فيينا- خليج 24| اعترفت النمسا أخيرا أن “عملية الأقصر” التي نفذتها أواخر العام الماضي ضد إسلاميين على أراضيها بأنها نفذت بدوافع سياسية.
وقامت الأجهزة الأمنية في النمسا بتنفيذ أوسع وأكبر عملية أمنية في تاريخ البلاد.
وكشفت وسائل إعلام في النمسا حينها أن العملية نفذت بتحريض من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
وقررت المحكمة الإقليمية العليا بالنمسا خلال جلسة لها التأكيد على أن “جماعة الإخوان المسلمين ليست منظمة إرهابية”.
كما أكدت أن حملة المداهمات والاعتقالات التي تمت ضمن عملية الاقصر غير قانونية.
أيضا قبلت المحكمة العليا في النمسا جميع الشكاوى المقدمة ضد الحملة واعتبرتها غير قانونية وتفتقد لأي أدلة قوية.
واعتبرت جماعة الإخوان حركة جماهيرية تتكون من ملايين الاعضاء.
وأوضحت أن الاستنتاج بأن كل شخص محسوب على الحركة “إرهابي” هو ببساطة استنتاج خاطئ وغير مقبول.
لذلك أكدت المحكمة العليا في النمسا على أنه لا ينبغي أن يكون الشك والتخمين والتكهن هو كل ما يعتمد عليه في فرضيات الاشتباه.
وشددت على وجوب أن يكون الأمر مستندا إلى تقييم مصحوب بأدلة يمكن الوصول إليها.
ونوهت المحكمة إلى ان التحقيقات لم تكن منذ البداية ذات أرضية صلبة.
واعترفت أنها “استندت إلى حد كبير على تقييم خبراء عنصريين وحاقدين على الإسلام”.
في حين، اعتبر المسؤولون في المكتب الاتحادي لحماية الدستور ومكافحة الإرهاب بالنمسا (BVT) أن الشروع في التحقيق له دوافع سياسية.
ونهاية العام الماضي، نفذت السلطات الأمنية بالنمسا حملة ضد ما يسمى “الإسلاميين” في البلد بعنوان مثير للجدل “عملية الأقصر”.
وجرى تنفيذ العملية بإشراف مباشر من وزير الداخلية كارل نيهامر والمستشار سيباستيان كورتز.
ووصلت إلى استهداف جمعيات رسمية تعمل منذ سنوات في البلد تحت ذريعة محاربة “الإرهاب الإسلاموي”.
واستهدفت الحملة كل من أبدى تعاطفاً مع المقاومة الفلسطينية وله موقف معارض لحكم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وشارك في العملية نحو 930 رجل أمن داهموا عشرات المقار والمنازل في 4 ولايات، بما فيها فيينا والنمسا السفلى وكارينتين وستايرمارك.
كما اتسعت هذه الحملة إلى أندية وشقق سكنية ومحلات تجارية يملكها أشخاص لا علاقة لهم بجماعة الإخوان وحركة حماس الفلسطينية.
وحينها قالت صحيفة فيينا إن محاولة ربط حركة “الإخوان المسلمين” بعمل إرهابي نفذ حينها تأتي على خلفية “أنها حركة تلقى تعاطفاً بين مسلمي البلد”.
كما أن مؤيديها لديهم شبكات قوية ومهنية وأصبحوا على نحو متزايد على صلة بالنخب الغربية، وبمسلمي القارة الأوروبية.
الأكثر أهمية ما كشفته أن الحملة جاءت بظل حملة أطلقها اليمين المتشدد في البلد، وبعض العرب.
ولفتت إلى أن من بينهم من ينتمي إلى تيار ديني مدعوم سعودياً وإماراتياً.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=28682
التعليقات مغلقة.