“NYT”: واشنطن تواصل الضغط الدبلوماسي على السعودية

 

الرياض – خليج 24| كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية عن أن حالة التوتر بين إدارة الرئيس جو بايدن والمملكة العربية السعودية لا زالت قائمة بين الطرفين.

وقالت الصحيفة إن بايدن لم يرسل سوى نائب وزير التجارة إلى المؤتمر السعودي للاستثمار.

وأكدت أن هذا يشير إلى استمرار توتر العلاقات بين السعودية وأمريكا، واستمرار واشنطن بالضغط الدبلوماسي على الرياض.

 

وقال مركز الأبحاث الأمريكي ”ريسبونسبل ستيتكرافت“ إن قضية اغتيال الصحفي السعودي الراحل جمال خاشقجي كشفت عن زيف ونفاق إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.

وأكد المركز في تقرير أن الولايات المتحدة لم تحاسب القيادة السعودية عن جريمة اغتيال خاشقجي وجرائم أخرى كثيرة ارتكبتها قواتها ووكلائها باليمن.

وقال إن بايدن الذي بدا ليس متحمسا للعلاقات مع السعودية مثلما كان سلفه، إلا أن “إعادة ضبط العلاقات” التي وعد بها كانت محدودة وتجميلية فحسب.

وأشار المركز إلى أن معاملة السعودية كـ”منبوذة” وفق تعهداته حين ترشحه، لكنها عززت ببطء وهدوء العلاقات مع الرياض.

وشدد على أن إدارة بادين منحت ضوء أخضرا لانتهاكات الحكومات التابعة للولايات المتحدة في مصر والإمارات.

وأكد المركز أن إنهاء الدعم الأمريكي لـ”العمليات الهجومية” السعودية في اليمن كان تعهدا كلاميا.

وذكر أنها أجرت تغييرات محدودة بخصوص العلاقة مع السعودية ولم تفعل شيئًا للوفاء بتعهداتها المتكررة بشأن وضع حقوق الإنسان بقلب سياستها الخارجية.

وأشار إلى أنه ومع إن هذا التغير في المواقف كان متوقعًا، إلا إنه نفاق غير مقبول.

وعلق ناشطون دوليون صورة لولي عهد السعودية محمد بن سلمان بلوس أنجلوس، تتهمه بتدبير وتنفيذ عملية اغتيال الصحفي جمال خاشقجي.

ويعرض النشطاء على الصورة مقالات تشير إلى تورطه في مقتل الأكاديمي البارز.

كما أقامت مؤسسة Freedom First العالمية نصبًا أمام مبنى الكونجرس في الذكرى الثالثة لاغتيال خاشقجي.

وتستعرض المؤسسة معلومات عن حياته وإرثه بالتعاون مع صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.

فيما قال قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن ما حدث مع خاشقجي “عملية قتل شنيعة”، في الذكرى الثالثة لاغتياله على يد عملاء سعوديين بأوامر ملكية.

وكتب بلينكن في تغريدة عبر “تويتر”: “نُكرّم خاشقجي وندين مجددًا قتله الشنيع.. نحن نقف مع المدافعين الذين يعملون لحماية حقوق الإنسان”.

وأكد بلينكن أن بلاده ستستخدم “حظر خاشقجي” وأدوات أخرى لردع القمع العابر للحدود في أي مكان لمنع حدوث كجريمة اغتيال خاشقجي الفظيعة.

ووافق يوم أمس السبت الذكرى الثالثة لعملية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي بأوامر مباشرة من ولي العهد محمد بن سلمان بجريمة بشعة تقشعر لها الأبدان.

وقامت فرقة خاصة من مساعدي ابن سلمان بإدارة وتنفيذ عملية اغتيال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول التركية.

وبتاريخ الثاني من أكتوبر عام 2018 دخل خاشقجي القنصلية السعودية في إسطنبول لإتمام معاملات زواجه من خديجة جنكيز التركية.

وعمدت فرقة اغتيال سعودية كانت بانتظاره إلى خنقه وتقطيع جثته التي لم يتم العثور عليها حتى الآن.

وحينها، قلل الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أغدق عليه ابن سلمان مئات مليارات الدولارات من أهمية الجريمة.

وقال حينها إن “ما هو أكثر أهمية شراء السعودية لأسلحة أميركية وتشارك العداء لإيران”.

في حين، تعهد جو بايدن (الرئيس الحالي) بمقاربة أقسى لعملية الاغتيال.

وبعد فترة قصيرة من تسلمه منصبه بداية العام كشف عن معلومات استخباراتية وفرض عقوبات على سعوديين.

لكن لم يكن ولي العهد من بينهم رغم أن التقرير حمله مسؤولية عن عملية الاغتيال لأسباب سياسية.

وأطلقت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية التي كان خاشقجي أحد كتابها حملة بذكرى عملية الاغتيال.

وتسلط الحملة الضوء على عدد من الشخصيات التي لا تزال في سجون المملكة.

وأكدت أن “المحاكمات السرية والاعتقالات والرقابة لا تزال تخلق مناخ من الخوف”.

وقبل أسابيع، اتهمت المقررة الخاصة في الأمم المتحدة أغنيس كالامار الولايات المتحدة بالتواطؤ في جريمة اغتيال خاشقجي.

وقال كالامار في تصريح إلى أن الدلائل كافة تبرهن أن أمريكا لديها معلومات تشير بأصابع الاتهام إلى ولي عهد السعودية محمد بن سلمان.

وذكرت أن هذه الدلائل تتعلق باغتيال ولي عهد السعودية للصحفي خاشقجي، لكنها لا تكشف عنها.

وأكدت كالامار أن ذلك يدلل على أنها “متواطئة” في جريمة الاغتيال المروعة.

ونشر موقع “ياهو نيوز” الأمريكي تقريرا يؤكد أن أول دليل ظهر على هاتف المعارض السعودي عمر عبد العزيز قبل أربع سنوات، بتلقيه في الكلية بمونتريال رسالة مشفرة من تويتر.

وقال الموقع إنه تم اختراق حساب عبد العزيز من أذرع ولي العهد السعودي.

ونصحت شركة مختصة عبد العزيز باتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية معلوماته الشخصية.

وذلك خشية تعرضه لعملية اغتيال، ولم تقدم مزيدًا من التفاصيل.

ولم يفكر عبد العزيز كثيرًا في ذلك الوقت، إذ غير كلمة المرور الخاصة به وتحول للمصادقة ذات العاملين.

وقال: “اعتقدت أن هذه مشكلة، تم حلها ولم تحدث مرة أخرى.. لم أكن أعرف حجم ذلك.”

لكن الأمر -وفق المعارض السعودي- كان أكبر كما اتضح مما كان يتخيله، رغم من أنه لم يكن لديه أي فكرة في ذلك الوقت.

وبحسب الموقع، فقد وجد عبد العزيز نفسه في مرمى نيران عملية تجسس غير عادية للشركات تم تصورها في الرياض.

ويُزعم أنها من تدبير نائب كبير لابن سلمان، لسرقة البيانات الشخصية من الآلاف من منتقدي النظام السعودي.

وقال مارك كليمان، المحامي المقيم في لوس أنجلوس الذي يمثل عبد العزيز، “هناك أثر مباشر لسفك الدم من هذا الاختراق لاغتيال خاشقجي”.

وأضاف: “لقد كان خيطاً أدى مباشرة لعتبة ابن سلمان الذي توصلت وكالة المخابرات الأمريكية لأن الفاعل “فرد من العائلة المالكة السعودية وسكرتيره”.

وتابع: “تضم لائحة اتهام معلقة لوزارة العدل تزعم الاحتيال السلكي والمال غسيل الأموال وجرائم مرتبطة بمؤامرة زرع جاسوسين سعوديين بتويتر”.

وأكد الموقع أنه ولفهم مدى أهمية حبكة تويتر، من المهم فهم الدور الفريد الذي لعبته وباتت عليه في الشرق الأوسط.

وقال: “كما هو معروف، كان تويتر الشكل الأساسي للرسائل بين النشطاء الديمقراطيين باحتجاجات الربيع العربي التي هزت المنطقة ابتداءً من عام 2011”.

وختم الموقع: “مع ذلك، حتى بعد سحق تلك الاحتجاجات في السنوات التي تلت ذلك”.

واردف: “لا يزال تويتر يلوح في الأفق بشكل كبير – وليس في أي مكان أكثر من السعودية”.

ونقلت عن عبد العزيز قوله: “كان تويتر هو المنصة الوحيدة للخطاب السياسي والكثير من المناقشات الأخرى”.

وقالت قناة CBS الأمريكية إن إفلات ولي عهد السعودية من العقاب كان بعهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب.

وأشارت القناة إلى أن جاريد كوشنر مستشار ترمب وصهره كان يتبادل المئات من رسائل WhatsApp مع ابن سلمان لدعمه وحمايته.

وأكدت أن المحادثات استمر بين ابن سلمان وكوشنر حتى بعد جريمة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده باسطنبول.

وأكدت القناة أن موت خاشقجي كان أحد مؤشرات موجة الاستبداد التي تنتشر في جميع أنحاء العالم.

ويتمتع كوشنر بعلاقات وثيقة مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وعقدا سوية سلسلة اجتماعات طويلة.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.