نشطاء يطالبون بإجراءات أقوى ضد “الغسيل الرياضي” السعودي في نيوكاسل

قالت هيئة الإذاعة البريطانية إن نشطاء حقوق الإنسان التقوا مع زعيمة مجلس نيوكاسل للمطالبة باتخاذ إجراءات أقوى ضد ما يُزعم أنه “غسيل رياضي” من قبل المملكة العربية السعودية.

وبحسب الهيئة وضم الوفد مواطنين تعرض أفراد من عائلاتهم للسجن في المملكة، حيث اجتمعوا مع زعيمة السلطة المحلية كارين كيلغور.

وذكرت الهيئة أن القادة السياسيين واجهوا ضغوطًا متزايدة بشأن العلاقات بين شمال شرق إنجلترا والسعودية منذ استحواذ صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF) على نادي نيوكاسل يونايتد في عام 2021.

وصرحت كيلغور بأن انتهاكات حقوق الإنسان تتعارض تمامًا مع القيم التي يتمسك بها سكان نيوكاسل، لكنها شددت على أن الأمر يعود للحكومة لطرح هذه القضايا.

وقد أشاد مسؤولو المدينة بنيوكاسل باعتبارها “البوابة إلى السعودية” خلال بعثة تجارية كبرى في المملكة العام الماضي، حيث أفادت التقارير بأن السعودية نفذت أكثر من 300 عملية إعدام في عام 2024.

في وقت لاحق، انضمت كيم ماغينيس، عمدة شمال شرق إنجلترا من حزب العمال، إلى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في زيارة إلى الرياض في ديسمبر لمناقشة مشاريع الطاقة والاستثمارات المحتملة.

وشمل الوفد الزائر الناشطة فوز العتيبي، شقيقة المدربة والناشطة الحقوقية منهل العتيبي، التي حكم عليها بالسجن لمدة 11 عامًا، وهو حكم أدانته منظمات حقوق الإنسان. وذكرت منظمة العفو الدولية أن منهل “اختفت قسريًا”.

كما حضرت لينا الهذلول، شقيقة الناشطة لجين الهذلول، التي كانت بارزة في حملة رفع الحظر عن قيادة النساء في السعودية، ثم سجنت لاحقًا بموجب قوانين مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى جوليا ليغنر، المديرة التنفيذية لمنظمة حقوق الإنسان ALQST.

وقد قدمت المجموعة قائمة “مطالب” إلى المجلس، شملت دعوة السلطة المحلية إلى:
إثارة قضايا حقوق الإنسان مع ياسر الرميان، رئيس مجلس إدارة نيوكاسل يونايتد ومحافظ صندوق الاستثمارات العامة.

مراقبة أي استغلال للمدينة والمنطقة كأداة لـ«الغسيل الرياضي».

تسليط الضوء على حالات الأفراد المحتجزين في السعودية.

قالت لينا الهذلول، التي زارت نيوكاسل في عام 2023 قبل أن يلعب المنتخب الوطني السعودي مباراتين في ملعب سانت جيمس بارك، إن الاجتماع كان “خطوة جيدة”، لكنها أعربت عن أملها في ألا يكون مجرد إجراء شكلي للمجلس.

ورغم أن المجلس الذي يديره حزب العمال أكد مرارًا أن قضايا حقوق الإنسان يجب أن تُناقش على المستوى الحكومي وليس المحلي، فإن الهذلول شددت على أن المجلس يمكنه ويجب عليه ممارسة ضغوط علنية.

وأضافت: “أشعر أن المجلس يقلل من شأن نفسه عندما يقول ‘لا يمكننا فعل شيء، ليس لدينا نفوذ’. هناك غياب للإرادة السياسية للضغط واتخاذ موقف واضح”.

من جهتها قالت جوليا ليغنر إن المجلس أبدى “تعاطفًا وتضامنًا”، لكنه رفض التقاط صور مع الوفد ولم يُظهر نية واضحة لتحقيق أي من مطالبهم.

ويزعم نشطاء حقوق الإنسان أن نيوكاسل يونايتد يُستخدم من قبل الحكومة السعودية لصرف الانتباه عن سجلها الحقوقي المتدهور.

صرحت كيلغور عقب الاجتماع الذي استمر 45 دقيقة بأن المجلس يدين انتهاكات حقوق الإنسان بأشد العبارات.

وأضافت: “مثل هذه الانتهاكات تتعارض تمامًا مع القيم التي نتمسك بها هنا في نيوكاسل. كمجلس، أوضحنا دائمًا أننا نتوقع من جميع المؤسسات في هذه المدينة أن تشاركنا هذه القيم، وسنواصل تعزيزها والدفاع عنها”.

مع ذلك، شددت على أن مسؤولية إثارة قضايا حقوق الإنسان في السعودية تقع على عاتق الحكومة الوطنية، وليس السلطات المحلية.

كمشجعة لنادي نيوكاسل يونايتد، قالت كيلغور إن مشجعي النادي لا يؤيدون انتهاكات حقوق الإنسان، مضيفة: “إنهم يحبون ناديهم، كما أفعل أنا، وعلاقتهم مع نيوكاسل يونايتد والفريق الذي يمثل مدينتنا على أرض الملعب”.

في وقت سابق، قال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لشبكة فوكس نيوز إنه غير مهتم بالاتهامات الموجهة للسعودية باستخدام الرياضة لتلميع صورتها، مضيفًا: “إذا كان الغسيل الرياضي سيزيد ناتجنا المحلي الإجمالي بنسبة 1٪، فسنستمر في القيام به”.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.