بغداد- خليج 24| كشف النقاب عن نية المملكة العربية السعودية منح مكافأة جديدة لدولة العراق على نجاحها في إقناع إيران بالجلوس معها.
وأعلنت وزارة الزراعة العراقية عن اتفاق وشيك مع السعودية يهدف إلى حل مشكلة شح المياه المخصصة للزراعة في البلاد.
ومن المقرر أن يزور وزير الزراعة محمد كريم الخفاجي السعودية قريبا لإبرام عقد تمويل لمشروع حل مشكلة شح مياه الري بالعراق.
ويقضي الاتفاق على دعم المملكة من خلال شركة خريف السعودية بمرشات لتوصيل 50 في المائة من حصة العراق المائية.
ووفق وكيل الوزارة مهدي الجبوري فإن العقد سيساعد في زيادة الإنتاجية بنحو 60%.
وهذه ليست المكافأة الأولى التي تمنحها الرياض إلى بغداد نظير نجاحها بإقناع طهران بعقد جلسات حوار سرية بالعاصمة العراقية.
وفي مايو الماضي، قرر عاهل السعودية الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود مكافأة دولة العراق على نجاحها في إقناع إيران على الجلوس مع المملكة.
وأعلنت الرياض حينها أنها ستقوم بإعادة تأهيل مستشفى تعرض الشهر الماضي، لحريق تسبب بمقتل وجرح عشرات الأشخاص.
وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) إن العاهل السعودي أصدرت توجيهات “بالتبرع لإعادة تهيئة مستشفى ابن الخطيب في العاصمة العراقية بغداد”.
ولفتت إلى أن الرياض ستستقبل أيضا “الحالات الحرجة لتقديم الرعاية الطبية لها في مشافي المملكة”.
وجاء القرار كمكافأة من الملك سلمان إلى العراق خاصة رئيس وزرائه مصطفى الكاظمي على نجاح جهوده الدبلوماسية مع إيران.
وتمكن الكاظمي من إقناع إيران بالجلوس مع السعودية بلقاءات استضافتها العاصمة بغداد.
وجاءت اللقاءات بعد سنوات من القطيعة التامة في العلاقات بين الرياض وإيران على خلفية توترات مختلفة.
وكان حريق اندلع في 24 أبريل الماضي في مستشفى ابن الخطيب المخصص لمصابي كورونا ببغداد أدى لمقتل أكثر من 80 شخصا.
ولقي الضحايا مصرعهم عندما كانوا يستخدمون أجهزة التنفس الاصطناعي حيث انفجرت اسطوانات أوكسجين متسببة بالحريق فتوفوا.
ودفعت هذه الحادثة وزير الصحة والبيئة حسن التميمي إلى تقديم استقالته.
فيما أوصى تقرير للجنة تحقيق حكومية بفرض عقوبات على مدير مستشفى ابن الخطيب ومعاونه الإداري.
إضافة إلى مسؤول الدفاع المدني وإعفاء مدير عام صحة الرصافة، الجانب الشرقي من بغداد حيث يقع المستشفى من مهامه.
وقبل أسبوع، أعلنت إيران عن استئناف حركة الصادرات إلى المملكة العربية السعودية.
وجاء الإعلان الإيراني على لسان المتحدث باسم الجمارك الذي أكد أنه تم استئناف الصادرات إلى السعودية بعد توقف دام سنوات.
وكان موقع “ميدل إيست مونيتور” البريطاني كشف عن الأسباب الكامنة التي دفعت الرياض إلى توجّيه أشرعتها نحو إيران.
وقال الموقع الشهير إن الرياض أدركت أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن سترفع مظلة الأمن الأمريكي عن الخليج.
وأكد أن السعودية تدرك أن بايدن سيتركهم مكشوفين أمام طهران، وأن إسرائيل غير مستعدة لخوض حروبهم نيابة عنهم.
وقالت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية إن التقارب بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية في إيران بات بلا أي تقدم واضح.
وذكرت المجلة الشهيرة أنه يبدو أن طهران قد انتصرت في الحرب غير التقليدية التي تخوضها في الشرق الأوسط.
وأكدت أنه ليس لدى قادة السعودية في الوقت الحالي سوى الاعتراف بانتصارات إيران.
وقال المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS) إن برنامج الصواريخ الذي تمتلكه السعودية ضعيف جدًا ولا يقارن بمستوى برنامج الصواريخ الإيراني المتقدم.
وذكر المعهد الشهير أنه يوجد لدى الرياض حوالي 50 صاروخ من طراز DF-3 الصيني.
وأشار إلى أن هناك احتمال بتدهور نظام برنامج الصواريخ بشكل عام، لأن السعودية لم تختبر مطلقًا إطلاق صاروخ أو تقم بتطويره.
بدورها قالت مجلة “ناشونال إنترست” للشئون الخارجية إن السعودية تطرق أبواب أمريكا والصين من أجل الحصول على الصواريخ الباليستية.
وأكدت المجلة أن المملكة تشعر أنها منخرطة في صراع ملحمي مع إيران من أجل الهيمنة على الشرق الأوسط.
وأشارت إلى أن السعودية لذلك وجهت سياستها الخارجية لمواجهة التهديدات الإيرانية.
وقالت وكالة “رويترز” للأنباء إن سحب القوات الأمريكية لمنظومة الباتريوت من السعودية، باتت يساعد إيران في محاصرة ولي عهدها محمد بن سلمان وتهديده.
وأوضحت في تقرير لها إن طهران لديها طائرات بدون طيار يصل مداها إلى 7000 KM.
ونقلت عن محللين عسكريين قولهم إن هذه القدرات تعني السيطرة على مياه الخليج ومضيق هرمز وتهديد إمدادات النفط السعودية.
وتتوالى تصريحات كبار المسؤولين في جماعة الحوثي والتي تشير إلى فشل الجهود الأمريكية والأممية والعمانية في الوساطة مع الرياض لوقف الحرب في اليمن.
الأكثر أهمية أن هذه التطورات تأتي في الوقت الذي بدأت فيه وزارة الدفاع الأمريكية سحب أنظمة الدفاع الجوي من الرياض .
وهذا ما يضع السعودية في موقف صعب، خاصة مع تصعيد عسكري بدأه الحوثيون اليوم بعد هجمات متقطعة خلال الفترة الماضية.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=33863
التعليقات مغلقة.