الرياض – خليج 24| وصفت منظمة حقوقية شهيرة زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى السعودية بـ”المخيبة للغاية، وتفرغ وعوده الانتخابية من أي معنى”.
وقالت منظمة القسط لحقوق الإنسان إن على الرئيس الأمريكي بأقل الأحوال تأمين تقدم ملموس بشأن أفظع الانتهاكات الحقوقية المرتكبة.
وأشارت إلى إن عدم إحراز تقدم في هذا الجانب يعني أنها خطوة لتلميع صورة القيادة السعودية، ما يتيح الفرصة للمزيد من الانتهاكات”.
ونبهت القسط إلى ضرورة عدم مساعدة بايدن بتلميع صورة الحاكم الفعلي –المنبوذ– للمملكة، ولي العهد محمد بن سلمان.
وتعرض ابن سلمان لعزلة دبلوماسيّة منذ جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشجقي عام 2018 بتخطيط من الدولة، وفق المنظمة.
وقالت: “لا بد من أنْ يوظف بايدن الفرصة لإيلاء حقوق الإنسان الأولوية، وبأقل الأحوال عليه أن يسعى لما أوصت به 13 منظمة حقوقية مؤخرًا”.
وأضافت القسط: “من تأمين الإفراج عن معتقلي الرأي، وإنهاء منع السفر المنزل على النشطاء والنقّاد السلميين، وإيقاف تنفيذ عقوبة الإعدام”.
وشهد لقاء بايدن مع ابن سلمان في قصر السلام بمدينة جدة الساحلية، عدة مواقف محرجة للغاية من قبل صحفيين دوليين.
فقد أحرج مراسل قناة NBC الأميركية بيتر ألسكندر ابن سلمان عقب صراخه في وجهه: “هل ستعتذر لعائلة جمال خاشقجي؟”.
وقال الصحفي الشهير: “صرخت بوجه ابن سلمان في قاعة الصحفيين؛ جمال خاشقجي هل تعتذر لعائلته؟”.
وأشار إلى أن “ابتسامة ابن سلمان كانت خفيفة، قبل أن يمسك مساعد سعودي ذراعي بإحكام”.
كما كشفت المراسلة الأمريكية Jenny Leonard عن صراخها خلال اجتماع ابن سلمان وبايدن، قائلة: “هل لا تزال السعودية منبوذة؟”.
وذكر مراقبون أن ابن سلمان فقد ماء وجهه بسبب أسئلة الصحفيين، ولاتزال الفضائح تطارده في داخل قصره.
كما كشفت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية عن فرض السعودية تعتيما شديدا على اللقاء الذي عقد بين بايدن وابن سلمان في قصر السلام بجدة.
وقالت مراسلة البيت الأبيض للوكالة جيني ليونارد إنه في اجتماع بايدن وابن سلمان، تم منع الصحافة الأمريكية من استخدام معدات البث المباشر.
وأشارت إلى أنه “تم رفض الميكروفونات لسماع التحيات الافتتاحية بين بايدن وابن سلمان”.
بينما قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية إن بايدن وبخ ابن سلمان على جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده في إسطنبول عام 2018.
ونقلت الصحيفة عن بايدن تحذير لابن سلمان خلال لقائه جمعهما في قصر السلام في جدة، من تكرار حوادث مماثلة لمقتل خاشقجي، مؤكدا أنه سيكون هناك رد أمريكي.
وأشار إلى أن “قضية خاشقجي كانت على رأس جدول اللقاء.. ما حدث له كان فظيعا… وأكدت بوضوح أنه حال حدث أي شيء مشابه، فإنهم سيواجهون ردا وأكثر”.
وقُتل جمال خاشقجي بقنصلية السعودية في اسطنبول بأكتوبر عام 2018، فيما وصفت الرياض الحادثة “عملية مارقة”، ونفت إعطاء القيادة السعودية أي أوامر بقتله.
ووجه الرئيس الأمريكي تحذيرا لولي عهد السعودية، فيما انتقدت مؤسسات حقوق الإنسان زيارته للرياض ولقاءه ابن سلمان الذي كان له علاقة بقتل خاشقي.
وصل بايدن إلى مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة بزيارة رسمية للسعودية قادما من فلسطين، ليتراجع عن حملته الانتخابية بجعل السعودية دولة “منبوذة”.
وقالت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية إن سمعة ولي عهد السعودية محمد بن سلمان كزعيم وقح ستسيطر على اجتماعه مع الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وذكرت الوكالة واسعة الانتشار إن ابن سلمان الذي قام بإسكات منتقديه ومعارضين ستظلل سمعته اجتماعه المرتقب مع بايدن.
وسبق وأن أعلن البيت الأبيض أن بايدن لن يعقد مؤتمرًا صحفيًا خلال زيارته إلى المملكة العربية السعودية.
وقال البيت الأبيض في تصريح له إن الرئيس سيتحدث للصحفيين في اليوم الثاني من الزيارة.
يأتي ذلك في وقت لم تعلن إدارة بايدن عن تفاصيل برنامجه في مدينة جدة الساحلية لغاية الآن.
واعتبر مراقبون ما يحدث بأنه استمرار من بايدن بإهانة ابن سلمان.
ونشر الرئيس الأمريكي جو بايدن مقالا في صحيفة “واشنطن بوست” الدولية قبيل زيارته إلى الشرق الأوسط بعد أيام قليلة، تشمل السعودية وإسرائيل ورام الله.
وكتب بايدن في مقالته: “لقد أوقفتُ سياسة الشيك على بياض مع السعودية، وأصدرتُ عقوبات جديدة”.
وأشار إلى أنها شملت قوة التدخل السريع السعودية المتورطة بمقتل خاشقجي، وفقاً لتقرير مجتمع المخابرات الذي نشرته.
وذكر أنه أصدر 76 حظر على أشخاص يتبين تورطهم في مضايقة المعارضين السعوديين في الخارج.
وقال: “أوضحت إدارتي أن أمريكا لن تتسامح مع التهديدات الخارجية والمضايقات ضد المعارضين والنشطاء من قبل أي حكومة”.
وأضاف بايدن: “دافعنا عن المواطنين الأمريكيين الذين احتُجزوا ظلماً بالسعودية قبل فترة طويلة من تولي منصبي”.
وتابع: “سأواصل الضغط من أجل رفع القيود المفروضة على سفر المعارضين السعوديين المفرج عنهم”.
وأكمل: “أعلم أن هناك الكثير ممن لا يتفق مع قراري بالسفر إلى السعودية، لكن آرائي حول حقوق الإنسان واضحة وثابتة”.
وشدد بايدن على أن “الحريات الأساسية دائماً ما تكون على جدول الأعمال عندما أسافر إلى الخارج، كما ستكون خلال هذه الرحلة”.
وقال: “سأكون أول رئيس يطير من إسرائيل إلى جدة وهو رمز صغير للعلاقات الناشئة والخطوات نحو التطبيع”.
وأشار إلى أنها “تعمل إدارتي على تعميقها وتوسيعها”.
فيما قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن أسئلة كثيرة تحول حول رحلته إلى السعودية الأسبوع المقبل.
وذكرت الصحيفة أن أحد الأسئلة التي تحوم حول رحلته وخاصة بمحطته في السعودية؛ هو التوقف عن بيع كل الأسلحة إلى المملكة.
وأشارت إلى أن ذلك هل يشمل إيقاف الحرب الطويلة والوحشية، وعدم تزويد التحالف الذي تقوده السعودية بالأسلحة الأمريكية.
فيما قال موقع هافنغتون بوست الأمريكية إن زيارة بايدن إلى السعودية تعد نصرا مؤزرا لها ولحاكمها الفعلي محمد بن سلمان.
وذكر الموقع في تقرير أن ذلك إزاء تهديداته بمحاسبتها قبل انتخابه على إثر جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده بإسطنبول.
وأوضح أن الزيارة ستعود بالقليل على أمريكا أو بايدن نفسه، بينما سيكون هناك فوائد جمة ستجنيها الرياض.
حرب اليمن زيارة بايدن
ونبه الموقع أن خطته ستعود على السعوديين بفوائد جمة، إلا أن الفرصة ضئيلة بأن تحقق الكثير للرئيس أو للولايات المتحدة.
وذكر أن نفوذ السعوديين محدود جدًا حين يتعلق الأمر بالقضية الكبرى التي تشغل الولايات المتحدة، ألا وهي التضخم.
ورجح ألا تنجح الزيارة بكبح اهتمام السعوديين بتنمية العلاقات الودية مع كل من روسيا والصين.
وذكر أن هذا هو الاهتمام الذي ما لبث يدق ناقوس الخطر بواشنطن.
وقال الموقع إن “زيارة بايدن محفوفة بالمخاطر وأشك في أنها ستؤتي أكلها”.
فيما قالت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية إن زيارة بايدن إلى السعودية باتت مثيرة للجدل داخل واشنطن.
وكشفت الصحيفة عن رد فعل عكسي محتمل قد يخاطر بتصعيده بعض الديمقراطيين.
وقالت إنه من غير الواضح إلى أي مدى سيكون بايدن على استعداد لتعزيز العلاقة الأمنية مع السعودية.
وأشارت إلى أنه و”حتى لو التقى الرجلين، فلن يكون الأمر مثل مفتاح تقلبه ويكون كل شيء على ما يرام”.
وأكدت الصحيفة أنه حتى الآن تشير الدلائل من الرياض وأبو ظبي أنهما ليسا مستعدين بعد لقطع العلاقات مع روسيا، رغم محاولات الغرب لعزلها.
وقالت صحيفة الغارديان البريطانية إن مجلس الشيوخ الأمريكي قلق من أن زيارة بايدن لن تخفض أسعار الغاز بشكل هادف.
وذكرت الصحيفة الشهيرة أن النواب الديمقراطيين أثاروا مخاوفهم من قرار بايدن بالسفر إلى السعودية، معترضين على سجل حقوق الإنسان في البلاد،
بايدن يهين ابن سلمان
ويقود الملك سلمان (86 عاما) المملكة منذ عام 2015 عقب وفاة شقيقه الملك عبدالله.
اقرأ أيضا/ فضيحة.. لماذا دخل الملك سلمان للمشفى أثناء زيارة جونسون للسعودية؟
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=48872
التعليقات مغلقة.