الرياض – خليج 24| كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية عن أن السعودية تبحث مع الصين تسعير مبيعاتها النفطية إلى بكين باليوان الصيني بدلا من الدولار.
وقالت الصحيفة في تقرير لها إن هذه الخطوة ستقلل من هيمنة الدولار على سوق البترول العالمي.
وذكرت أن المفاوضات مع بكين بشأن عقود النفط المسعرة باليوان توقفت قبل 6 سنوات، لكنها عادت مع عدم الرضا السعودي عن الالتزامات الأمنية الأمريكية.
اليوان بديل الدولار
وبينت الصحيفة أن السعودية غاضبة من شكل الدعم الأمريكي لها بشأن الحرب في اليمن، ومحاولة واشنطن إبرام صفقة مع إيران بخصوص برنامجها النووي.
وكذلك الانسحاب الأمريكي الصادم والسريع من أفغانستان العام الماضي.
وتستورد الصين 25% من النفط السعودي المصدر، وإذا جرى تسعيره باليوان، فسيعزز مكانة العملة الصينية بمواجهة الدولار.
تقارب السعودية والصين
وقدمت الصين عقود نفط مسعرة باليوان في 2018 لجعل عملتها قابلة للتداول عالميا، لكنها لم تؤثر آنذاك على هيمنة الدولار على سوق النفط.
وتوترت علاقة السعودية وأمريكا بعهد الرئيس جو بايدن الذي أعلن بحملته الانتخابية عام 2020 بجعل السعودية “منبوذة” إثر اغتياله جمال خاشقجي.
يذكر أن السعودية أكبر مورد للخام للصين في عام 2021، إذ باعت 1.76 مليون برميل يوميًا، تليها روسيا بـ 1.6 مليون برميل يوميًا.
أمريكا خائفة من علاقة السعودية والصين
وكشفت الصحيفة عن دعوة ولي عهد السعودية محمد بن سلمان للرئيس الصيني شي جين بينغ لزيارة الرياض.
ويأتي ذلك رغم تصاعد التوتر مع أمريكا إثر الحرب الروسية الأوكرانية.
وتوقعت “وول ستريت جورنال” إتمام الرحلة عقب شهر رمضان المبارك، الذي يبدأ أوائل أبريل المقبل.
وذكرت أن الرياض تخطط لتكرار الاستقبال الحار الذي لقيه للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عام 2017 عندما زار المملكة.
بن سلمان يصب الزيت على النار
ونقلت الصحيفة عن مسؤول سعودي قوله إن بن سلمان وبينغ صديقان حميمان ويدركان أن إمكانات هائلة لعلاقات أقوى بينهما.
وأشار إلى أن الأمر ليس مرتبطا بشراء النفط من المملكة والأسلحة من الصين، مع تحول جيوسياسي في الشرق الأوسط.
وأكد المسؤول أنه تتطلع الولايات المتحدة لتركيز المزيد من الاهتمام والموارد على آسيا، فيما توسع الصين وروسيا نفوذهما بالمنطقة.
تتصاعد الشكوك بشأن بقاء واشنطن في السلطة عقب الانسحاب الأمريكي السريع من أفغانستان.
عقوبات أمريكية على السعودية
ويسعى عديد شركاء واشنطن الإقليميين إلى إقامة علاقات أمنية واقتصادية جديدة.
وقالت الصحيفة إن حرب أوكرانيا سلطت الضوء على التغييرات الجارية بالتحالفات التقليدية في الشرق الأوسط.
وذكرت أن السعودية قابل طلبات أمريكية بضخ المزيد من النفط لترويض أسعار الخام بالرفض، وتجاهلت الإمارات الضغط الأمريكي.
ونبهت الصحيفة إلى أن أبوظبي امتنعت عن قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يدين العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وأوضحت أن الرياض أقامت علاقات عميقة مع ترمب الذي ساندها ضد قطر، وانسحب من الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 الذي عارضته الرياض.
علاقة الصين والسعودية
وذكرت أنه وقف مع ابن سلمان مقتل الصحفي جمال خاشقجي.
لكن عدم الرد على هجوم إيراني بطائرة دون طيار وصواريخ على مواقع النفط السعودية الرئيسية عام 2019 أثار قلق الشركاء الخليجيين، وفق الصحيفة.
وأشارت إلى أنهم اعتمدوا لعقود على الوعد بالحماية الأمنية الأمريكية، فيما نفت إيران ضلوعها باستهداف المنشأة النفطية.
فيما أكدت أن الصين أكبر مستورد للنفط في العالم وأكبر شريك تجاري للسعودية أكبر مصدر للنفط على مستوى العالم.
وأوضحت أن بكين تربطها علاقات دافئة مع إيران، والتي قد تسعى الرياض للاستفادة منها إذا تم إحياء الاتفاق النووي.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=42288
التعليقات مغلقة.