أبو ظبي- خليج 24| كشفت مصادر مطلعة في دولة الإمارات العربية المتحدة ل”خليج 24″ فحوى ما جرى في الاتصال الهاتفي بين الرئيس الأمريكي جو بايدن وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد.
وأكدت المصادر أن بايدن أبلغ ابن زايد برسائل حازمة تجاه تدخلات الإمارات السلبية في عديد الملفات في المنطقة.
وأشارت إلى أنه جرى بحث الأوضاع في كل من ليبيا وإقليم تيغراي في إثيوبيا واليمن كذلك، وملفات أخرى.
وطلب بايدن من ابن زايد سحب المرتزقة والتوقف عن محاولة تخريب الجهود الدولية لإنجاز الحل السياسي في ليبيا.
وشدد على ضرورة أن يكون موقف أبو ظبي من التطورات في ليبيا إيجابيا، متوعدا إياها حال التخريب.
وأكد أن الولايات المتحدة لن تقبل بتخريب ما تم التوصل إليه من اتفاق بين الفرقاء في ليبيا.
وحول الأزمة في تيغراي، طلب بايدن من ابن زايد وقف تدخلات الإمارات السلبية هناك.
وشدد على ضرورة التوقف عن تقديم الدعم المالي والسلاح إلى القوات التي ترتكب جرائم حرب واغتصاب هناك.
ومؤخرا، وضعت الولايات المتحدة دولة الإمارات في ورطة كبيرة بعد تكذيب خبر انسحاب قوات تدعمها الإمارات من تيغراي مؤكدة ذعرها من عمليات الاغتصاب والعنف الجنسي التي ارتكبتها.
جاء ذلك في بيان للسفيرة الأميركية في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد عقب اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي حول إقليم تيغراي.
وقالت غرينفيلد إنّ على “الحكومة الإريترية أن تسحب قوّاتها من إثيوبيا فورًا”.
وأكدت “نحن مذعورون من المعلومات التي تتحدث عن عمليات اغتصاب وسواها من أشكال العنف الجنسي”.
وكانت الأمم المتحدة نبّهت مجلس الأمن إلى أنّ الجيش الإريتري المدعوم من الإمارات لم يُغادر إقليم تيغراي.
وهذا التأكيد الأمريكي والأممي خلاف لما كان قد أعلِن في مارس المنصرم.
وكذبت الأمم المتحدة مزاعم انسحاب جنود تدعمهم الإمارات العربية المتحدة من إقليم تيغراي في إثيوبيا.
وأكد مساعد أمين عام الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك أمام مجلس تفاقم الأزمة الإنسانية في إقليم تيغراي مع تسجيل أولى الوفيات بسبب الجوع.
وأوضح خلال الاجتماع المغلق لمجلس الأن أنّ “لا دليل” ميدانيا يؤكد انسحاب القوات العسكرية الإريترية”.
وشدد على أن هذه القوات “متهمة بارتكاب انتهاكات من المنطقة”.
ويوم أمس، أكدت منظمة العفو الدولية قيام جنود إريتريين بقتل ثلاثة أشخاص وجرح 19 آخرين.
وكان ذلك بعدما فتحوا النار على مدنيين عزل، في مدينة عدوة بإقليم تيغراي شمال إثيوبيا.
ودعت منظمة العفو بفتح تحقيق دولي حول واقعة إطلاق النار هذه وحول الانتهاكات لحقوق الإنسان عموما.
بما في ذلك حول احتمال وقوع جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية قد تكون ارتكبت بعد اندلاع النزاع في تيغراي.
وقبل أسبوعين، نشرت شبكة “سي ان ان” مقطع فيديو مروع يظهر القوات الإثيوبية التي تدعمها الإمارات.
وتضمن الفيديو ارتكبا القوات مذبحة بحق مدنيين في ماهيبري ديغو، وهي منطقة جبلية بوسط تيغراي في إثيوبيا.
ويقدم الفيديو الصادم الذي أكد صحته خبراء من فريق التحقق الرقمي التابع لمنظمة العفو الدولية دليلا على ارتكاب مذبحة قد ترقى لمستوى جرائم الحرب.
ولفتت الشبكة إلى أنه إحدى الشهادات من تيغراي أنه “تم حشو مناطق حميمة لنساء بالحجارة والبلاستيك”.
وأكدت أن بدأت “تظهر المزيد من الأدلة على استخدام العنف الجنسي كسلاح حرب متعمد في منطقة تيغراي الشمالية بإثيوبيا”.
ولفتت “سي أن أن” إلى بحسب سجلات طبية وشهادات ناجين فإن النساء يتعرض للاغتصاب الجماعي والتخدير والاحتجاز كرهائن.
وكشفت إحدى الشهادات وفقا لمقطع فيديو صور شهادة أحد الأطباء الذين عالجوا الضحايا أنه تم “حشو مناطق حساسة لنساء بالحجارة والبلاستيك”.
وأكد تسعة أطباء في إثيوبيا وواحد في مخيم للاجئين السودانيين أنهم شهدوا زيادة مقلقة في حالات الاعتداء الجنسي والاغتصاب.
وذلك منذ أن أطلق رئيس الوزراء، أبي أحمد عملية عسكرية ضد القادة في تيغراي، وأرسل قوات وطنية ومقاتلين من منطقة الأمهرة في البلاد.
وتدعم الإمارات الحكومة الإثيوبية بمواجهة جبهة تحرير شعب تيغراي “الانفصالية”، وفق توصيف الحكومة بأديس أبابا.
وتقول الإمارات إن موقفها يأتي من منطلق “الحرص على أمن واستقرار إثيوبيا “.
وتبذل أبو ظبي منذ وصول آبي أحمد إلى السلطة في إثيوبيا في 27 مارس 2018، جهودا كبيرة للمحافظة على نفوذها السياسي.
وسعت إلى تعزيز السلطة الفيدرالية على حساب جبهة تيغراي المعروفة بعلاقاتها الوثيقة مع الصين وجذورها الماركسية.
وعززت الإمارات من دورها في الصراع الإثيوبي إلى جانب الحكومة في أديس أبابا.
وكان ذلك بدعم مباشر أو عبر إريتريا التي فتحت أراضيها لإقامة قواعد إماراتية، واستثمارات ضخمة بموانئها.
كما شملت توظيف جغرافية البلد لصالح امتداد النفوذ الإقليمي للإمارات بالقرن الافريقي، وتقديم الدعم اللوجستي عبر البحر الأحمر للقوات الحليفة لها في اليمن.
جبهة تحرير شعب تيغراي اتهمت الإمارات بقصف قواتها بطائرات مسيرة انطلاقا من قواعد لها في إريتريا.
وقالت إن ذلك دفعها للرد على قواعد ومعسكرات تابعة للحكومة الإريترية بصواريخ متوسطة المدى.
يذكر أن الإمارات دأبت على توسيع دورها في القرن الأفريقي؛ وتوسع مع قوى خليجية أخرى علاقاتها في المنطقة.
وكثفت حضورها مؤخرًا بمناطق مطلة على البحر الأحمر وخليج عدن بنشاط عسكري واقتصادي بتلك المنطقة الحيوية.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=19378
التعليقات مغلقة.