حذر عالم مناخ يعمل مستشارا في مشروع نيوم السعودي من أن المدينة الجديدة قد تغير البيئات المحلية وأنظمة الطقس، بما في ذلك مسار العواصف الهوائية والرملية.
ومن المقرر أن تشمل المدينة الضخمة التي تبلغ تكلفتها 500 مليار دولار ــ والتي يزعم المنظمون أنها ستكون أكبر من مدينة نيويورك بـ 33 مرة ــ مدينة مستقيمة بطول 170 كيلومترا ، ومدينة ذات ثمانية جوانب تطفو على الماء، ومنتجعا للتزلج مع قرية عمودية قابلة للطي ، إلى جانب مشاريع ضخمة أخرى.
صرح دونالد ويبلز، الباحث في فيزياء وكيمياء الغلاف الجوي والمستشار في مشروع نيوم، لصحيفة فاينانشال تايمز بأنه أعرب مرارًا عن مخاوفه بشأن تأثير المشروع على المناخ.
وأضاف: “كان جزء من قلقي هو مدى تأثير مشروع ذا لاين وتلك المشاريع على البيئة المحلية… إذ يبدأ التأثير على الطقس والمناخ المحليين”.
وذكر أن الأضرار المحتملة قد تشمل أشياء “لم تتم دراستها بشكل كافٍ”، بما في ذلك التغيرات في أنماط الأمطار وتضخيم الرياح والعواصف في المناطق الصحراوية.
ويجري بناء المدينة الضخمة في منطقة تبوك في شمال غرب المملكة العربية السعودية، وهي منطقة تتميز بمناخ صحراوي جاف في معظمها.
ومن المقرر أن يتضمن الخط مبنيين عاكسين يبلغ ارتفاعهما نحو 500 متر ويمتدان على طول جزء من المدينة ذات الخط المستقيم، وفقًا للتصميمات التي تم الكشف عنها في عام 2022 .
وقال ويبليس إن الأسئلة الأخرى التي أثارها شملت الانبعاثات الناجمة عن استخدام الأسمنت والتحول البطيء بعيدًا عن مركبات البناء والآلات التي تعمل بمحركات الاحتراق.
قال ويبلز، من جامعة إلينوي، إن نيوم كلفت أكاديميين بدراسة مخاوفه، لكن لم تُطلعه على النتائج.
وأضاف أن اللجنة الاستشارية للاستدامة، التي هو عضو فيها، أُبلغت خلال اجتماع عُقد مؤخرًا بأن المخاوف المناخية قد تصاعدت إلى “أولوية أعلى” منذ الرحيل المفاجئ لنظمي النصر، الرئيس السابق لنيوم.
وأكد عضو ثان في الفريق الاستشاري، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، لصحيفة فاينانشيال تايمز القضايا التي أثارها ويبليس.
وقالت نيوم إنها شركة تطوير مسؤولة وأن الاستدامة هي إحدى أولوياتها الأساسية.
في الأسبوع الماضي، أطلق الرئيس التنفيذي لنيوم “مراجعة شاملة” للمشروع، فيما بدا وكأنه إجراء لتقليص الإنفاق جزئيا بسبب انخفاض أسعار الطاقة.
وقال أحد المطلعين على المراجعة لصحيفة فاينانشيال تايمز إن نطاق العديد من المشاريع المحيطة بنيوم قيد المراجعة بسبب “بيئة الموارد المحدودة”.
وفي إطار المراجعة، يُعاد النظر في مستقبل اللجنة الاستشارية للاستدامة، وفقًا لووبلز. وأضاف: “لقد تباطأت العملية برمتها لمدة تتراوح بين ستة أشهر واثني عشر شهرًا”.
واتُّهمت الحكومة السعودية بتهجير أفراد قبيلة الحويطات، الذين عاشوا لقرون في منطقة تبوك، بالقوة لإفساح المجال لبناء المدينة التي تبلغ تكلفتها 500 مليار دولار.
تم القبض على ما لا يقل عن 47 عضوا من القبيلة أو احتجازهم بسبب مقاومة الإخلاء.
وفي أبريل/نيسان 2020، قُتل الناشط عبد الرحيم الحويطي برصاص قوات الأمن بعد وقت قصير من تصويره مقاطع فيديو احتجاجًا على إخلائه لإفساح المجال لبناء المدينة الكبرى.
وفي العام الماضي، أفادت تقارير بأن ضباط الأمن السعوديين تلقوا أوامر باستخدام القوة المميتة لقتل الأشخاص الذين قاوموا الإخلاء من المناطق المخصصة للمدينة، وفقًا لضابط سابق في الاستخبارات السعودية.
واتهم كبار المسؤولين التنفيذيين الذين يقودون المشروع أيضًا بالعنصرية وكراهية النساء والفساد.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=71483