مطالبات بتدخل أممي للضغط على الإمارات للإفراج عن معتقلي الرأي

 

أبو ظبي – خليج 24| دعا مركز مناصرة معتقلي الإمارات المفوضية السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة لتدخل فوري ضاغط على الإمارات لإطلاق سراح معتقلي الرأي ممن انتهت محكومياتهم فورًا ودون شروط.

وطالب المركز في بيان المفوضية السامية وآليات الأمم المتحدة ممثلة بالمقررين الخاصين وأفرقتها المعنية، بضرورة مخاطبة السلطات في أبوظبي.

وقالت إنه يتوجب حثها على الوقف الفوري عن احتجاز معتقلي الرأي لأجل غير مسمى، والضغط عليها بكل السبل للإفراج عمن أنهى محكوميته.

وناشدت السلطات الإماراتية بالإفراج غير المشروط عن معتقلي الرأي ووقف استغلال الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب لسجنهم لأجلٍ غير مسمى.

وقال المركز إنه قلق للغاية إزاء مواصلة أبو ظبي احتجاز 8 من معتقلي الرأي رغم انتهاء الأحكام القضائية ضدهم، وإنهائهم كامل العقوبة المفروضة عليهم.

وأشار إلى أن ذلك يستوجب الإفراج عنهم فوراً دون تأخير.

وبحسب المركز، انتهت محكومياتهم 8 من معتقلي الرأي منذ أيام.

المنتهية محكومياتهم

لكن سلطات الإمارات تماطل وتواصل احتجازهم بشكل تعسفي دون سند قانوني واضح.

والمعتقلون الثمانية هم: “أحمد غيث السويدي، والقاضي أحمد الزعابي (انتهت محكوميته في 26 مارس).

وأيضًا محمد عبدالرزاق الصديق، حسين الجابري، حسن الجابري، إبراهيم المرزوقي.

وكذلك علي الحمادي، شاهين الحوسني (انتهت محكومياتهم في 9 أبريل).

اعتقال لأجل غير مسمى

ويبلغ بذلك عدد معتقلي الرأي بسجون أبوظبي رغم انتهاء الأحكام القضائية ضدهم إلى 17 معتقلا.

وبحسب المركز، 9 منهم محتجزون منذ سنوات بذريعة إخضاعهم لـ”برامج المناصحة”.

وقرر رئيس الإمارات خليفة بن زايد آل نهيان إطلاق سراح 540 نزيلا من المنشآت الإصلاحية والعقابية بمناسبة حلول شهر رمضان، دون أن يشمل معتقلي الرأي.

وقالت صحيفة “الإمارات اليوم” الحكومية إن الخطوة بـ”إطار المبادرات الإنسانية لأبوظبي المستندة لقيم العفو والتسامح”.

وأشارت إلى أنها تعطي نزلاء المنشآت الإصلاحية والعقابية فرصة التغيير نحو الأفضل وبدء المشاركة الإيجابية بالحياة، بالشكل الذي ينعكس على أسرهم ومجتمعهم.

لكن لم تأت وسائل الإعلام الإماراتية بالحديث عن السجناء السياسيين وخاصة الإسلاميين.

عفو رمضان في الإمارات

ويعفو رئيس الإمارات في كل عام عن نزلاء في المنشآت الإصلاحية والعقابية بمناسبة شهر رمضان المبارك.

ونشر مركز مناصرة معتقلي الإمارات قصصًا مؤثرة لزوجات وبنات وأمهات معتقلي الرأي بالإمارات، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة.

وقال المركز في بيان إن عشرات الإماراتيات عشن ظروفًا عصيبة عقب اعتقال السلطات لمعيل الأسرة أو أحد أفرادها.

وأشار إلى أن ذلك لم يقف عائقًا أمام تسجيلهن مواقف عظيمة في الشجاعة والتضحية.

كم سيدة في سجون الإمارات

وسرد المركز قصة والدة المعتقل محمد الركن، فالمرأة (75عامًا) لم تمنعها مسافة 3 ساعات وحرارة الصيف والتعب من زيارة ابنها بسجن الرزين.

وقال إن والدة الركن جازفت في 7 يوليو 2013 بطريق مليء بشاحنات وإبل لزيارة سجن الرزين لرؤية ابنها، وبعد وصولها انتظرت نصف ساعة.

محمد الركن ويكبيديا

وذكر المركز أنها انتظرت الإذن للدخول الغرفة الثانية، وعادة يذهب لها بسيارة مغطاة من أعلى فقط بسبب حرارة الصيف.

لكنها رغم ذلك رفضت ركوبها وذهبت سيرًا على الأقدام تحت أشعة الشمس الحارقة، وجلست تنتظر قرابة 30 دقيقة.

وبين أنها الزيارة الأولى لوالدة الركن لابنها المعتقل، لتصدم عند دخولها بوجود حاجز زجاجي بينهما فرفضت التقدم وطالبت بزيارته مباشرة.

انتهاكات سجون الإمارات

لكن إدارة السجن رفضت طلب السيدة المتحرقة شوقًا لرؤية نجلها، فما كان منها إلا أن رفضت الخضوع للإذلال المتعمد ضد أهالي المعتقلين.

وقال المركز إنها خرجت دون الحديث مع ابنها، لتعود سيرًا للغرفة الأولى رافضة الركوب بمركبة إدارة السجن المغطاة من أعلى.

وأضاف: “بالتأكيد أنها احترقت من الداخل، فهي قطعت مسافة طويلة وتحملت لساعات لتتلمس ابنها وتعانقه، لكنها لم تستطع تحمّل الإذلال”.

من هو عبدالسلام درويش المرزوقي

وتابع المركز: “لم تتقبل فكرة مشاهدة ابنها من خلف الزجاج دون لمسه، فأخذت موقفاً شجاعاً بالاعتراض، غير آبهة بتهديدات إدارة السجن”.

وسلط الضوء على قصة عواطف زوجة معتقل الرأي عبدالسلام درويش المرزوقي التي تبرهن على عظمة المرأة الإماراتية وإخلاصها.

وقال المركز إنها لا تمنعها الظروف مهما كانت صعوبتها من توفير حياة كريمة لأولادها.

كم سجن في الإمارات

وبين أن عواطف بداية اعتقال زوجها تعيش في الإمارات، وتقطع 3 ساعات لزيارته بالسجن.

وتصطحب أولادها الصغار ممن يعانون اضطرابات التوحد وتشنجات عصبية معها.

وأوضح أن ذلك لرسم البسمة على وجوههم.

ورغم إلغاء أبوظبي للزيارة عقب وصولهم للسجن وقطع مسافات طويلة، لكنها تصر على رؤية زوجها دائمًا.

ولفت المركز، إلى تدهور صحة أولادها في 2016، فاضطرت للسفر لأمريكا لعلاجهم، لكن بعد أشهر قليلة فوجئت بقرار أبوظبي إسقاط جنسية أبنائها.

وذكر أنه جرى إيقاف تمويل علاجهم وإيقاف راتب زوجها التقاعدي بهدف إجبارها على العودة، لكنها رفضت الابتزاز، وأكملت علاج أولادها.

واجتهدت عواطف -وفق المركز- بتوفير حياة كريمة لهم رغم قسوة الغربة وغياب الأب، لتؤكد مجددًا صلابة وقوة المرأة الإماراتية وتضحيتها.

من هي آلاء الصديق

وسرد رحلة الراحلة آلاء الصديق، ابنة معتقل الرأي محمد الصديق كنموذج آخر للقوة والصلابة، رغم صغر سنها.

وذكر أنها اختارت طريقاً صعباً محفوفاً بالمخاطر للدفاع عن والدها.

وتحملت المنفى مرتين الأولى عندما اضطرت لمغادرة بلادها إلى قطر بسبب تهديد السلطات.

بينما كانت الثانية وقت سفرها من الدوحة إلى لندن، لمواصلة الدفاع عن أبيها وعن حقوق الإماراتيين.

وقال المركز: “في المملكة المتحدة، رسمت آلاء صورة ناصعة عن المرأة الإماراتية المجتهدة والذكية، وأصبحت مديرة لمنظمة القسط لحقوق الإنسان”.

وأضاف: ” ثم باتت نموذجاً ملهماً لألاف الشباب العرب، بعد خطفها الموت فجأة، لتغدو إحدى أيقونات الدفاع عن حقوق الإنسان في العالم”.

حقوق الإنسان في الإمارات

وأكد أن قصص آلاء ووالدة الركن والسيدة عواطف، ليست سوى أمثلة بسيطة على تضحية المرأة الإماراتية، وقدرتها على تجاوز أصعب الظروف.

وبين المركز أن نموذج والدة الركن نرى الأم الإماراتية صاحبة القلب المرهف الملهوف على غياب ابنها، وعواطف نرى صبرها وتحملها أعباء الحياة.

وقال إنه نرى في آلاء الشجاعة والحضور المميز، فتحية للمرأة الإماراتية في هذا اليوم وفي كل يوم.

 

إقرأ أيضا| قصص مؤثرة لزوجات وبنات وأمهات معتقلي الرأي في الإمارات

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.