الرياض- خليج 24| أعلنت وزارة الدفاع السعودية اليوم الأربعاء انطلاق مناورات “عين الصقر” العسكرية بين القوات الجوية الملكية السعودية والقوات الجوية اليونانية.
ويأتي انطلاق المناورات السعودية –اليونانية رغم إعراب تركيا عن استيائها من هذه المناورات.
وذكرت وزارة الدفاع السعودية في بيان إن “المناورات بدأت بعدة طلعات جوية مشتركة”.
وأوضحت أن هذه الطلعات كانت من طائرات القوات الجوية الملكية السعودية “F-15C” وطائرات القوات الجوية اليونانية “F-16”.
إضافة إلى طائرات “ميراج-2000” و “فانتوم F-4”.
وبينت الدفاع السعودية أن هذه الطائرات انطلقت من قاعدة “سودا” اليونان وحلقت في سماء البحر الأبيض المتوسط.
ولفتت إلى أن المناورات تمحورت حول تنفيذ العديد من الطلعات الجوية التدريبية.
وتشتمل على عمليات مضادة بنوعيها الهجومية منها والدفاعية وعمليات الإسناد الجوي.
وبحسب قائد مجموعة القوات الجوية الملكية السعودية المشاركة في المناورات العقيد الطيار الركن عبد الرحمن بن سعيد الشهري “فهذه المشاركة تعــد الأولى للقوات الجوية في هذا التمرين”.
وقال إنه “سبق بداية التمرين عدة اجتماعات تنسيقية مع القوات الجوية اليونانية”.
وتمحورت-بحسب الشهري- حول آلية العمل ونوعية الطلعات والطائرات المشاركة وأعدادها.
وأضاف “بناء على ذلك وُضع برنامج كامل يشمل جميع الطلعات الجوية”.
وتابع الشهري “هذا التمرين يعد استثنائياً والأول من نوعه مع القوات الجوية اليونانية”.
وذكر أنه “لصقل وتطوير مهارات الأطقم الجوية والفنية والمساندة ودعم جاهزيتها لتبادل الخبرات في جميع المجالات المتاحة”.
وأمس، كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن أن السعودية تواصلت مع أنقرة بغية شراء طائرات دون طيار من تركيا .
جاء تصريح اردوغان في وقت تواصل فيه الرياض استفزاز تركيا رغم الرسائل الإيجابية الأخيرة من جانب أنقرة.
وقبل أيام ، علق وزير دفاع تركيا خلوصي أكار على مناورات “عين الصقر” العسكرية بين كل من اليونان والمملكة العربية السعودية.
وقال أكار في تصريحات نقلتها قناة “تي آر تي” التركية تعليقا على مناورات “عين الصقر” إنها “لا تعني شيئا أمام قدرات تركيا العسكرية”.
وأضاف “عليهم أن يعلموا ويروا أنهم لا يمكنهم تحقيق شيء بهذا ولا قيمة عسكرية لهذا (المناورات) أمام تركيا قواتها المسلحة”.
وأردف أكار “نحن كالعادة نحترم القوانين الدولية والحوار.
لكن مع الأسف لا تزال اليونان تتصرف بأسلوب التهديد بما يتنافى مع حسن الجوار ويزيد التوتر ويعرقل تأسيس علاقات جوار حسنة، بحسب أكار.
وأكد على رفضه “محاولات تصوير الموضوع بين تركيا واليونان على أنه خلاف بين تركيا والاتحاد الأوروبي أو تركيا والولايات المتحدة”.
وشدد وزير الدفاع التركي على أنهم “لن يصلوا إلى نتيجة من ذلك”.
وكانت تركيا أعربت عن استيائها من التمرين مع الدولة التي تشهد علاقاتهما حالة من التوتر المتصاعد مؤخرا.
وتصاعد التوتر بين تركيا واليونان على خلفية أنشطة أنقرة للتنقيب عن الطاقة في البحر المتوسط.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن عن أن أنقرة ستبحث مع السلطات السعودية قرارها بشأن إجراء مناورات عسكرية مع اليونان.
فيما أكد، وزير خارجية تركيا مولود تشاووش أوغلو أمس أن بلاده مستعدة لتحسين العلاقات مع السعودية والإمارات.
وذكر أوغلو أن الرياض جعلت من قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي، “مسألة ثنائية”.
وأوضح أن بلاده لم تتهم القيادة السعودية بالوقوف خلف هذه الجريمة من قبل.
ولم تقتصر الرسائل الإيجابية من تركيا تجاه السعودية على تصريحات أوغلو.
واستنكرت تركيا بشدة الأسبوع الماضي الهجمات المسلحة الأخيرة التي شنها مسلحو جماعة الحوثي على المملكة.
وأعربت تركيا عن قلقها العميق إزاء الهجمات التي استهدفت السعودية “الشقيقة”.
ودعت الخارجية التركية في بيان لها مسلحي جماعة الحوثي في اليمن إلى وقف فوري للعمليات في عمق المملكة.
وقالت “نشعر بقلق عميق من الهجمات الأخيرة على أراضي السعودية بما في ذلك الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية على ميناء رأس تنورة ومنشآت أرامكو”.
وأضافت “ندعو إلى الوقف الفوري لتلك الهجمات. وفي هذا الصدد نعرب عن أطيب التمنيات للسعودية الشقيقة وشعبها”.
وتأتي إدانة تركيا في الوقت الذي تشهد فيه علاقاتها مع السعودية توترا ملموسا على خلفية عدة قضايا.
واعترفت المملكة الأسبوع الماضي بقيام مسلحي جماعة الحوثي في اليمن ب”محاولة” استهداف ميناء رأس تنورة في الشرقية ومرافق تابعة لشركة أرامكو بالظهران شرق المملكة.
واعتبرت وزارة الطاقة السعودية في بيان لها أن “مثل هذه الاعتداءات التخريبية تستهدف إمدادات البترول للعالم، وليس المملكة فحسب”.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع بالمملكة تركي المالكي إنه “تم تدمير وإسقاط الطائرة بدون طيار المهاجمة والقادمة من جهة البحر قبل الوصول لهدفها”.
وأضاف “كما تم اعتراض وتدمير الصاروخ الباليستي الذي أطلق لاستهداف مرافق أرامكو بالظهران”.
وذكر أن اعتراض الصاروخ وتدميره تسبب في سقوط الشظايا بالقرب من الأعيان المدنية والمدنيين.
وقال مصدر مسؤول في وزارة الطاقة، لوكالة الأنباء السعودية إن “إحدى ساحات الخزانات البترولية في ميناء رأس تنورة تعرضت لهجوم بطائرة مسيرة قادمة من جهة البحر”.
ويعد الميناء الواقع في المنطقة الشرقية من أكبر موانئ شحن البترول في العالم.
وشدد المصدر على أنه لم ينتج عن محاولة استهداف الميناء، أي إصابات أو خسائر في الأرواح أو الممتلكات.
غير أنه كشف عن “محاولة أخرى للاعتداء على مرافق شركة أرامكو السعودية” وهو ما رفضته تركيا .
وقال “سقطت مساء الأحد شظايا صاروخٍ باليستي بالقرب من الحي السكني التابع لشركة أرامكو في مدينة الظهران”.
وبين أن هذا الحي يسكنه الآلاف من موظفي الشركة وعائلاتهم، من جنسياتٍ مختلفة.
ولفت المصدر إلى أنه “لم ينجم عن هذا الاعتداء أي إصابات أو خسائر في الأرواح أو المُمتلكات”.
وبناء عليه، دعت وزارة الطاقة في المملكة دول العالم ومنظماته “للوقوف ضد هذه الأعمال”.
واعتبرت أنها “موجهة ضد الأعيان المدنية والمنشآت الحيوية، والتي تستهدف أمن واستقرار إمدادات الطاقة في العالم”.
ونبهت إلى تأثير هذه الأعمال على أمن الصادرات البترولية، وحرية التجارة العالمية، وحركة الملاحة البحرية.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=14803
التعليقات مغلقة.