وجه المعارض البحريني المقيم في المنفى عباس المرشد انتقادات لنظام بلاده الحاكم على خلفية التمسك بالتطبيع والتحالف مع إسرائيل رغم المجازر بحق الفلسطينيين.
وقال المرشد في مقال له تابعها “خليج 24” إنه على خطى الامارات ودعوتها لتصفية المقاومة في فلسطين، جاء دور عائلة الحكم في البحرين لتقدم قرابينها للكيان المؤقت عبر تصريح وزير المالية الذي دعا فيه الى مواصلة العلاقات الاقتصادية بين حكومة عائلته وحكومة الإبادة في تل أبيب.
وذكر أن تصريح وزير المالية البحريني واجهه كثير من السياسيين بالغضب تارة، والضحك تارة اخرى.
غضب لوصول عائلة الحكم في البحرين الى ذاك المستوى من التعالي على مطالب الناس، وغضب على عدم حياءه من تفريغ كراهيته لقضية فلسطين وشعبها.
أما السخرية والاستهزاء فهي قائمة على توقيت التصريح ونوعه، فوزير المالية لا يبدو انه يعرف ما الذي تعنيه الحرب وما الذي حققه طوفان الاقصى الذي انسى الغرب وإسرائيل كل اقنتعهم وأظهروا وحشيتهم.
والوزير البحريني هنا في هذا المشهد الساخر يبدو سخيفا وكأنه يقدم التبريكات في مجلس عزاء.
فمن ذا الذي سيهتم بعلاقات حكومته الاقتصادية وهي بالمناسبة لا تتجاوز نصف مليار دولار اي قيمة دبابتين ميركافا تطالها صواريخ المقاومة في الشمال بشكل يومي وتصهرها بمن فيها.
تصريح وزير المالية يظهر ايضا مقدار العزلة السياسية التي تعيشها عائلة الحكم في البحرين فهي معزولة عن هموم وتوجهات شعبها ومختلفة معه في يقظة الضمير المجمد عندها، ومعزولة سياسيا في الإقليم والعالم العربي، بل أصبحت عائلة منبوذة من الجوار سوى من الإمارات.
سبق التصريح المشين زيارة عميد عائلة الحكم حمد بن عيسى الى دبي في سابع زيارة خلال اقل من تسعة أشهر وكأن ثمن الزيارة ودور الكومبارس قد وضع في تلك الزيارة.
أي تكن خليفات تصريحات وزير المالية فثمة ما هو أهم هنا، فهو يريد إيصال رسالة داخلية للجماهير المنتفضة ضد اتفاقيات التطبيع وهي ان عائلته ماضية بكل عنجهيتها في هذا الطريق وانهم مستعدون لمواجهة الشعب وملاحقته، ورسالة لحلفاء الكيان مضمونها ان عائلته تتلهف لأن تكون عضوا ولو عضوا بائسا ضمن ما أطلق عليه الرئيس الفرنسي بالتحالف العالمي لمواجهة حماس.
والظاهر هنا، ان كلا الرسالتين لن تصلا ولن يستلمهما أحد.
فلا الشعب سيرضى باتفاقيات التطبيع ولا دول الحلفاء ستقبل عائلة الحكم في حلفها الشرير حتى وإن أبدى وزير المالية خصال الشر والحماقة كشروط أساسية للانضمام في ذاك الحلف المزعوم.
كان بإمكان عائلة الحكم ان تلتزم الصمت او الحياد في قضية فلسطين وأن لا تورط نفسها في قضايا أكبر من حجمها او مكانتها السياسية المتواضعة، لكنها فضلت الانتقال من خانة الغباء الى خانة الخيانة.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=65897