مشروع إماراتي أمريكي بقيمة 25 مليار دولار لدعم الذكاء الاصطناعي

أعلن مستثمر سيادي من أبوظبي عن تأسيس شراكة استثمارية بقيمة 25 مليار دولار في الولايات المتحدة، تهدف إلى تمويل مشاريع لتوليد الطاقة لمراكز البيانات ومشروعات الذكاء الاصطناعي، وذلك بعد وقت قصير من استضافة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لواحد من كبار أعضاء العائلة الحاكمة في الإمارة.

وقالت شركة «إيه دي كيو» (ADQ)، صندوق الثروة السيادي التابع للعاصمة الإماراتية، إنها أبرمت هذه الشراكة مع شركة الاستثمار «إنرجي كابيتال بارتنرز» (Energy Capital Partners)، حيث سيستثمر الطرفان في المرحلة الأولى مبلغًا إجماليًا قدره 5 مليارات دولار.

ووفقًا للبيان، تخطط الشراكة في نهاية المطاف لاستثمار أكثر من 25 مليار دولار، معظمها في أصول داخل الولايات المتحدة.

وجاء الإعلان عن الصفقة بعد لقاء جمع الرئيس ترامب بالشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن القومي لدولة الإمارات وشقيق رئيس الدولة، في البيت الأبيض. ويرأس الشيخ طحنون صندوق «إيه دي كيو»، الذي تبلغ قيمة أصوله 249 مليار دولار.

وتُعد الطاقة والتكنولوجيا نقطة التقاء جديدة في العلاقات بين الإمارات العربية المتحدة الغنية بالنفط والولايات المتحدة، إلى جانب مجالات التعاون التقليدية مثل الدفاع والأمن. وتسعى الولايات المتحدة إلى جذب استثمارات لتعزيز قيادتها في قطاع الذكاء الاصطناعي، في الوقت الذي تحاول فيه الإمارات تعزيز وصولها إلى الرقائق الدقيقة المتقدمة والمهارات التقنية من الشركات الأمريكية.

وأوضح أشخاص مطلعون على خطط الشيخ طحنون قبل زيارته للولايات المتحدة أنه كان يهدف إلى تسهيل وصول الإمارات إلى الرقائق الدقيقة، وتسليط الضوء على خطط بلاده للاستثمار في البنية التحتية التكنولوجية داخل الولايات المتحدة.

وتعمل الإمارات على أن تصبح قوة إقليمية في مجال الذكاء الاصطناعي، وتسعى لشراء أحدث الرقائق من شركات مثل «إنفيديا». إلا أن طموحات أبوظبي قُيدت بفعل القيود التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن على تصدير الرقائق المتقدمة.

وتركز شركة «إنرجي كابيتال بارتنرز» على الاستثمار في البنية التحتية للكهرباء والاستدامة، ولديها استثمارات كبيرة في الولايات المتحدة.

وكانت قد استحوذت عليها مجموعة «بريدجبوينت» البريطانية المدرجة في بورصة لندن عام 2024، لتأسيس شركة استثمارية بإجمالي أصول مُدارة تصل إلى 73 مليار دولار تشمل الأسهم الخاصة والائتمان والبنية التحتية.

قال حمد الحمادي، نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة «إيه دي كيو»، في مقابلة: «هذه مجرد بداية». وأضاف: «لا توجد لدينا مشكلة في زيادة رأس المال إذا ظهرت فرص جديدة». وأوضح أن الشراكة تخطط لاستثمار كامل المبلغ خلال السنوات الخمس المقبلة، مع احتمال جمع تمويلات إضافية في حال ظهور أهداف جديدة.

وخلال مراسم توقيع الصفقة في واشنطن، حضر وزير الداخلية الأمريكي دوغ بيرغوم، ورئيس مجلس إدارة «إنرجي كابيتال بارتنرز» دوغ كيميلمان، والرئيس التنفيذي لـ«إيه دي كيو» محمد حسن السويدي، ونائب رئيس مجلس إدارة «إيه دي كيو» جاسم محمد بوعتابة الزعابي، ووزير الطاقة الأمريكي كريس رايت.

ويتماشى المشروع الاستثماري المشترك مع جهود إدارة ترامب لجذب رؤوس الأموال إلى الولايات المتحدة وزيادة إنتاج الطاقة. كما ناقشت شركات إماراتية بناء مراكز بيانات في الولايات المتحدة، في إطار التعاون المتنامي بين البلدين في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

ويمتلك الشيخ طحنون إمبراطورية تجارية بقيمة 1.5 تريليون دولار تشمل صناديق الثروة السيادية وأبرز شركات الذكاء الاصطناعي في المنطقة مثل «G42»، التي حصلت على تمويل من «مايكروسوفت»، وأبرمت صفقات مع «إنفيديا» و«أوبن إيه آي».

كما يشرف على «MGX»، التي تساهم في تمويل مشروع «ستارغيت» الخاص بترامب بقيمة 100 مليار دولار، بالإضافة إلى تحالف استثماري في الذكاء الاصطناعي بقيمة 30 مليار دولار بقيادة مايكروسوفت و«بلاك روك».

في الأشهر الأخيرة، تحدث ترامب عن التزامات استثمارية بمئات المليارات من الدولارات في البنية التحتية التكنولوجية للولايات المتحدة، رغم أن جداول تنفيذ بعض هذه الاستثمارات لا تزال غير واضحة.

قال الحمادي إن مشروع «إيه دي كيو» الجديد سيعتمد على مزيج من الديون والتمويل الذاتي لتمويل المشاريع. وأوضح أن الشركاء يدرسون حاليًا مشاريع يمكن أن تصل قدرتها الإنتاجية إلى نحو 10 غيغاوات من الكهرباء، مشيرًا إلى أن الخطة تندرج ضمن محفظة الطاقة الخاصة بصندوق الثروة السيادي.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.