ماكرون يجري زيارة دولة إلى السعودية سعيا لتعزيز التعاون المشترك

وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الرياض في “زيارة دولة” تستمر ثلاثة أيام، والتي تعكس عمق العلاقات المتنامية بين فرنسا والسعودية.

وتأتي هذه الزيارة بدعوة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وتسلط الضوء على الطموح المشترك لتعزيز التعاون عبر مختلف القطاعات وفقًا لرؤية السعودية 2030 ورؤية فرنسا 2030.

ويشمل جدول أعمال ماكرون لقاءات رفيعة المستوى، وزيارة لمترو الرياض، ومنتدى اقتصادي سعودي-فرنسي، بالإضافة إلى محطات ثقافية في الدرعية والعلا.

ويعتبر قصر الإليزيه أن التحديثات والإصلاحات الجارية في السعودية تعد ضرورية لتعزيز مكانة المملكة كلاعب مركزي في منطقة الشرق الأوسط الأكثر ترابطًا.

وتعود العلاقات التاريخية بين فرنسا والسعودية إلى ما قبل تأسيس المملكة، حيث افتتحت فرنسا أول قنصلية لها في جدة عام 1830، وكانت من بين أولى الدول التي اعترفت بالسعودية كدولة ذات سيادة في عام 1926. على مر السنين، تطورت هذه الشراكة لتتناسب مع التحديات المعاصرة، بما في ذلك التعاون في مجالات الدفاع والطاقة والثقافة.

وشهدت العلاقات الاقتصادية بين البلدين نموًا ملحوظًا، حيث زادت عدد الشركات الفرنسية العاملة في السعودية بنسبة تزيد عن 43% منذ عام 2020.

وتشمل الاستثمارات الفرنسية في المملكة شركات مثل “إير ليكيد” و”إيرباص” و”توتال”. تلعب هذه الشركات دورًا محوريًا في جهود التنويع الاقتصادي التي تسعى إليها السعودية عبر مختلف القطاعات مثل الطاقة والرعاية الصحية والسياحة.

وتعتبر الطاقة المتجددة جزءًا أساسيًا من رؤية السعودية 2030، حيث تسعى المملكة لأن تصبح رائدة في مجالات الطاقة النظيفة، وتتماشى أهداف السعودية في الاستثمار في الطاقة الشمسية والرياح مع طموحات فرنسا في التحول إلى اقتصاد أكثر استدامة، هذا التعاون في مجالات الطاقة يعكس التزام كلا البلدين بمواجهة التحديات المتعلقة بتغير المناخ.

وتبقى قضايا الأمن والاستقرار مركزية في العلاقات بين فرنسا والسعودية، خاصة في ظل التحديات العالمية مثل النزاع في أوكرانيا، وتسعى فرنسا للحصول على دعم السعودية في معالجة الأبعاد الإنسانية والاقتصادية للنزاع وتأثيراته على سلاسل الإمداد العالمية. كما تسهم السعودية في توفير الطاقة لأوروبا، مما يعزز دورها كمزود رئيسي للطاقة النظيفة.

ومن المتوقع أن تتناول المناقشات خلال زيارة ماكرون التطورات الإقليمية، لاسيما فيما يتعلق بلبنان الذي يعاني من شلل سياسي منذ أكثر من عامين.

وتلعب السعودية وفرنسا أدوارًا في محاولة إيجاد حلول للأزمات اللبنانية، مما يجعل أي مبادرات يتم اتخاذها في هذا السياق محل انتظار.

وتشكل الثقافة جزءًا هامًا من العلاقة بين فرنسا والسعودية، حيث يبرز مشروع “فيلا الحجر” في العلا كمؤسسة ثقافية تهدف إلى تعزيز الحوار والتعاون بين الفنانين والمبدعين من كلا البلدين، وتسهم هذه المبادرات في تعزيز التبادل الثقافي وتجعل من السعودية مركزًا للفنون والتراث.

وتتطلع فرنسا والسعودية إلى مواجهة التحديات العالمية المشتركة، بما في ذلك القضايا البيئية والأمنية، كما سيتناول ماكرون في زيارته قمة “COP16” التي تستضيفها السعودية، والتي تركز على قضايا التصحر والتغير المناخي.

وتعتبر زيارة ماكرون فرصة لتعزيز الشراكات في مجالات الدفاع والطاقة والثقافة والتنمية الاقتصادية، من خلال هذه الزيارة، يسعى كلا البلدين إلى بناء شراكة قائمة على الاحترام المتبادل والأهداف المشتركة، مما يعكس قوة التعاون بين فرنسا والسعودية في عالم سريع التغير.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.