مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، يبدو أن السباق بين كامالا هاريس ودونالد ترامب قد وصل إلى نقطة حرجة، ففي الأسابيع الأخيرة، استخدم كلا المرشحين أساليب متطرفة لجذب الناخبين، مما أظهر الفجوة السياسية العميقة بينهما.
وفي محاولة للحصول على ميزة في الأسابيع الأخيرة من الحملة، قامت هاريس بالإعلان عن خططها للقيام بجولات انتخابية مع عائلة أوباما، بينما كثف ترامب من خطابه العدائي، حيث وصف معارضيه بأنهم “العدو الداخلي”.
هذه اللغة القطبية تُظهر كيف أن كلا المرشحين يسعيان إلى تحفيز قاعدتهما الانتخابية، ولكن بأساليب مختلفة تمامًا.
وفي خلال الأسبوع الماضي، استخدم ترامب لغة مثيرة للجدل، حيث تحدث عن نشر القوات العسكرية ضد معارضيه، مما أثار ردود فعل قوية من هاريس، التي وصفت ترامب بأنه “فاشي”.
هذا التحول في الخطاب يُظهر كيف أن الانتخابات قد أصبحت أكثر استقطابًا، حيث يتزايد الانقسام بين الحزبين.
وتشير أحدث استطلاعات الرأي إلى أن السباق الانتخابي متقارب جدًا، حيث أظهرت الأرقام أن هاريس تتقدم بفارق نقطتين فقط على ترامب على مستوى البلاد، ومع ذلك، فإن الأرقام في الولايات المتأرجحة مثل بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن تظهر تنافسًا شديدًا، حيث تتقارب الأرقام إلى حد كبير ضمن هوامش الخطأ.
في هذه الولايات، تظل النتائج غير واضحة، مما يزيد من حدة التوتر في الحملة الانتخابية، ففي ولاية ميشيغان، على سبيل المثال، يتساوى المرشحان تقريبًا، مما يُعكس أهمية كل صوت في هذه المرحلة الحاسمة.
وفي محاولة لتعزيز حملتها، أعلنت هاريس عن دعم باراك وميشيل أوباما، حيث سيشاركون في جولات انتخابية معها، حيث يعتبر هذا الظهور فرصة كبيرة لها، خاصة بعد الخطاب المميز لميشيل أوباما خلال المؤتمر الوطني الديمقراطي في أغسطس، الذي انتقد ترامب بشدة.
هذا الدعم يعكس أيضًا استراتيجية هاريس للاعتماد على الرموز الديمقراطية القوية لتعزيز شعبيتها وجذب الناخبين الذين قد يكونون غير متأكدين من موقفهم.
ردود الفعل على خطاب ترامب
في سياق مماثل، استخدم ترامب خطابًا تصعيديًا خلال تجمعاته، حيث وصف خصومه بأنهم “أعداء الداخل”، هذا النوع من الخطاب يهدف إلى تحفيز قاعدته الانتخابية، ولكنه أيضًا يثير القلق بشأن إمكانية تصعيد العنف يوم الانتخابات.
في تجمع له في كوتشيلا بكاليفورنيا، أشار ترامب إلى أن هناك حاجة لاستخدام القوات المسلحة ضد من يسميهم “مثيري الشغب”، وهذا التصريح أثار ردود فعل متباينة، حيث اعتبره البعض تحريضًا على العنف.
وعلى الرغم من العداء الواضح بين المرشحين، فإن الحملتين تتبعان استراتيجيات متباينة، بينما تحاول هاريس تسليط الضوء على ما تعتبره عدم استقرار ترامب وافتقاره للأهلية، فإن ترامب يستمر في تقديم نفسه كمرشح قوي ومؤثر، حتى في وجه الانتقادات.
هذا التناقض في الأساليب يعكس كيف أن كل مرشح يسعى إلى جذب الناخبين من خلال استراتيجيات مختلفة، لكن النتيجة لا تزال غير مؤكدة.
ومع بقاء أقل من ثلاثة أسابيع على الانتخابات، يواجه كلا المرشحين تحديات كبيرة، تحتاج هاريس إلى تعزيز دعمها في الولايات المتأرجحة، بينما يجب على ترامب الاستمرار في تحفيز قاعدته الانتخابية.
ومن الواضح أن السباق نحو البيت الأبيض هذا العام سيكون صعبًا ومليئًا بالتحديات، ومع تصاعد الخطاب القطبي، يتعين على الناخبين أن يختاروا بين رؤيتين متناقضتين لمستقبل أمريكا.
ويبدو أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024 ستكون واحدة من أكثر الانتخابات استقطابًا في التاريخ الحديث، مع استخدام كل من هاريس وترامب لأساليب متطرفة لجذب الدعم، فإن النتائج لا تزال غير مؤكدة، مما يترك الناخبين في حالة من التوتر والترقب، ففي النهاية، سيتعين على الناخبين اتخاذ قرارهم بناءً على القيم والرؤى التي يعتقدون أنها ستشكل مستقبل البلاد.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=68468