واشنطن- خليج 24| كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية اليوم تفاصيل تدشين الإمارات العربية المتحدة شبكة تجسس الكترونية أدارت أنشطة ضد قطر.
وأوضحت الصحيفة أن الشبكة التي دشنتها الإمارات ضمت محللين سابقين في وكالة الأمن القومي الأمريكي.
وأدارت شبكة التجسس الإماراتية أنشطة تجسس ضد قطر لإثبات مزاعم تمويلها “الإرهاب”.
ونقلت عن عضو سابق في الشبكة تأكيد أنه جرى تضليله وغيره بعروض مالية مضاعفة.
وبين أن عملية التضليل للعمل مع الإمارات تمت تحت غطاء “العمل لحكومة حليفة لواشنطن”.
وكشف عن أنهم انسحبوا بعد وصول القرصنة لكشف مراسلات بين زوجة الرئيس الأمريكي السابق ميشيل أوباما وزوجة أمير قطر السابق الشيخة موزا.
ولفت المحلل السابق بوكالة الأمن القومي ديفيد إيفيندين ل”نيويورك تايمز” أن أسئلة راودته لأشهر عمان كان يفعله في الإمارات.
وأشار إلى أنه عمل في أبو ظبي مع نحو 20 محللا ومقاولا سابقا في وكالة الأمن القومي الأمريكي.
وبين أنهم تم استدراجهم من قبل أبو ظبي من قبل مقاول مع عروض لمضاعفة رواتبهم في الخليج.
ولفت إيفيندين إلى أنهم أبلغوا أن العمل سيكون هو نفسه كما كان في الوكالة “نيابة عن حليف مقرب فقط”.
كما أبلغ المحللون والمقاولون أن عملهم امتداد لحرب الولايات المتحدة على الإرهاب.
وبحسب إيفيندين “فقد بدأت عام 2014 بتعقب الخلايا الإرهابية في الخليج غداة حصار تنظيم داعش للموصل وتكريت في العراق”.
وذكر أنه قام بتتبع أعضاء داعش عبر الهواتف المحمولة وتطبيقات الرسائل.
لكن، سرعان ما تم تكليف إيفيندين بعد ذلك بمشروع جديد وهو إثبات أن جارة الإمارات قطر كانت تمول جماعة الإخوان المسلمين.
ولفت إيفيندين إلى أنه أبلغ رؤسائه أن الطريقة الوحيدة للقيام بذلك هي اختراق قطر.
وأضاف “ولم يمض وقت طويل حتى انخرط فريق في “CyberPoint” باختراق أعداء الإمارات في جميع أنحاء العالم”.
وكشف أن من ضحاياهم بالاختراق مسؤولين (الفيفا)، ونقاد نظام الإمارات على تويتر، إضافة لأفراد العائلة الحاكمة بقطر.
وبين أن المسؤولين في الإمارات أرادوا أن يعرفوا إلى أين كانوا يطيرون، وبمن سيجتمعون، وماذا كانوا يقولون.
ولفت إلى أن المسؤولين الإماراتيين أبلغوه أن هذا كان جزءًا من المهمة في “الحرب على الإرهاب وسوق الأسلحة السيبرانية””.
وحول اكتشافه لحقيقة عملهم القذر، قال إيفيندين إن “كل تلك التبريرات تم التجرد منها”.
وذلك في اليوم الذي ظهرت فيه رسائل البريد الإلكتروني من السيدة الأولى للولايات المتحدة على شاشته، يقول إيفيندين.
وأوضح أنه في أواخر عام 2015 كان فريق ميشيل أوباما يضع اللمسات الأخيرة على رحلة إلى الشرق الأوسط.
وأضاف “كانت الشيخة موزا بنت ناصر قد دعت السيدة أوباما للتحدث في قمتها التعليمية السنوية في الدوحة”.
وكانت ستروج السيدة أوباما لمبادرتها “Let Girls Learn”، وكانتا على تواصل دائم”، بحسب تجسس إيفيندين.
وأكد أن وصلوا لكل رسالة بريد إلكتروني أخيرة بين السيدتين وموظفيهما من أمور شخصية وحجز وتغيير خط سير الرحلة وتفاصيل أمنية.
وشدد إيفيندين على أن رسائل البريد هذه كانت تظهر على أجهزة كمبيوتر المحللين في الإمارات.
لكن “كانت تلك هي اللحظة التي قلت فيها لا ينبغي أن نفعل هذا، لا ينبغي أن نستهدف هؤلاء الأشخاص”، بحسب إيفيندين.
وبين أنه سارع إلى العودة إلى الولايات المتحدة مصطحبا عائلته، مشيرا إلى إبلاغه مكتب التحقيقات الفيدرالي “إف بي آي” بالواقعة.
ونبهت “نيويورك تايمز” إلى أن الوكالة التي لا تعلق على التحقيقات تواصل مراجعتها لـ CyberPoint.
ولفتت إلى أن بعض الموظفين الذين عملوا في الإمارات سارعوا لإبلاغ وكالة “رويترز”.
لكنها أوضحت أن هؤلاء لم يبلغوا عن اختراق رسائل البريد الالكتروني بين الشيخة موزا وميشيل أوباما.
وأكد إيفيندين أنه مجموعة من زملائه السابقين ما زالوا يعملون في الإمارات ضمن شبكة التجسس.
وفي 2019 كشفت وكالة “رويترز” آلاف الوثائق التي تثبت مساعدة مسؤولو الأمن القومي السابقون الإمارات ببناء منظومة تجسس سيبراني هجومية.
واستخدمت هذه المنظمة في التجسس على معارضين ونشطاء وإعلاميين ومواطنين قطريين.
ووفقا للوثائق حينها فإن من أهم هؤلاء المسؤولين هو ريتشارد كلارك.
وكان يرأس عمليات مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض في عهد الرئيس بوش الابن.
وحذر كلارك الكونغرس في الأعوام التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر/ أيلول من أن بلاده تحتاج للمزيد من عمليات التجسس.
وبعد خمس سنوات من مغادرته الحكومة، قام بنقل فكرته إلى الشريك الثري في الخليج العربي دولة الإمارات.
وأوضحت “رويترز” أنه بعام 2008 توجه كلارك إلى الإمارات ليقود عملية إنشاء منظومة قادرة على مراقبة الإنترنت.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=11455
التعليقات مغلقة.