أثار الهجوم العسكري للمعارضة السورية في حلب تكهنات حول ما إذا كانت أوكرانيا قد لعبت دورًا في دعم هذا الهجوم ضد الحكومة السورية المدعومة من روسيا في الآونة الأخيرة.
ومع ذلك، تشير العديد من المصادر إلى أن هذه الشائعات مبالغ فيها، وأن دور أوكرانيا كان محدودًا، وتسارعت الأحداث في حلب بعد أن تمكنت الفصائل الثورية من استعادة السيطرة على مناطق استراتيجية.
وقد عززت هذه الفصائل استخدام الطائرات المسيرة، وخاصة الطائرات القتالية من نوع “كاميكازي”، التي استخدمتها أوكرانيا بشكل فعال منذ بداية غزوها في عام 2022.
وقد تم تداول مقاطع فيديو تظهر هجمات على أهداف روسية في شمال سوريا، مما زاد من التكهنات حول دعم أوكرانيا.
وعلى الرغم من الاتهامات المتكررة من المسؤولين الروس بأن أوكرانيا قدمت مساعدات ميدانية، بما في ذلك الطائرات المسيرة والتدريب، فإن العديد من الخبراء والمحللين ينفون هذه الادعاءات، حيث يشيرون إلى أن الفصائل السورية، مثل هيئة تحرير الشام (HTS)، تستطيع الحصول على التكنولوجيا اللازمة من السوق السوداء أو من مصادر محلية دون الحاجة إلى دعم أوكراني.
أحد المصادر التركية المقربة من الوضع في سوريا أوضح أن الهيئة لا تعتمد على المساعدة الأوكرانية لشراء أو تطوير الطائرات المسيرة، حيث أن هناك العديد من المصنعين في المنطقة، بما في ذلك في تركيا.
كما أكد المحللون أن الفصائل الثورية قد تمكنت من تطوير برامجها الخاصة للطائرات بدون طيار على مدار السنوات الماضية، وأنها قادرة على استيراد قطع الغيار من دول مثل الصين.
وفي تصريحات خاصة، أكد مسؤول أوكراني أن هناك تواصلًا محدودًا بين كييف والفصائل الثورية في سوريا، ولكنه أضاف أن المساهمة الأوكرانية في الهجوم كانت ضئيلة جدًا.
وقال: “يمكننا أن ندعي أقل من جزء من المساعدة لهذا الهجوم”، مما يشير إلى أن أي تأثير لأوكرانيا كان بعيدًا عن أن يكون ذا أهمية حقيقية.
بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن تركيا تلعب دورًا رئيسيًا في استراتيجيات الفصائل الثورية، إذ تشير الأدلة إلى أن أنقرة كانت تشارك في التخطيط للهجوم، على الرغم من نفي المسؤولين الأتراك لأي دعم مباشر.
وتعتبر تركيا من أكبر الداعمين للمعارضة السورية، وقد مكنت الفصائل من الوصول إلى الموارد والتكنولوجيا اللازمة.
ويشير المحللون إلى أن الحديث عن الدعم الأوكراني يشبه إلى حد كبير الشائعات التي انتشرت حول دعم أوكرانيا لمتمردي الطوارق في مالي.
فقد تم تضخيم تلك القصص، حيث أن التعاون الاستخباراتي بين أوكرانيا والجماعات المعارضة كان محدودًا ومرتبطًا بمصالح مشتركة، وليس دعمًا عسكريًا مباشرًا.
وبناءً على المعلومات المتاحة، يبدو أن أوكرانيا لم تقدم الدعم العسكري الفعال أو التدريب للفصائل الثورية في حلب كما تم الإيحاء بذلك، بينما يمكن أن تكون هناك اتصالات محدودة، فإن الفصائل السورية تعتمد على قدراتها الذاتية وتكنولوجيا محلية.
وبما أن الصراع في سوريا مستمر، فإن الديناميات السياسية والعسكرية ستظل معقدة، وقد تستمر الشائعات حول الدعم الخارجي في الانتشار، ولكن الحقيقة تشير إلى دور أقل مما كان متوقعًا.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=69437