الرياض – خليج 24| قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إن ولي عهد السعودية محمد بن سلمان يعتقد أن أزمة النفط فرصة جيدة للضغط على أمريكا لزيادة دعمها.
وذكرت الصحيفة أن لكن عندما ترى واشنطن تراجع اهتمام السعودية بالحفاظ على الشراكة، سيخلق مسافة أكبر في التباعد بين واشنطن والرياض.
وقالت إن ادعاءات السعودية بأنها لا تريد تسييس النفط أو تعطيل منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك+” علامة على قصر النظر بشأن عمق الأزمة وحتمية تداعياتها.
تداعيات أزمة النفط
وأكدت الصحيفة أنه لا يمكن للمملكة مواصلة الهروب من ضغوط اتخاذ موقف.
وأشارت إلى أن دول الخليج فشلت حتى الآن بإدراك أن الغزو الروسي لأوكرانيا ليس حربًا أوروبية إقليمية، بل حدثاً ذا أهمية عالمية.
ونبهت الصحيفة إلى أنهم زعموا أنه لا ينبغي إجبارهم على الانحياز إلى جانب واحد، وقد يكون هذا نهجاً حرجاً محفوفاً بالمخاطر.
كما قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية إن المواجهة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن وابن سلمان أكثر تعقيدًا من موضوع النفط.
وذكرت الصحيفة أن ابن سلمان يشعر بالازدراء إثر رفض بايدن التعامل معه منذ أن تولى منصبه.
وبينت أن اغتيال جمال خاشقجي والحرب على اليمن وسجن الناشطين الحقوقيين ومقاطعة قطر، كلها عوامل جعلته منبوذًا من إدارة بايدن.
عداء بايدن ابن سلمان
وأوضحت أن موقف جو بايدن المتشدد تجاه روسيا نال استحسانًا واسع النطاق لكن مع حقيقة أن أخطر صدمة نفطية منذ عقود أصبحت الآن حقيقة واقعة.
وذكرت الصحيفة أن محاولة الرئيس الأمريكي لتخفيف رد الفعل السلبي لا تزال تواجه مقاومة من الحليفين الذين يحتاجهم بشدة.
فلم يوافق الزعيم الفعلي للمملكة العربية السعودية محمد بن سلمان، ونظيره في الإمارات محمد بن زايد على مكالمة هاتفية مع أقوى رجل في الغرب.
وأوضحت أنه سيناريو لم يكن من الممكن تصوره خلال الإدارات السابقة.
ملف النفط
ونبهت إلى أن الأولوية المباشرة لبايدن هي أن يساعد كلا البلدين في ممارسة أقصى قدر من الضغط الاقتصادي على روسيا من خلال زيادة إنتاجهما النفطي.
وقالت الصحيفة إن كل عاصمة هي مورد رئيسي للنفط مع قدرة فائضة من شأنها تخفيف التأثير على المستهلكين الأمريكيين عبر أسعار الوقود.
ونوهت إلى أن ذلك قبيل انتخابات التجديد النصفي في تشرين الثاني (نوفمبر) التي تهدد سيطرة الديمقراطيين على الكونجرس.
وبينت أن ذلك في ظل انخفاض العلاقات بين القوى النفطية في الشرق الأوسط وواشنطن إلى أدنى مستوياتها في العصر الحديث.
خلافات إدارة بايدن مع السعودية
وأكدت الصحيفة أن الحسابات قد تعيد ترتيب النظام الإقليمي على أساس شروط تفضل الرياض وأبو ظبي.
ولقد أوضح الزعيمان أنهما لن يقبلوا بأقل من ذلك، وأنهما مستعدان لاستخراج الثمن، وفق الغارديان.
وشددت على أن المواجهة تنطوي على ما هو أكثر بكثير من النفط.
وقالت الصحيفة: “في الرياض، يشعر ابن سلمان بالازدراء بسبب رفض بايدن التعامل معه منذ أن تولى منصبه”.
لماذا يكره بايدن ابن سلمان
وأضافت أن مقتل خاشقجي على يد مساعدي ابن سلمان، وحرب اليمن، وسجن حقوقيين ومقاطعة قطر ، كلها عوامل جعلت منه منبوذًا منها.
وذكرت أنه “تكاد الخلافات مع أبو ظبي قاسية. لقد فوجئت أمريكا تحديدا بامتناع الإمارات المتكرر عن التصويت في مجلس الأمن الأممي”.
لكن السعودية والإمارات غضبتا من إزالة إدارة بايدن للحوثيين المدعومين من إيران من قائمة الإرهاب العالمية.
وذكرت أن ذلك بينما يواصلون سلسلة مفاوضات مضنية مع إيران لاستئناف الاتفاق النووي الذي يعود إلى عهد أوباما والذي مزقه دونالد ترامب.
وقالت إن هناك شعور قوي بكلتا العاصمتين بأن بايدن قد اقترب من المنطقة بنظرة انتقادية عميقة لدول حليفة أمنية، وتساهل مع إيران، التي لا تزال عدوًا.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=42245
التعليقات مغلقة.