أعلن وزير إسرائيلي أن حوالي 600 شركة إسرائيلية بدأت العمل في دولة الإمارات العربية المتحدة منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في إطار اتفاقيات أبراهام التي توسّطت فيها الولايات المتحدة عام 2020.
وقال وزير الاقتصاد والصناعة الإسرائيلي، نير بركات بحسب ما نقلت وكالة بلومبيرغ، إن العديد من هذه الشركات أنشأت فروعًا لها في الإمارات وتبيع منتجاتها وخدماتها “بنجاح كبير” في المنطقة، بما في ذلك في السعودية، التي لا تربطها علاقات رسمية مع إسرائيل.
وذكر بركات أن إسرائيل تتجه نحو أسواق في شبه الجزيرة العربية والهند لتعزيز تجارتها، بينما تسعى الحكومة إلى رفع قيمة صادراتها من 150 مليار دولار إلى ما يقرب من تريليون دولار خلال السنوات الخمس عشرة المقبلة.
وأوضح بركات، أن الحكومة الإسرائيلية حدّدت دبي وهي مركز التجارة والتمويل والسياحة في الشرق الأوسط كمحور رئيسي للتوسع.
وقد تساعد هذه الاستراتيجية في إنعاش الاقتصاد الإسرائيلي الذي يعاني من ضغوط بعد أكثر من 18 شهرًا من الحرب ضد حماس في غزة. كما قد تُساهم الخطة في تخفيف حالة عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية الأميركية، حيث تجري مفاوضات حالياً حول شروط إسرائيل.
وقال بركات: “هذا يضعنا في موقع مختلف تمامًا في السوق العالمية، وكذلك من حيث استقرار الدولة وقوة الحكومة الإسرائيلية”.
وأضاف أن “مديرين عنقوديين” (cluster managers) تم تعيينهم للإشراف على قطاعات تشمل: الصحراء والمناخ، الدفاع والأمن الداخلي، التكنولوجيا المتقدمة، وعلوم الحياة والصحة، بهدف ربط الشركات الإسرائيلية بالفرص على أرض الواقع. والهدف هو تعزيز الوجود في “محور دبي” والاستفادة من قطاع التكنولوجيا الإسرائيلي الذي يضم حوالي 10,000 شركة ناشئة.
وتُعد عملية التكامل بين إسرائيل والدول العربية أولوية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يسعى إلى توسيع اتفاقيات أبراهام لتشمل السعودية ودولًا أخرى. لكن هذا الطموح واجه تحديات بسبب الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة التي جعلت من التقارب مع الدولة العبرية أمرًا أكثر صعوبة.
وكانت السعودية على وشك تطبيع العلاقات مع إسرائيل ضمن صفقة تعاون دفاعي واقتصادي مع الولايات المتحدة، قبل أن يشنّ مقاتلو حماس هجومًا على إسرائيل في أكتوبر 2023، أسفر عن مقتل نحو 1,200 شخصا.
وقد أدّت الحرب التي تلت ذلك — والتي أسفرت عن قتل أكثر من 52,000 فلسطيني في غزة حتى الآن، إلى إجهاض ذلك المخطط. ومن المقرر أن يزور ترامب الرياض الشهر المقبل ضمن جولة له في دول الخليج.
وبحسب رجل أعمال يهودي أميركي تحدث بشرط عدم الكشف عن اسمه، فقد تم إحراز تقدم تدريجي في مجال التعاون الاستثماري والتجاري بين إسرائيل والسعودية.
وكان هذا المستثمر قد عمل لسنوات في تسهيل دخول الشركات الإسرائيلية إلى السوق الإماراتية قبل اتفاقيات أبراهام، وقد انتقل مؤخرًا إلى الرياض ويأمل في القيام بالمثل هناك تحضيرًا لاحتمال إقامة علاقات رسمية.
وتحدث بعض الأميركيين المرتبطين بإسرائيل علنًا عن أنشطتهم في السعودية. فقد افتتحت شركة Flow، وهي شركة ناشئة أسسها الملياردير آدم نيومان، الشريك المؤسس لـWeWork، مجمعًا سكنيًا يضم 238 شقة في الرياض في سبتمبر الماضي.
كما أن إسحاق “يتز” أبلباوم، مؤسس وشريك عام في MizMaa Ventures، التي تستثمر في شركات التكنولوجيا الإسرائيلية الناشئة، أنشأ مكتبًا عائليًا في الرياض للاستثمار في شركات سعودية.
وقال أبلباوم في مقابلة: “أرى فرصًا هائلة عندما يتحقق التطبيع، إذ سيستفيد السعوديون والإسرائيليون من نقاط قوة بعضهم البعض”. وأضاف: “السعودية هي مركز المنطقة، لديها الرؤية، رأس المال، والسكان، وإسرائيل تملك الابتكار والخبرة”.
وقد صرح الحاكم الفعلي للسعودية، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، إن الفلسطينيين يجب أن يحصلوا على دولة خاصة بهم قبل أن تُطبّع السعودية علاقاتها مع إسرائيل.
كما قال إن إنهاء الحروب وتحقيق السلام الإقليمي أمران أساسيان لدفع خطته الطموحة التي تُقدّر بتريليونات الدولارات لتحويل اقتصاد بلاده. ولا تزال التوترات بين إسرائيل وإيران — التي تدعم حماس — عقبة أمام هذا التصور.
ولا ترغب أي دولة عربية في الاصطفاف علنًا مع إسرائيل بينما لا تزال الحرب في غزة مستمرة. ويتهم مسؤولون في الأمم المتحدة إسرائيل بشن حرب “دون أي قيود”، وباستخدام المساعدات الإنسانية “كسلاح حرب” عبر منعها من الوصول إلى غزة.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=71416