الرياض – خليج 24| قال موقع “فرانس 24” الإخباري الفرنسي إن نظام ولي عهد السعودية محمد بن سلمان أدرك أن التهديدات الأمنية التي تشكلها إيران؛ تهدد تحقيق رؤية 2030، ما دفعه إلى اتباع مسار تصالحي في شكل أكبر.
وذكر الموقع أن مسؤولي السعودية يؤكدون أنهم بحاجة إلى التركيز على المشاريع في نيوم، ومركز الفنون في العلا.
وأشار إلى أنه إذا سقط صاروخ واحد على نيوم أو العلا؛ فلن يكون هناك أي استثمار أو سياحة، و رؤية 2030 ستنهار.
وأوضح أن نظام ابن سلمان أدرك أنه من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان إجراءات اتفاق السعودية وإيران ستخفض التصعيد في المنطقة.
ونبه إلى أنه لا يزال الاتفاق بحاجة إلى التنفيذ.
وقال: “لطالما دافعت السعودية علانية عن الإطاحة ببشار الأسد، والآن تعلن إعادة العلاقات الدبلوماسية مع نظام الأسد، بعد أكثر من عقد من قطعها”.
فيما قالت قناة CNBC الأمريكية إن مشروع نيوم في السعودية ليس سوى رهان بقيمة 500 مليار دولار لبناء مدينة في الصحراء، وهو من بنات أفكار ولي العهد محمد بن سلمان.
وذكرت القناة في تقرير أن المشروع بدأ في الأساس بغية تلميع صورة ولي العهد المتهور وصرف الانتباه عن انتهاكاته لحقوق الإنسان فيها.
فيما قالت مجلة “ديزاين” المتخصصة في العمارة إنه غالبًا ما تنجذب العمارة للأنظمة الاستبدادية لأن المستبدين لديهم الثروة الطائلة والقدرة على انفاقها بدون رقابة خاصة السعودية.
وذكرت المجلة الواسعة الانتشار في تقرير لها أن مثال على ذلك هو مشروع نيوم الذي يريده ولي عهد السعودية محمد بن سلمان كأهرامات خاصة به.
وبينت أن المهندسون المعماريون العاملين في مشروع نيوم في السعودية؛ يجب أن يعلموا بأنهم متواطئون في جرائم بيئية وأخلاقية.
وأوضحت المجلة أن شركات الهندسة المعمارية التي تصمم نيوم بالسعودية؛ تواجه معضلة أخلاقية.
ونبهت إلى أنه يجب أن تفكر ملياً بانتهاكات حقوق الإنسان المتعلقة به.
وقالت إن الشركات التي تصمم نيوم قريبة جدًا من انتهاكات حقوق الإنسان التي تحدث في المملكة.
وذكرت المجلة أنها تتحمل مسؤولية محاسبة الحكومة السعودية على أفعالها، ويجب أن يفكروا بالانسحاب منه.
وبينت أن هناك مجموعة واسعة من قضايا حقوق الإنسان يجب الانتباه إليها عند تصميم مدينة نيوم في السعودية.
وأوضحت أنه ستكون مستويات المراقبة عالية، والأمر الذي يقيد حرية التعبير، وينتهك الخصوصية.
كما كشفت وثائق سرية مسربة عن أن ولي عهد السعودية محمد بن سلمان طلب مساعدة شركة لازارد الأمريكية للإستشارات المالية لتدرس كيفية دفع تكاليف مشروع نيوم الصحراوي.
وأبانت الوثائق أن المساعدة تشمل مبيعات الديون، والطرح العام الأولي المحتمل في البورصة السعودية.
وقالت صحيفة “بلومبرغ” الأمريكية إن ابن سلمان قال إن المرحلة الأولى من مشروع نيوم تمتد حتى عام 2030 وستُكلف 1.2 تريليون ريال.
وذكرت الصحيفة أن صندوق الاستثمارات العامة سيدفع 500 مليار ريال، وخصصت الحكومة السعودية 300 مليار ريال لصندوق استثماري مرتبط في نيوم.
وأشارت إلى أن السعودية تخطط لطرح عام أولي للمشروع بحلول عام 2024.
وكشفت عن أن لازارد حصلت على بعض التفويضات المصرفية الاستثمارية في السعودية خلال السنوات الأخيرة.
ونبهت إلى أن ذلك يشمل دور المستشار المالي في الاكتتاب العام الأولي لأرامكو، وتعمل على الإدراج المحتمل للذراع التجاري لشركة أرامكو.
وقال الصحفي Sebastian Castelier الإسرائيلي إن مشروع مدينة نيوم -كازينو ولي عهد السعودية محمد بن سلمان الصحراوي- فشل تنفيذه.
وكتب الصحفي الإسرائيلي: “لا أعرف مقدار المعلومات الموثوقة التي يحصل عليها ابن سلمان حول مدى فشل تنفيذ نيوم”.
واستدرك: “لكن يبدو أن الأشخاص المقربين منه لا يقولوا له إلا ما يريد هو سماعه”.
وأشار إلى أن موظفي نيوم السابقون يعتقدون أنه لا يمكن إخراج المشروع من عالم الخيال العلمي أبدًا.
وقال الصحفي الإسرائيلي إن “مدينة نيوم في السعودية من الماضي، ومشروع ابن سلمان ليس سوى سرابٌ في صحراء”.
ونشرت صحيفة Architect’s Newspaper العالمية مقالاً ينتقد مشاريع ولي عهد السعودية محمد بن سلمان وآخرها مدينة نيوم الساحلية.
وقالت الصحيفة واسعة الانتشار إن صور وفيديوهات نيوم تظهر مثالاً واضحاً لجنون العظمة، وتعكس السوابق السيئة في تاريخ العمارة.
وذكرت أن مشروع نيوم يشرح التخيلات والاقتراحات المعمارية لجنون ابن سلمان.
وبينت الصحيفة أنه تجاهل تاريخ العمارة بطريقة ساخرة، أنه مأساة أخرى ومهزلة.
وأوضحت أن مشروع ذا لاين يفسح المجال للنقد بسهولة، فهو مجرد خيال مخلوط بجنون العظمة لحاكم سلطوي.
وقالت الصحيفة إن نيوم تفترض أن البشرية كانت موجودة في مدن مضطربة وملوثة تتجاهل الطبيعة.
وأشارت إلى أنه ومع ذلك لا تقدم نيوم مقترح لحماية الطبيعة، لأن هذه المنطقة يسكنها في الواقع قبائل ونباتات وحيوانات مختلفة.
وقالت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية إن مدينة نيوم -الكازينو الصحراوي لولي عهد السعودية محمد بن سلمان هي واحدة من أكبر وأصعب مشاريع البناء في التاريخ.
وذكرت الوكالة في تقرير لها أن 500 مليار دولار هي تكلفة تمويل حلم ابن سلمان في الصحراء.
وأشارت إلى أن نيوم واحدة من أكبر وأصعب مشاريع البناء في التاريخ.
وأوضحت الوكالة أنه يتضمن تحويل مساحة صحراوية بحجم بلجيكا إلى منطقة مدينة ذات تقنية عالية تسمى نيوم.
وذكرت أن مشروع شركة العقارات الصينية العملاقة Evergrande يمكن أن يتحول إلى كارثة.
وتساءلت: “ما الذي يجب أن نتوقعه حول مدينة جديدة في صحراء السعودية بعيدة عن حقول النفط ومواقع الحج الفريدة في مكة والمدينة؟”.
وذكرت الوكالة أن أكبر مشكلة في نيوم هي تكلفتها وليس حجمها، كما حدث مع شركة Evergrande الصينية.
وأشارت إلى أنها تعرضت لضربات الرهن العقاري مؤخرًا، لذا يجب على المملكة أن تتعلم الدرس.
وبينت الوكالة أن ابن سلمان وعد بأن نيوم ستضم 10 مليون شخص، لكنه عرض متواضع أمام شركة Evergrande الصينية.
ونبهت أنها كانت تتفاخر بأنه مشروعها سيضم 12 مليون شخص، والحقيقة أنها فشلت، وباتت متخلفة عن سداد الديون، وتتجه نحو الإفلاس الكامل.
وذكرت أن استخدام ابن سلمان للتدفق النقدي للدولة من أجل بناء ذا لاين.
وختمت الوكالة: “سيكون أكثر حماقة من شركة Evergrande، فرغم كل أخطاء Evergrande، فإنها لم تحاول أبداً بناء قلاع في الهواء”.
وقالت “بلومبيرغ” إن الحكومة السعودية تسعى لحشد اهتمام دولي لمشروع نيوم، من خلال اجتماع في نيويورك الشهر المقبل.
وذكرت أن دعوات من الرياض أرسلت إلى شركات ومصرفيين وموردي البناء لحضور التجمع، بهدف قياس الاهتمام الدولي به.
وأكدت أن أكاديميون وخبراء أجانب شككوا بجدوى مشروع نيوم.
شكوك حول نيوم
وأشارت الوكالة إلى أن ذلك بعد مواجهة الجهود السابقة لبناء مناطق حرة اقتصادية ومالية صعوبة بالانطلاق فضلاً عن عدم نجاحها بالسعودية.
وبينت أن حملة قمع المعارضة في السعودية أدت لزعزعة استقرار الشركات العالمية واثارة انتقادات دولية.
وأوضحت “بلومبيرغ” أن المشروع نفسه أثار الجدل بين السعوديين، بعد تحول عملية نقل السكان المحليين إلى أعمال عنف واعتقالات.
فيما سخر حساب التصميم المعماري الشهير باول رودلف من تصميم مدينة “نيوم”، واصفة إياها بأنها أشبه بلعبة “سكويد جيم”، مسلسل لعبة الحبار الشهير.
وكتب الحساب عبر “تويتر” أنه “ومع كل هذا الزجاج والمرايا المسلطة بزوايا متقابلة، ستكون هناك أشعة شمسية مميتة ترتد ذهاباً وإيابًا”.
وقال إنها “ستجعل حرارة الشارع كالفرن وعبور الجسر أشبه بلعبة سكويد جيم، مسلسل لعبة الحبّار الشهير”.
ويأتي حديث الحساب المعماري مع مساعي حثيثة للإعلام السعودي وتقارير مدفوعة في وسائل إعلام دولية لتسليط الضوء على “إيجابيات” نيوم.
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية إن مشروع مدينة “نيوم” المستقبلية قد لا يرى النور، مبينة أنه حال حدوث ذلك فهي مدينة ستكون مخصصة لفئة الأثرياء فقط.
وذكرت الهيئة في تقرير إن المدينة ستقوم على أنقاض مناطق تاريخية تعيش فيها قبائل منذ آلاف السنين.
وبينت أن البعض يقول إن بين خليج عدن والمنطقة الجبلية على حدود السعودية الأردن مكان جيد لبناء هكذا مدن فريدة.
فشل مدينة نيوم
وقالت إن هناك أناس يعيشون بالمنطقة، وهي مجتمع عريق له تاريخ طويل مثل الحويطات.
وترى الرياض أن المشروع الموعود سيخلق فرص عمل لم تشهد تطورًا حديثًا، لكن للآن لم يشهد سكانها أي شيء من ذلك التطور.
وقال معهد دول الخليج العربي في واشنطن (AGSIW) إن عديد الرؤى في المملكة العربية السعودية غير مكتملة أصلًا ومنها مدينة نيوم .
وتساءل المعهد في تقرير له: “هل ستكون مدينة نيوم ذات جدوى؟ وهل هناك أي قيمة يمكن اكتسابها من هذه الرؤى؟”.
وأكمل: “تبدو مواصفات مدينة نيوم حالمة جدًا، ومن الواضح أنها لن تكتمل وفقًا لما هو مخطط له”.
هل يدخل الفقراء نيوم؟
وقال معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إن ولي عهد السعودية محمد بن سلمان لم يُبدِ مبس التفاؤل نفسه الذي أظهره عند كشف النقاب عن رؤية 2030 قبل خمس سنوات.
وأكد المعهد أن مدينة “نيوم” ستتحوّل إلى مدينة على الورق، على غرار العديد من المشايع الضخمة الأخرى.
وذكرت أن رؤية 2030 باتت لا تستقطب الشركات الدولية بسبب حالة عدم الاستقرار المؤسسي والتقلب الحاد في تصريحات المسؤولين الفجائية والمبهمة.
وأكد المعهد أن ذلك ما يجعل تطبيقها وتنفيذها مستحيل، وأيضا اعتماد تنفيذها على العلاقات والمحاباة، مع غياب تام للشفافية.
ونبه إلى أن إسراف ابن سلمان على مشاريع ضخمة ضمن رؤية 2030 قائم على التباهي بسباق إقليمي عديم الجدوى للتنافس مع الامارات.
وأكدت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية أن تحديات صعبة ومتاعب مالية تواجه ابن سلمان من أجل الاستمرار في “رؤية 2030” التي أطلقها.
وذكرت الوكالة في تقرير لها أنه رغم أن السعودية حصّلت مكاسب مالية معتبرة قدّرت بنحو من 12 مليار دولار.
وأوضحت أن السعودية حصلت على هذه المبالغ من خلال بيع حصص في خطوط أنابيب النفط.
سعر تذكرة دخول نيوم
إلا أن البلاد قد تواجه-بحسب بلومبيرغ- متاعب مالية نظرًا لعدم تمكنها من إقناع شركات استثمار عالمية لعقد شراكات.
وأشارت إلى الرياض كانت تنوي عقد شراكات أكبر مع “بلاك روك” شركة الاستثمارات الأميركية و”سوفت بنك” المصرف الاستثمارات الياباني.
ولفتت إلى أن هذه الشركات لم تستثمر أكثر من السعودية بالقدر الذي كانت تأمله الحكومة في مدينة نيوم .
إذ يفضل الأجانب- وفق بلومبيرغ- أصول الطاقة الغنية بالعائدات على السياحة والترفيه.
وعلقت الباحثة المقيمة في معهد أميركان إنتربرايز بواشنطن في حديث مع الوكالة على الأوضاع في المملكة.
وقالت “ربما كان بإمكان قطاعي الترفيه والسياحة أن يتمتعا بعام أفضل من الاستثمار الأجنبي المباشر في 2020 لولا الوباء”.
لكنها استدركت: “على الرغم من ذلك” فإن المستثمرين سيكونون مهتمين بالقطاع الأكبر والأكثر ربحية”.
وأوضحت أنه لا يزال يمثل الكثير من النفط والطاقة.
ووفق الوكالة فإنه “يُظهر بيع حصة خطوط أنابيب النفط لشركة “غلوبال إينرجي” الأسبوع الماضي التحديات التي يواجهها ولي العهد”.
وذلك في تنويع اقتصاد البلاد ضمن مشروعه “رؤية 2030”.
إقرأ أيضا| “بلومبيرغ”: نيوم يفقد بريقه عالميًا والسعودية تختبر قياس الاهتمام الدولي به
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=61021
التعليقات مغلقة.