التقى ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، يوم الاثنين مع ثلاثة من كبار أعضاء إدارة ترامب، بما في ذلك وزير الخارجية ماركو روبيو، الذين زاروا المملكة لمناقشة مستقبل كل من غزة وأوكرانيا.
جاءت زيارة روبيو ومستشار الأمن القومي مايك والتز، والمبعوث الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وسط انتقادات لإدارة ترامب بأنها تتصرف دون التشاور مع الشركاء الدوليين بشأن الحربين في غزة وأوكرانيا.
كما التقى روبيو في وقت سابق من اليوم بوزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان.
ولم يتم الكشف عن الكثير حول محتوى الاجتماعات، باستثناء مقطع فيديو قصير أظهر تبادلًا بين الحضور حيث أعرب ولي العهد عن سعادته بالعمل مع إدارة ترامب.
كان من المتوقع أن يضغط روبيو وزملاؤه على القيادة السعودية لاقتراح رؤية لمرحلة ما بعد الحرب في غزة، بعد أن قوبلت فكرة الرئيس ترامب بإخلاء غزة واحتلالها بمعارضة واسعة في العالم العربي، بما في ذلك السعودية، ما دفع المسؤولين الأمريكيين إلى تشجيع القادة العرب على اقتراح بديل.
كما كان من المقرر أن يلتقي المبعوثون الأمريكيون الثلاثة يوم الثلاثاء مع مسؤولين روس في الرياض لمناقشة مستقبل الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
إضافة إلى إثارة غضب الحلفاء العرب باقتراحه المثير للجدل حول غزة، أثار ترامب استياء الشركاء الأوروبيين عندما تحدث الأسبوع الماضي بشكل أحادي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول مستقبل أوكرانيا، وأعلنت إدارته أن الحكومات الأوروبية لن تلعب دورًا في المحادثات المستقبلية، رغم أن الصراع يحدث داخل حدود أوروبا.
أثار ذلك قلقًا في أوكرانيا وأوروبا، حيث يخشى القادة من تهميشهم في مناقشات ستحدد مستقبل دولهم. وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة بثت يوم الأحد أن بلاده “لن تقبل أبدًا” اتفاق سلام بين الولايات المتحدة وروسيا إذا لم تشارك أوكرانيا في المحادثات.
تأتي زيارة روبيو وسط حالة من عدم اليقين حول مستقبل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في غزة، وكذلك بشأن إدارة القطاع على المدى الطويل.
ومن المتوقع أن يلتقي مسؤولون إسرائيليون في القاهرة يوم الاثنين لحل الخلافات حول إرسال المساعدات الإنسانية، بما في ذلك توفير مساكن مؤقتة مثل الخيام والمقطورات إلى غزة. لكن الحكومة الإسرائيلية لم تقرر بعد ما إذا كانت ستواصل المفاوضات لتمديد الهدنة التي ستنتهي في أوائل مارس ما لم تستأنف إسرائيل وحماس المحادثات.
تسعى القيادة الإسرائيلية إلى تجنب تمديد الهدنة إذا كانت ستسمح لحماس بالبقاء كقوة عسكرية، في حين أن حماس، رغم استعدادها لتقاسم السيطرة الإدارية على القطاع، تبدو غير راغبة في نزع سلاح جناحها العسكري.
اقترح ترامب إنهاء المأزق بإخلاء غزة وإرسال سكانها إلى مصر والأردن، وهو تحرك تعارضه بشدة هذه الدول وكذلك السعودية. ويقول خبراء القانون الدولي إن التهجير القسري للفلسطينيين سيكون تطهيرًا عرقيًا وجريمة حرب.
خلق اقتراح إدارة ترامب عقبة إضافية أمام هدف إسرائيل الطويل الأمد لتطبيع العلاقات الدبلوماسية مع السعودية، حيث أكدت القيادة السعودية أنها لن تعترف بإسرائيل إذا تم تهجير الفلسطينيين من غزة أو إذا رفضت إسرائيل إنشاء مسار للسيادة الفلسطينية.
ازدادت حدة النقاش بعد أن اقترح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن تستضيف السعودية اللاجئين الفلسطينيين وتُنشئ دولة فلسطينية على أراضيها، وهو ما رفضته الخارجية السعودية واصفة تصريحات نتنياهو بأنها “عقلية متطرفة ومحتلة” لا تدرك الأهمية التاريخية والثقافية للأرض الفلسطينية.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=70632