هل تسعى السعودية لاستعادة حصتها السوقية لتسريع زيادة إنتاج النفط

خفضت المملكة العربية السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، يوم الأحد، أسعارها للمشترين الآسيويين إلى مستويات قريبة من أدنى مستوياتها خلال أربع سنوات، مما زاد من التكهنات بأنها تسعى لاستعادة حصتها السوقية كجزء من استراتيجية أوبك+ لتسريع زيادة إنتاج النفط.

وأظهرت وثيقة تسعير من المنتج نشرتها وكالة رويترز، أن شركة النفط الحكومية أرامكو السعودية خفضت السعر الرسمي للبيع (OSP) لخامها الرئيسي، العربي الخفيف، لمايو بمقدار 2.30 دولار إلى 1.20 دولار للبرميل فوق متوسط سعر خامي عمان ودبي.

ويمثل هذا الانخفاض أكبر تراجع في أكثر من عامين، ويعد الشهر الثاني على التوالي الذي تخفض فيه أرامكو أسعارها، وفقًا لسجل رويترز لأسعار البيع الرسمية السعودية.

وكان سعر يناير، الذي بلغ علاوة 90 سنتًا، الأدنى منذ أوائل عام 2021 خلال ذروة جائحة كوفيد-19.

وقد وافقت ثماني دول من أوبك+ بشكل مفاجئ يوم الخميس على تقديم خطتها لإنهاء تخفيضات الإنتاج من خلال زيادة الإنتاج بمقدار 411,000 برميل يوميًا في مايو، أي ثلاثة أضعاف الزيادة المتوقعة، وهو ما يمثل حوالي 0.4% من الإمدادات العالمية.

وجاء خفض أسعار أرامكو بعد أيام قليلة فقط من قرار أوبك+، مما أعاد إلى الأذهان معارك الحصة السوقية السابقة عندما تنافست دول أوبك لبيع براميل إضافية، مما دفع الأسعار للانخفاض.

قال كالوم ماكفرسون، رئيس قسم السلع في شركة إنفستك: “قد يثير هذا مخاوف من عودة المملكة إلى استراتيجية حصة السوق كما حدث في 2015 و2016 عندما لم تتمكن أوبك من الرد بفعالية على زيادة الإمدادات الأميركية”.

لكنه أضاف: “لا يبدو الأمر خطيرًا بعد. قد يكون هذا أيضًا ردًا على منتجين مثل العراق وكازاخستان الذين يتجاوزون حصصهم الإنتاجية باستمرار”.

وقد دعمت السعودية بقوة سياسات التحكم في الإنتاج خلال السنوات الخمس الماضية لتحقيق توازن السوق، حيث تحتاج ميزانيتها إلى أسعار نفط تبلغ حوالي 90 دولارًا للبرميل.

ويمثل قرار أوبك+ الأخير خروجًا كبيرًا عن تلك السياسات. كما خفضت أرامكو أسعار درجات الخام الأخرى التي تبيعها لآسيا بمقدار 2.30 دولار للبرميل لمايو.

وأدى خبر زيادة إنتاج أوبك+، إلى جانب تصاعد الحرب التجارية العالمية، إلى انخفاض أسعار النفط بنحو 11% خلال الأسبوع المنتهي في 4 أبريل، لتصل إلى أدنى مستوياتها في أكثر من ثلاث سنوات.

قبل قرار أوبك+ الأخير، كان المحللون الذين شملهم استطلاع رويترز يتوقعون أن يتم خفض سعر العربي الخفيف لآسيا بمقدار يتراوح بين 1.80 و2.00 دولار، مواكبة للتراجعات الحادة في أسعار النفط القياسية في مارس.

بلغ متوسط العلاوة الفورية لخام دبي 1.38 دولار للبرميل في مارس، انخفاضًا من 3.33 دولارات للبرميل في فبراير.

ويعود هذا التراجع أيضًا إلى عودة الإمدادات الروسية إلى آسيا بعد تعطلها في يناير وفبراير بسبب العقوبات الأميركية على تجارة الطاقة الروسية.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.