واشنطن- خليج 24| سلطت قناة “سي إن إن” الأمريكية الضوء على نية الرئيس الأمريكي جو بايدن زيادة الإنتاج من النفط مع اشتعال الأزمة الروسية الأوكرانية وخياراته مع السعودية وإيران.
وتتساءل القناة في مقال لها: “هل سيقوم ولي عهد السعودية ابن سلمان بزيادة انتاج النفط؟، أم سيدفع بايدن للإفراج عن النفط الإيراني؟”.
وقالت إن الأهم بالنسبة لعلاقة أمريكا بالشرق الأوسط هو أن أسعار النفط قفزت فوق 100 دولار لأعلى مستوى لها في 8 سنوات.
الازمة الأوكرانية الروسية
فقد اخترق خام برنت مستوى 100 دولار للبرميل للمرة الأولى منذ 2014 الخميس الماضي بعد أن هاجمت القوات الروسية أوكرانيا.
وذكرت القناة أن الدول الغربية تتدافع الآن لإيجاد مصادر بديلة للطاقة في حالة انقطاع الإمدادات الضخمة من النفط والغاز لروسيا.
وبينت أن عاهل السعودية الملك سلمان بن عبد العزيز يرفض نداءات بايدن للحصول على مزيد من النفط من السعودية زعيم أوبك.
وقالت القناة إنه تعهد بالالتزام باتفاق كارتل النفط مع روسيا للحد من زيادات الإنتاج.
وتمتلك المملكة حوالي 2 مليون برميل من الطاقة الاحتياطية.
غزو روسيا أوكرانيا
لكن مع انهيار الدبلوماسية مع روسيا قبل أيام، أحرز تقدم على جبهة أخرى في فيينا إذ كانت القوى العالمية تتفاوض مع إيران لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015.
وتخلى الرئيس دونالد ترامب عن الاتفاق عام 2018.
وأوضحت القناة أنه يمكن أن يؤدي إبرام الاتفاقية لمنح واشنطن وأسواق النفط العالمية التأجيل الذي تشتد الحاجة إليه من إطلاق النفط الإيراني الذي أقرته.
وبينت أن بايدن يواجه الآن معضلة بأن هل يعيد النظر في رفضه الاتصال بولي عهد أقرب شريك له في الشرق الأوسط وتوجيه نداء جديد إلى السعودية؟.
واستدركت القناة الأمريكية: “أم أنه قد يجد منقذًا غير متوقع في أكبر عدو له في الشرق الأوسط، إيران؟”.
وقال عبد العزيز صقر، رئيس مركز الخليج للأبحاث ومقره السعودية، إن قضية بايدن مع ولي العهد هي قضية شخصية.
وأضاف: “إذا كان لديك شيء تريد إيصاله للسعودية كرسالة أو لولي العهد، قلها بصوت عالٍ وواضح. قل هذا ما تريده”.
وأكمل صقر: “من المنطقي” أن تغير الولايات المتحدة نهجها تجاه السعودية بنفط عند 100 دولار.
أسعار النفط في العالم
لكن حتى لو زادت السعودية الإنتاج، فهل سيخفف الضغط على أسعار النفط؟ قالت إلين وارد الزميلة غير المقيمة في المجلس الأطلسي بواشنطن: “ليس بالضرورة”.
وأضافت: “أشار وزراء النفط (أوبك) إلى أنهم متشككون بشأن القدرة على تحديد الأسعار بدقة بمجرد زيادة الإنتاج”.
وبعبارة أخرى، فإن أسباب الارتفاع الأخير في أسعار النفط ترجع إلى المضاربة المالية والمخاطر الجيوسياسية أكثر من نقص المعروض.
وأشارت إلى أنه حتى إذا وجه بايدن تلك المكالمة التي طال انتظارها إلى ولي العهد، “فليس هناك ما يشير إلى أن ابن سلمان سيستسلم بسبب طلب شخصي”.
وإذا دفعت الأزمة الروسية الأوكرانية سعر النفط إلى 110 دولارات للبرميل، فإن التضخم بأمريكا سيتجاوز 10٪ على أساس سنوي، وفقًا لشركة RSM الاستشارية.
وأضافت أن ذلك لم يحدث في الولايات المتحدة منذ عام 1981 وسيؤدي إلى “صدمة حقيقية قصيرة المدى”.
المأزق الذي يواجه بايدن لن يمر مرور الكرام في طهران، وربما يعزز موقفه في مفاوضات فيينا.
واستدعت يوم الأربعاء كبير مفاوضيها لإجراء مشاورات ودعت الغرب إلى “الواقعية” بشأن المحادثات.
بن سلمان يؤيد بوتين
وتتوقع وكالة ستاندرد آند بورز جلوبال بلاتس أن اتفاقًا نوويًا مؤقتًا قد يسمح للصادرات الإيرانية بالنمو بمقدار 500 ألف برميل يوميًا في أبريل ومايو.
في حين أن الاتفاق الشامل قد يسمح بنمو الصادرات بمقدار 1.5 مليون برميل يوميًا في غضون تسعة أشهر.
وضخت إيران 3.83 مليون برميل يوميا قبل انسحاب ترامب من الاتفاق النووي في 2018.
بايدن يعاقب بن سلمان
قال يوسف الشمري باحث أول في إمبريال كوليدج بلندن: “اعتاد كل رئيس أمريكي الضغط على السعودية لزيادة الإنتاج”، وكانت ملزمة بعديد الأحيان.
وأضاف: “خلال السنوات الأربع الماضية رأينا السعودية إما ترفع الإنتاج أو تخفضه طوعًا بعهد ترمب. لكن المملكة الآن تتمسك بنهج معياري أكثر”.
وقال صقر إنه كلما زاد “شخصنة” بايدن نزاعه مع السعودية، كلما زاد إجبار المملكة على البحث عن بدائل استراتيجية للولايات المتحدة.
فيما ذكرت وارد: “لا أعتقد أن السعودية ستسمح للوضع بين أمريكا وروسيا بتعريض علاقتها مع روسيا للخطر”.
وأكدت أن “علاقة الطاقة بين السعودية وروسيا موجودة خارج القضايا الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا”.
ونبهت إلى أنه طالما أن الرياض يمكن أن تظل فوق الوضع دون الاضطرار إلى اختيار أحد الجانبين ، فمن المرجح أن تمتنع عن ذلك.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=41314
التعليقات مغلقة.