نتنياهو ومستقبل المستوطنات.. كواليس المناقشات خلال عهد ترامب

كشف رئيس المجلس الإقليمي لمستوطنات الضفة الغربية، يسرائيل غانتس، تفاصيل النقاشات التي جمعته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال رئاسة دونالد ترامب.

وصرح غانتس في مقابلة مع شبكة CNN، أن المناقشات تركزت على مستقبل المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة وتأثير السياسات الأمريكية في تلك الفترة على المشروع الاستيطاني الإسرائيلي.

غانتس، المعروف بدعمه القوي للاستيطان، أوضح أن فترة ترامب مثلت فرصة ذهبية لدفع المخططات الاستيطانية إلى الأمام، حيث شهدت مواقف الإدارة الأمريكية تقارباً كبيراً مع الرؤية الإسرائيلية اليمينية.

وأشار إلى أن نتنياهو بحث معه مباشرة خططاً تهدف لتعزيز السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية، مع التركيز على تسهيل توسيع المستوطنات ودمجها ضمن الخطط المستقبلية للدولة.

خلال المقابلة، أكد غانتس أن السياسات التي تبنتها إدارة ترامب كانت محورية في تغيير قواعد اللعبة بالنسبة للاستيطان، أبرز مثال على ذلك كان الإعلان عن “صفقة القرن”، التي قدمت رؤية تشمل ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية، بما في ذلك المستوطنات، إلى إسرائيل.

وأكد غانتس أن هذا الدعم الأمريكي غير المسبوق شجع إسرائيل على اتخاذ خطوات أكثر جرأة بشأن المستوطنات، مشيراً إلى أن هذا الدعم لم يكن مشروطاً بقدر كبير من الالتزامات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين.

وشدد غانتس على أن اللقاءات مع نتنياهو تناولت استراتيجيات تهدف إلى ضمان بقاء المستوطنات جزءاً لا يتجزأ من إسرائيل، بما في ذلك تقوية البنية التحتية وإقرار خطط لبناء آلاف الوحدات السكنية الجديدة.

وتناولت المناقشة أيضاً انعكاسات اتفاقيات السلام التي وُقّعت بين إسرائيل وعدة دول عربية خلال فترة ترامب، مثل اتفاقيات أبراهام، غانتس أشار إلى أن هذه الاتفاقيات ساهمت في تخفيف الضغط الدولي على إسرائيل فيما يتعلق بالأنشطة الاستيطانية.

وبرأيه، فإن دولاً عربية عديدة أبدت استعدادها لتطوير العلاقات مع إسرائيل دون وضع القضية الفلسطينية كشرط مسبق، مما أعطى نتنياهو مساحة أكبر للتحرك في الضفة الغربية دون عواقب دبلوماسية كبيرة.

وعلى الرغم من الدعم الأمريكي الكبير في عهد ترامب، فإن غانتس أقر بوجود تحديات داخلية تعرقل تحقيق الطموحات الاستيطانية بشكل كامل، التحديات شملت المعارضة الداخلية من بعض الأوساط السياسية الإسرائيلية، بالإضافة إلى قضايا قانونية تتعلق بالملكية الخاصة في الأراضي المحتلة.

وأشار غانتس إلى أن نتنياهو كان حذراً في بعض الأحيان لتجنب إثارة جدل واسع النطاق، سواء داخل إسرائيل أو على الساحة الدولية.

تصريحات غانتس أثارت جدلاً واسعاً، خاصة في ظل تزايد التوترات الحالية بين إسرائيل والفلسطينيين، مراقبون اعتبروا تصريحاته بمثابة تأكيد على استمرار السياسات الإسرائيلية التي تهدف إلى تقويض أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة.

من جهة أخرى، يرى مؤيدو الاستيطان أن هذه التصريحات تعكس نجاح إسرائيل في استغلال الفرص الدبلوماسية لتعزيز مشروعها الاستيطاني.

وتأتي تصريحات غانتس في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيداً كبيراً، مما يعيد ملف المستوطنات إلى الواجهة، ومع تغير الإدارات الأمريكية، يبقى السؤال عن مدى قدرة إسرائيل على الحفاظ على المكاسب التي حققتها خلال فترة ترامب، وما إذا كانت هذه المكاسب ستؤدي إلى تغيير دائم في الوضع القائم في الضفة الغربية.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.