرنامج “بيغاسوس” Pegasus.
وذكر التحقيق أن السلطات الإسرائيلية وافقت على بيع البرنامج إلى وكالة أمنية سعودية تحت الإشراف المباشر لابن سلمان“.
وبينت الصحيفة أن مسار العلاقات السرية بين نتنياهو وابن سلمان نشط بعد بيعه البرنامج.
وأوضحت أنها بدأت مجموعة صغيرة من كبار ضباط وزارة الجيش الإسرائيلية بتقديم تقارير مباشرة إلى نتنياهو عن تبادل المعلومات مع السعوديين.
وذكرت أن نتنياهو كان مهتمًا بإبقاء ابن سلمان سعيداً خلال استخدامه للبرنامج.
وقالت: “كان أمل الإسرائيليين هو كسب التزام ابن سلمان بشراء للبرنامج وامتنانه من الخدمة المقدمة، ثم توقيع العقد مقابل رسوم أولية 55 مليون دولار”.
وأضافت: “انتهت رخصة البرنامج في السعودية، كان قرار تجديد العقد متروكاً لوزارة الجيش الإسرائيلية، لكنها رفضت تجديد العقد للمملكة”.
وعزت الصحيفة ذلك إلى فضيحة إساءة استخدام البرنامج، ولم تتمكن NSO من توفير الصيانة لأنظمة البرنامج المعطلة في المملكة”.
وبينت أن مساعدو ابن سلمان أجروا مكالمات عديدة مع مدراء شركة NSO والموساد ووزارة الدفاع الإسرائيلية لحل المشكلة، لكنهم فشلوا.
وأكدت أنه و”بعد ذلك أجرى ابن سلمان مكالمة هاتفية عاجلة مع نتنياهو، وطلب تجديد رخصة البرنامج”.
وكشفت الصحيفة أن الاتفاقية بين نتنياهو وابن سلمان لتجديد رخصة استخدام البرنامج، كانت مقابل استخدام المجال الجوي السعودي من الطائرات الإسرائيلية.
وأشارت إلى أنه وبعد وقت قصير عاد برنامج Pegasus للعمل مجددًا في السعودية، وبدأت الطائرات الإسرائيلية تحلق فوق سماء المملكة.
ونشرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية القائمة “الكاملة والمحدّثة” للأفراد الذين تم استهدافهم عبر برنامج التجسس الإسرائيلي بيغاسوس “Pegasus”، خاصة من السعودية والإمارات.
وقالت الصحيفة إن أكثر من 450 هاتفًا استهدفها عملاء شركة NSO الإسرائيلية، والذين من ضمنهم السعودية وأباطرة المخدرات المكسيكيين.
وبينت أن أبرز ضحايا السعودية هم المحامي الفرنسي Joseph Breham، الذي اشتكى قضائيا ولي العهد محمد بن سلمان بشأن انتهاكات اليمن.
كما ضمت الصحفي في نيويورك تايمز Ben Hubbard والذي تم تأكيد إصابة هاتفه بين 2018-2021، بعد أن نشره كتاب حول ابن سلمان.
وأشارت “هآرتس” إلى أن خديجة جنكيز خطيبة جمال خاشقجي أصاب هاتفها بعد أيام قليلة من مقتل خطيبها.
وطال الصحفي التركي Ragip Soylu، الذي أكدت منظمة العفو الدولية إصابة هاتفه عدة مرات في 2021.
وأيضا المدير العام السابق لقناة الجزيرة وضاح خنفر في يوليو 2021.
كما قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية واسعة الانتشار إن فضائح برنامج التجسس الإسرائيلي “بيغاسوس” تؤكد وجود مقاطعة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
وذكرت الصحيفة في تقرير لها “فضائح شركة NSO Group مطورة بيغاسوس تؤكد لنا أنه يجب إبعاد برامج التجسس بعيداً عن أيدي الحكومات الشريرة”.
كما تؤكد-بحسب “واشنطن بوست”- أنه يجب مقاطعة الإمارات والسعودية والمكسيك.
وأيضا دعت إلى مقاطعة “جميع هؤلاء الفاعلين السيئين الذين استخدموا هذه التقنيات بصور غير مشروعة”.
وتصدر وسم “#الإمارات_بيت_الجاسوسية” قائمة الأكثر تداولًا في موقع “تويتر” عقب فضيحة التجسس الشهيرة بيغاسوس التي قادتها الإمارات والسعودية ببرامج إسرائيلية.
ودشن نشطاء خليجيون الوسم لتعرية أبو ظبي في استهداف المعارضين والتجسس عليهم، وسلطوا الضوء على جرائمها.
واتهم هؤلاء الإمارات بالتجسس حتى على أبنائهم الأمراء في فضيحة بيغاسوس لتلبية رغباتهم.
واستذكر النشطاء جرائم ابتزاز وقتل نفذتها أبو ظبي ضد نشطاء وسياسيين عرب خلال السنوات الأخيرة.
وكانت مصادر أمنية رفيعة كشفت عن تفاصيل مكالمة سفير الإمارات في تل أبيب محمد آل خاجة مع رئيس شركة NSO الإسرائيلية شاليف هوليو بشأن فضيحة التجسس.
وقالت المصادر إن آل خاجة طلب من هوليو تلميع صورة أبو ظبي في وسائل الإعلام الغربية خشية ملاحقتها في فضيحة التجسس.
وبينت أن سفير الإمارات دعا مسؤول الشركة الإسرائيلية إلى تأكيد أن أبو ظبي لا صلة لها ببرنامج التجسس “بيغاسوس”.
وأعلنت المصادر أن آل خاجة وعد هوليو بإرسال مبلغ 200 مليون دولار لصالح الشركة مقابل تنفيذ وعده بإبراء ذمة أبو ظبي عالميا.
وفي سياق ذلك اتهم هوليو دولة قطر ونشطاء فلسطينيين يدعون إلى مقاطعة “إسرائيل” بالتشهير بالشركة وأنشطتها، عقب تحريض إماراتي.
يأتي ذلك في ذروة هجوم دولي على الشركة وبرنامج بيغاسوس الذي أنتجته.
واستخدمته الإمارات ودول حليفة بتجسس واسع على معارضين ومسئولين وصحفيين ونشطاء حقوق إنسان، وفق مؤسسات حقوقية.
وقال موقع “إمارات ليكس” إن مستشار الأمن الوطني طحنون بن زايد تواصل بشكل مكثف خلال اليومين الماضيين مع إدارة الشركة لتنسيق المواقف معها.
ونقلت عن مصادر وصفتها بـ”الموثوقة” قولها إن ابن زايد حرض إدارة NSO.
وذلك على تصوير التحقيق الدولي على أنه استهداف لإسرائيل تقف خلفه قطر ونشطاء فلسطينيين لتقليل حدة رد الفعل الدولية.
وذكر الموقع أن هوليو خرج بمقابلة مع صحيفة (إسرائيل هيوم) العبرية نشرت اليوم، ليقول إن قطر أو حركة مقاطعة إسرائيل أو كليهما وراء شن حملة على كل قطاع السايبر الإسرائيلي.
ودافع هوليو بشدة عن “استخدام الإمارات والسعودية وغيرهما من الدول التي توصف بالقمعية لتقنيات التجسس التي تنتجها شركة NSO الإسرائيلية”.
وقال: “يبدو أن شخصًا ما قرر ملاحقتنا.. هذه القصة برمتها ليست مجرد عرضية. قطاع الإنترنت الإسرائيلي يتعرض للهجوم بشكل عام”.
وأضاف هوليو: “لدينا 45 عميلًا ولا نبيع سوى للحكومة، لكن 90 دولة رفضنا البيع لها”.
وتابع: “ونحن لا نقوم بتفعيل النظام، بل نقوم فقط بتثبيته، والإرشاد إلى كيفية استخدامه ثم المغادرة”.
وكانت الحكومة الإسرائيلية عينت فريقًا خاصًا للتعامل مع تداعيات الكشف عن بيع NSO برنامج تجسس يستخدم لاستهداف السياسيين والصحفيين وغيرهم.
وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى مخاوف إسرائيلية.
وعزت ذلك إلى اقتصار الضرر الأولي على الانتقادات العامة والإعلامية، فإن المزاعم قد تؤدي لتداعيات دبلوماسية.
ويمكن لبرنامج شركة NSO “بيغاسوس”، اختراق الهواتف المحمولة دون علم المستخدمين.
وذلك ما يتيح للعملاء قراءة كل رسالة وتتبع موقع المستخدم والاستفادة من كاميرا الهاتف والميكروفون.
وكان تحقيق دولي نشر قبل أيام كشف عن استخدامه من قبل 40 دولة في أعمال التجسس.
وذكرت صحيفة “الغارديان” البريطانية أن الإمارات مرتبطة بإدراج مئات أرقام الهواتف البريطانية كأهداف محتملة.
بما في ذلك تفاصيل الاتصال بإحدى أعضاء مجلس اللوردات.
وفقا للتقرير، هناك 400 رقم هاتف بريطاني في القائمة المسربة، ويبدو أن الحكومة الرئيسية المسؤولة عن اختيار هذه الأهداف هي الإمارات.
وحصلت منظمة “فوربيدن ستوريز” ومنظمة العفو الدولية على قائمة بـ50 ألف رقم هاتف.
واستهدفها زبائن شركة “إن أس أو” الإسرائيلية، منذ عام 2016.
وحصلت 17 وسيلة إعلامية على القائمة التي كشف عنها الأحد الماضي.
وأشارت إلى تعرّض هواتف ناشطين حقوقيين وصحافيين ومحامين حول العالم للاستهداف.
وأكدت التحقيقات أن زبائن الشركة الإسرائيلية حكومات من بينها السعودية، والإمارات، والمغرب، والبحرين.
لكن من الشخصيات المستهدفة رؤساء دول وحكومات وشخصيات ملكية عربية.
ويصيب بيغاسوس أجهزة أيفون وأندرويد للتمكين من الحصول على رسائل وصور ورسائل بريد إلكترونية، وتسجيل مكالمات، وتشغيل الميكروفونات والكاميرات على نحو غير ملحوظ.
وكانت شركة واتساب أقامت دعوى قضائية ضد “إن إس أو” عام 2019.
واتههمت الشركة الإسرائيلية بالوقوف وراء هجمات إلكترونية على 1400 هاتف محمول باستخدام برنامج بيغاسوس.
حينها، أنكرت أي انتهاكات، لكنها خضعت لحظر استخدام منصة واتساب.
وأشارت التقارير إلى قائمة تضم 50 ألف رقم هاتف لشخصيات محلّ اهتمام من جانب عملاء لشركة “إن إس أو” الإسرائيلية.
وبفحص عدد من الهواتف التي وردت أرقامها في القائمة، التي أفادت تقارير إعلامية باستهدافها.
وتبيّن أن أكثر من نصف هذه الهواتف تعرض للإصابة ببرنامج بيغاسوس.
وبحسب التقارير، فإن القائمة تضم 180 صحفيا من منظمات عديدة.
وذكرت أن بينها وكالة الأنباء الفرنسية، وشبكة السي إن إن، وصحيفة النيويورك تايمز، وشبكة الجزيرة، وغيرها من المؤسسات الإعلامية.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=39644
التعليقات مغلقة.