هل باتت السعودية بين فكي الصين وأمريكا؟

 

بكين – خليج 24| نشر موقع “أوراسيا ريفيو” التحليلي تقريرا يسلط الضوء فيه على ذهاب ولي عهد السعودية الأمير محمد ابن سلمان للتحالف مع الصين في مواجهة منافسه الأكبر أمريكا.

وقال الموقع إن تحوّل الرياض نحو الصين، التي تعتبر المنافس الأكبر لأمريكا في الصناعات الدفاعية والأسلحة، أثار قلق واشنطن.

وأشار إلى أن واشنطن لا تريد من حلفائها تكوين علاقات قوية مع الصين، مما يجعل السعودية وسط الصراع بين القوى العظمى.

وقالت شبكة “سي أن أن” الأمريكية إن الشرق الأوسط عالق في مرمى نزاع متفاقم بين أمريكا والصين، ومع تسارع الزوبعة الدبلوماسية ظهر خط صدع جيوسياسي.

وذكرت الشبكة في تقرير لها إن ذلك بسبب التقارب الاقتصادي الواسع النطاق مع السعودية والإمارات.

وأشارت إلى أنه بهدف جعل هذه الدول نقاط ارتكاز لشبكات الاتصالات الخاصة بها.

ونشرت وكالة بلومبرج للأنباء تقريرًا يسلط الضوء على سبب إبداء قادة الخليج قلقهم علنًا من احتمال اندلاع حرب باردة شاملة بين الولايات المتحدة والصين.

وقالت الوكالة الشهيرة إن دول الخليج ستضطر حينها إلى تقديم الدعم الكامل لأحدهما دون الآخر.

وذكرت أن الحيلولة دون نشوب حرب باردة محتملة بينهما كأولوية عليا برزت أخيرًا في السياسة الخارجية لدول الخليج.

وأشارت الوكالة إلى أن ذلك خاصة السعودية والإمارات، شريكي واشنطن الرئيسيين.

وبينت أن هذا الجدل يتصاعد مع إنشاء ميناء صيني سري في الإمارات.

وقالت إن تحقيق التوازن بين القوة العظمى الحالية (الولايات المتحدة) والأخرى الصاعدة (الصين) أمر يزداد صعوبة بالنسبة للدول الأصغر.

وذكرت أن دول الخليج متخوفة من إجبارها على الاختيار بين الولايات المتحدة، شريكها الاستراتيجي الرئيسي، والصين، أكبر زبون لها في مجال الطاقة.

وبينت الوكالة أن هذا الخيار بات يضاهي التهديدات المنبثقة من إيران والجماعات الإسلامية التي تتراوح من “الإخوان المسلمين” إلى تنظيم “القاعدة”.

ونبهت إلى أن هذه المخاوف تثير حقائق غير مؤكدة بشأن النفوذ في منطقة تعد بمثابة المركز لقطاع الطاقة في العالم.

كما قالت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية إن رفض الولايات المتحدة بيع طائرات بدون طيار مسلحة لدول الخليج هو الذي دفع الرياض وأبو ظبي إلى شراء الأسلحة من الصين بدلاً من ذلك.

وذكرت الصحيفة أن ذلك بعد أن أجرى الملك السعودي سلمان وولي العهد محمد محادثات مع الرئيس شي جين بينغ في بكين عام 2017.

وبينت أنه رد بالاتفاق على صفقة لإنشاء مصنع تديره الصين للطائرات بدون طيار هو الأول في الخليج بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتكنولوجيا.

وقالت الصحيفة إن العلاقة بين الصين والخليج ازدهرت لتصبح اليوم أكثر بكثير من مجرد النفط الخام.

وبينت أنه ومع وجود جيل أصغر من قادة الخليج على رأس القيادة الذين يسعون إلى تحديث دولهم.

وأشار إلى أنهم يتطلعون بشكل متزايد للاستفادة من التكنولوجيا الصينية والذكاء الاصطناعي للمدن الذكية.

كما ترغب -وفق الصحيفة- باستيراد الطائرات المسلحة بدون طيار والرعاية الصحية والطاقة المتجددة.

وحذرت مسؤولة كبيرة في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) دول الخليج العربي من التعاون الأمني والعسكري مع كل من الصين وروسيا.

وجاء التحذير الشديد لدول الخليج على لسان نائبة مساعد وزير الدفاع الأمريكي دانا سترول.

وقالت سترول في تحذيرها لدول الخليج إنه “من الواضح أن بعض البلدان والشركاء يرغبون في مراوغة الولايات المتحدة”.

وأوضحت أن ذلك “عبر بناء أرضية تعاون أوثق مع الصينيين أو الروس، خاصة في المجال الأمني ​​والعسكري”.

وخاطبت سترول دول الخليج قائلة “أود فقط تحذيرهم مرة أخرى هناك نقطة يتحول فيها ذلك إلى استراتيجية”.

وأضافت “لن تعرض فقط تعاونكم مع الولايات المتحدة للخطر، ولكن تعرض سيادتكم الوطنية للخطر أيضا”، بحسب تحذيرها.

وخيرت المسؤولة الأمريكية في رسالة موجهة لدول الخليج ” بين التعاون مع الصين وروسيا أو التنسيق مع الولايات المتحدة”.

وأكدت سترول أن هذا يجب أن يكون واضحا، على حد وصفها.

ومؤخرا، حذر رئيس وزراء قطر الأسبق الشيخ حمد بن جاسم من “النتيجة المباشرة” لصراع الولايات المتحدة والصين على دول الخليج.

جاء ذلك في سلسلة تغريدات لحمد بن جاسم على صفحته الرسمية في “تويتر”.

وقال: “كما أشرت في تغريدة سابقة فإن الاهتمام العالمي سيتركز في السنوات القادمة على المنافسة بين الولايات المتحدة والصين”.

وأوضح بن جاسم أن هذه المنافسة ستكون في المجالات الاقتصادية والسياسية.

وما يستلزمه ذلك من وجوه القوة العسكرية المطلوبة لحماية تلك الامتيازات.

وأضاف “وتبعاً لذلك فإننا سنلاحظ أن الولايات المتحدة ستحشد المزيد من قواتها البحرية في منطقة المحيط الهادي”.

ونبه ابن جاسم إلى أن “ذلك سيكون على حساب كثافة وجودها البحري بمنطقتنا وهو ما بدأت به واشنطن بالفعل قبل فترة قصيرة”.

وأردف “والنتيجة المباشرة لإعادة التموضع الأميركي هذه هي أن منطقتنا ستكون أكثر انكشافاً وعرضة لهواجس الخطر”.

وذلك “ما لم تسارع دولنا-بحسب بن جاسم- إلى تحقيق تفاهمات واضحة، وتتخذ إجراءات عملية”.

إضافة إلى أن “تتصرف وفقاً لما تمليه مصالحنا المشتركة وليس مصالح الغير”.

وقبل شهر، حذر ابن جاسم من “حرارة حرب اقتصادية” بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية.

ونبه في سلسلة تغريدات له على حسابه في تويتر إلى أن المتغيرات في المشهد العالمي قد تفرض “واقعا جديدا وتحديات صعبة” على المنطقة.

وكتب ابن جاسم “الإدارة الأمريكية الجديدة تركز جهودها لإبطاء نمو الاقتصاد والتكنولوجيا الصينية”.

وأضاف “هي تدرك أن التنين الصيني سيتجاوز في سنوات لا تتعدى أصابع اليد الواحدة أمريكا”.

وأردف ابن جاسم “ليحتل الاقتصاد الصيني المرتبة الأولى في العالم”.

وتابع “نحن في منطقتنا بالخليج لا بد أن تطالنا بعض حرارة هذه الحرب الاقتصادية بين العملاقين”.

وبرر ذلك “لأن الولايات المتحدة ستضغط بكل الوسائل علينا كي لا نطور التعاون الاقتصادي والعسكري مع الصين”.

وعلى صعيد الموقف من روسيا، قال ابن جاسم “روسيا فهي بالنسبة لأمريكا مهمة من حيث كونها منافسا عسكريا لا يستهان به”.

وقال “وسوف تعمل واشنطن كذلك على منع أي نفوذ عسكري روسي في منطقتنا أو إبقائه في أضيق الحدود”.

وذكر “مع أنني أظن أن روسيا لا توازي في اعتبارات أمريكا أهمية الصين خصماً ومنافساً”.

وبين إلى أن روسيا لا تعتبر خصما للولايات المتحدة “خاصة من الناحية الاقتصادية وما يترتب عليها من تبعات”.

وأردف “وعليه فإن من المهم أن يكون لدى دولنا وعي عميق ونظرة ثاقبة تدرك وتستوعب المشهد العالمي المقبل بكل تفاصيله وتعقيداته”.

ودعا للاستفادة من هذا الوضع، فهذه المتغيرات قد تفرض واقعاً جديداً وتحديات صعبة على المنطقة.

واختتم تغريداته متسائلا “هل نحن مستعدون أو هل سنكون مستعدين؟”.

 

 

للمزيد| سيادتها بخطر.. البنتاغون يحذر دول الخليج من تعاون أمني وعسكري مع الصين وروسيا

لمتابعة صفحتنا عبر فيسبوك اضغط من هنا

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.