قُدمت مسودة نهائية لاتفاق هدنة بين إسرائيل وحركة حماس يوم الاثنين، بعد “اختراق” في المحادثات، وفقًا لمسؤول مطلع على المفاوضات.
وتم تسليم النص، الذي يتضمن وقفًا للقتال وإطلاق سراح الأسرى، من قبل قطر للطرفين في محادثات جرت في الدوحة، بحضور قادة أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية “الموساد” و”شين بيت”، بالإضافة إلى رئيس وزراء قطر.
وقال المسؤول إن ستيف ويتكوف، الذي سيصبح المبعوث الأمريكي عندما يعود دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة الأسبوع المقبل، حضر المحادثات، كما حضر المفاوضات برت مكغورك، المبعوث الأمريكي الذي يمثّل إدارة بايدن المنتهية ولايتها، وأضاف المسؤول أن الـ 24 ساعة المقبلة ستكون حاسمة لإتمام الاتفاق.
ونقلا عن مسؤول إسرائيلي، أن وفدي إسرائيل وحماس في قطر تلقيا مسودة اتفاق، وأن الوفد الإسرائيلي أطلع قادة إسرائيل على التفاصيل، رغم عدم تأكيد أي من الأطراف المعنية بشكل رسمي على المسودة النهائية، إلا أن المسؤولين على الجانبين تحدثوا عن تقدم كبير في المحادثات.
وقالت مصادر مطلعة على المفاوضات إن المناقشات التي جرت في وقت متأخر من ليل الأحد إلى صباح الاثنين أسفرت عن “اختراق” ملموس، مع تشديد المسؤولين على أن “الفرص لا تزال قائمة” لإتمام الاتفاق خلال الأيام المقبلة، ومن المتوقع أن تتضمن المرحلة القادمة دفعًا مكثفًا للتوصل إلى اتفاق شامل، بحسب المسؤولين.
ومن جهة أخرى، استمرت الضغوط على الطرفين لتحقيق اتفاق قبل دخول ترامب إلى البيت الأبيض في 20 يناير 2025، حيث أعلن الرئيس المنتخب أن هناك “ثمناً باهظاً” إذا لم يتم الإفراج عن الأسرى قبل توليه المنصب.
وفي سياق موازٍ، استمرت الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث أسفرت الهجمات يوم الاثنين عن استشهاد 21 شخصًا على الأقل، من بينهم خمسة في قصف استهدف مدرسة في غزة كانت تأوي عائلات نازحة.
التوصل إلى مسودة اتفاق في الدوحة يأتي في وقت حرج، حيث لا يزال الوضع الإنساني في غزة يتدهور بشكل كبير، مع استمرار القصف الإسرائيلي والقتال العنيف على الأرض.
وقد أعلنت السلطات الصحية الفلسطينية أن أكثر من 46 ألف شخص استشهدوا في غزة منذ بدء الهجوم الإسرائيلي في أكتوبر الماضي بينما تم تهجير ملايين من سكان القطاع. من جهة أخرى، تواصل حماس قصفها للأراضي الإسرائيلية، حيث أصيب العديد من الجنود الإسرائيليين في الاشتباكات الأخيرة في شمال غزة، مما يزيد من تعقيد الموقف على الأرض.
ورغم أن المسودة المقترحة تتضمن بنودًا لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى، إلا أن الفجوات بين المواقف الإسرائيلية والفلسطينية لا تزال قائمة، إذ تطالب حماس بإنهاء الحصار الإسرائيلي عن غزة وتقديم ضمانات لانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، في حين تصر إسرائيل على ضرورة تفكيك البنية العسكرية لحماس بشكل كامل قبل التفكير في أي حل طويل الأمد.
ومن المتوقع أن يستمر الوسطاء الدوليون، وعلى رأسهم قطر ومصر، في الضغط على الطرفين للوصول إلى اتفاق نهائي، حيث يعتبر المجتمع الدولي أن أي اتفاق دائم سيتطلب تعاونًا جادًا من كافة الأطراف المعنية لتجنب المزيد من التصعيد.
كما أن التوصل إلى اتفاق محتمل بين إسرائيل وحماس سيحمل أبعادًا جيوسياسية كبيرة، حيث تشير تقارير إلى أن العديد من الدول الإقليمية والعالمية تضغط على الأطراف المعنية لتحقيق هدنة دائمة.
وتعتبر قطر، التي تتوسط في المحادثات، لاعبًا رئيسيًا في هذه المساعي، لا سيما في ظل علاقاتها مع حركة حماس ودورها كوسيط محوري في الأزمات الإقليمية. بينما تتابع مصر عن كثب مجريات المحادثات، فإن دورها في إتمام الاتفاق سيكون حاسمًا بالنظر إلى علاقاتها التاريخية مع إسرائيل وكونها الجار الجنوبي لغزة، فضلاً عن استضافتها للعديد من اللاجئين الفلسطينيين على أراضيها.
وعلى الرغم من التقدم الملحوظ في المحادثات، يبقى أن نرى ما إذا كانت المواقف المتباينة بين الجانبين ستسمح بإبرام اتفاق شامل.
وفي الوقت نفسه، فإن استمرار الأعمال العدائية يعزز من حجم التحديات التي تواجه الوسطاء، حيث لا تزال الصراعات على الأرض تعكس تعقيدات أكثر مما يمكن حلها بمجرد توقيع اتفاق سياسي.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=70188